الأب باولو من جديد؟

الأب باولو من جديد؟

هي ندوة حول سورية أعلن عن عقدها في الثامن والتاسع والعاشر من هذا الشهر في معهد العالم العربي في باريس، هذه الندوة  متعددة الاختصاصات تتحدث عن إعادة الإعمار المادي وغير المادي في سورية، وعن السياسة المستقبلية لسورية في الغد القريب. .

والحديث في معظمه هو لمحة عن الوضع السياسي والآفاق المحتملة ضمن سياق الأحداث في العالم العربي (مصر وتونس وليبيا) ومن المفترض بث العروض والمناقشات على وسائل الإعلام المختلفة.
يتحدث في هذه الندوة عدد من المتحدثين أهمهم «تيري بواسييه» من جامعة ليون، و«فرانسوا بورغا» مدير أبحاث CNRS والأب اليسوعي «باولو دالوليو»، و«بسمة قضماني» مديرة مبادرة الإصلاح العربي و«زياد ماجد» من الجامعة الأمريكية في باريس، و«ليلى فينال» من جامعة رين، ويدير النقاش «سلام الكواكبي» المدير المساعد لمبادرة الإصلاح العربي بالتعاون مع رابطة «إلى سورية»
هذا كان فحوى الإعلان عن الندوة، ومن اللافت للنظر عدة أمور هنا:
أولاً: كيف ظهر اسم الأب باولو دالوليو في إعلان الندوة؟ وهو الذي نعته وبكت على موته المفترض وسائل إعلام عديدة في عدة أمكنة، أم أنه يشبه أسامة بن لادن يظهر عند اللزوم ويختفي عند اللوازم، «يعني موت وحياة تحت الطلب» وهو من يتحدث عن «أية ديمقراطيات في سورية إسلامية» كأنما لم يكن هو شريكاً في صنع هذا التطرف بشكل من الأشكال.
ثانياً: باعتبار حاميها حراميها كالعادة، أنى لجماعة ما يسمى بالائتلاف الوطني أن يكونوا في واجهة إعادة الإعمار المادي واللامادي؟ ويتحدثون عن «الآثار والتراث والهندسة المعمارية والتخطيط المدني ومستقبل المجتمع المدني وإعادة إعمار فكرية، وأي علوم سياسية لأية سورية؟»
ثالثاً: ما هي مبادرة الإصلاح العربي؟ التي تكون «بسمة قضماني» –وهي غنية عن التعريف بارتباطاتها المشبوهة_ مديرتها التنفيذية، تلك المؤسسة والتي بحسب موقعها « تلقى تمويلها المالي من مصادر عربية بالأساس إلى جانب مؤسسات خيرية ومراكز بحثية وبنوك وشركات دولية فضلا عن متبرعين أفراد».
ونحن ها هنا نيام نترك للغريب والهجين تسيير أمورنا، ننتظر فرج النظام الفرنسي وأتباعه، وعطف «صاموئيل سيزونيسكي» ليحدثنا عن كيفية استخدام ذكائنا الاجتماعي لبناء بلدنا ولنتطور أخلاقياً، وحنان «إيريك هيوبرشت» سليل «ايكوشار» ليخطط لنا مدينة دمشق كما فعل سلفه، حينما خطط لتدمير المدينة القديمة وتمزيق البنيان الاجتماعي لأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، ورقّة «فاليري كليرك» لتقول لنا كيف نهدم مناطق المخالفات والعشوائيات لنفسح المجال للقطاع الخاص ليقوم بإعادة الإعمار. تصبحون على وطن