هادي العلوي يُناجي الحلاج بلا فواصل أو نقاط

هادي العلوي يُناجي الحلاج بلا فواصل أو نقاط

سلام عليك أيتها الروح السارية في وجودي أيتها النار الأبدية التي تتوقد في صدري فتحميه من برد النسيان سلام عليك أيتها الحروف العاليات فأنا سيد الحروف وفي الحروف نبوتي والنجوم من جندي والماء مملكتي ولي في الأرض ذخائر تخرجها الشمس للمدقعين

وسلاحي لا يغمد ألا تسمعون جلجلته مع صلاة الفجر؟ غداً يظهر لي الحسين بن منصور في سحابة النور المثقلة بالمطر الكوني فأجمع حولي فقراء الأرض وأسلمهم السلاح ليدخلوا به ملكوت النار ثم يخرجون منها وقد فاضت لهم كنوز الدنيا فيوزعونها ولا يملكونها لأنهم ملوك الحرمان ومن الحرمان تزهر حقولهم وتزدهر بساتينهم فلا ينغصهم فقر ولا غنى وأعطيهم ما تمناه لهم الحسين بن منصور فيشبعون بعد جوع ويكتسون بعد العري ويعزون بعد الذل وتعود للأرض ظلالها وحروفها يا أبا المغيث أتملى وجهك السماوي لكي تراني أتطلع الرؤية غايتي هي سبب غربتي وانقطاعي تسألني كيف مشيت وراء ذي القرنين حتى مطلع الشمس؟ هلك الهالك بالحسرة وتزود الغريب من زاد القرب وتواردت عليه الأحوال فرفعته إلى مقام الخواص ثم جاء مستفيداً من حامد بن العباس حتى يكمل الطواف حولي مر علي زمان كنت أسـتوطن الريح أبحث عن وجوه لا أراها صائماً كالنهار في هجير الصحراء ليس لصومي ميقات ومن أُصلي له مات فلمن أصلي؟ قطعت صلاتي وصار ذكري تمتمةخلعت رداء الأرض مشيت عارياً حتى المغيب فلم يسترني الظلام عدت إلى مطلع الشمس فلم أر من السور إلا الحجارة تيممت الشمال فزوى وجهه عني تجردت من علائق الحضور فاشتعلت النار في ثيابي غبت عن نفسي فلم أتجرد رجعت إليها فرأيتها تركض في الغابات نهرتها فلم تسمعني ألقيت عليها ذراعي فلم ترجع، أحسست حينها أني بلا ذراعين
أردت الخروج كما خرجت أنت من أقطار العقيدة إلى أقطار الحقيقة فقالوا لا تخرج إلا بسلطان وإنما غايتهم أن يقطعوا عنك عارفيك فلا تبقى لهم من المعرفة إلا اللغة ومن الكشف إلا البصر ومن الذوق إلا الحواس حتى لقد قال قائلهم إن قبرك مهجور في فلاة مهجورة ولو نظروا إليه بعيوننا لرأونا من حولك نطوف ونسأل يا حسين بن منصورلا صمت لمن تأخذه يداك لا انقطاع لمن حملته النجوم إليك لا انطفاء لمن يشتعل بنارك الأبدية أيها الباحث عن المستقر بكل أرض لو استعبدتك المطامع لما قتلوك لكنه كيد التنين وغفلة من ينادمه في عز الصيف فخذ مني العهد أن لا أنادمه وأن أرفض الشرب من كأسه ما دمت مترعاً بكأسك وأن لا أقرب الواسطة بعد أن علمتني أنّ الحق لا يؤخذ من غير الحق ولن يكون دليلي بشراً يأكل الناس من يديه وقد خرجت من شرط الإيمان إلى شرط العلم ثم تخلصت منه إلى شرط المعرفة فشربت من أسرار الوجود ما أغرقني في بحار الاستغراق ولما غرقت في البحر لقيت الذين سبقوني إلى قراره فأخذوا بيدي إلى مقام الصعود وقالواالمالك للشيء مملوك له ومن أراد الحرية فليخرج من ملكوت الرغبة وبيوت الأغنياء لا تصح فيها الصلاة ومن استمع إليهم لم تدخل الحكمة إلى قلبه قلت لهم أجوع مع الجائعين فذلك هو شرط المعرفة وألتحف بالمنافي، فذلك هو شرط الحرية وإذا رضي عني الحسين بن منصور فليغضب علي كل سلاطين العالم.