باسم الإنسانية
حسام كتيلة حسام كتيلة

باسم الإنسانية

أراقص الأرواح الهائمة فوق العربة المهترئة المحملة بالبنادق والقذائف والبشر، مع القليل من الورود...

وعلى الجانب الآخر من هذا العالم البائس يتضاجع السياسيون مع المهرجات بعد أمسية شعرية خالية من القوافي والبحور، ليخلقوا كائناً جديداً قادراً على صنع براد موتى إلى جانب جمعية الرأف بالحيوان.
ثم يعودون في الصباح إلى مكاتبهم ويأمرون بإرسال المزيد من القذائف والبنادق إلى بلاد العربة المهترئة، ليحملوا تلك العربة المزيد المزيد من الأسلحة والألغاز والأحاجي ونسخ معدلة من الكتب الدينية، فتزداد اهتراءً حتى أن صوت صريرها يزعج الملاهي الليلية في بلاد ادعت بأنها إنسانية، تدفع لأجل الإنسانية، تعمل لأجل الإنسانية، تنام وتصحو على صوت الإنسانية، حتى أنها تقتل الإنسان لأجل الإنسانية.
وأنا مازلت أراقص الأرواح الهائمة فوق العربة المهترئة، أداعب روح الطفلة التي بكت لأنها أوسخت دميتها بدمائها، أشعر بأمعائي تتمزق جوعاً فأمد يدي لأستل رغيفاً من الخبز فإذا بيد الخباز تمسك بي وتسحبني بسادية صاحب حق منتزع وعينين مملوءتين بالغضب والثرى ليقول لي: قتلتني دول الإنسانية باسم الإنسانية!
أعود لألقي نظرةً على العربة المهترئة فأراها تحمل جبلاً من البنادق والقذائف والبشر، مع القليل من الورود المتفتحة...