عرض العناصر حسب علامة : التراجع الأمريكي

تسريبات من دفتر يوميات الكيان (2)

تسريبات جديدة من دفتر يوميات افتراضي يحتوي في صفحاته الهواجس التي تطارد قادة الكيان الصهيوني مع تسارع التراجع الأمريكي، وقرارات واشنطن النهائية التي تقضي بانسحاب قواتها من منطقة الشرق الأوسط.

نظرة إلى تعاطي صحافة الكيان مع الانسحاب الأمريكي

تحتل مسألة انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط موقعاً أساسياً في طريقة تعامل مختلف الجهات والدول في المنطقة وحولها، مع أوضاعها الداخلية وعلاقاتها الإقليمية والدولية، خاصة وأن الخطوات الملموسة في إعادة تموضع الولايات المتحدة لوجودها في أجزاء مختلفة من العالم باتت تتبلور هذه الأيام بأشكال أكثر وضوحاً؛ من ذلك مثلاً ظهور تحالف AUKUS بين واشنطن ولندن وكانبيرا.

أفغانستان: انهيار الإمبراطورية العسكرية مقابل صعود العالم البديل

لم يعد بإمكان أحد إنكار التراجع الأمريكي على الساحة الدولية، وعدم قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على هيمنتها ووجودها وتأثيرها السابقين «اللهم إلّا بعض المرتبطين بالأمريكيين بشكل وجودي مبتغين الدفاع عن وجودهم»، وحتّى الأمريكيون أنفسهم لم يعودوا يجادلوا بحقيقة هذا التراجع. لكن ما الذي يعنيه هذا التراجع؟ يقوم البروفسور والمؤرّخ ألفريد ماكوي في المقال الذي نقدمه في قاسيون باختصار، بتناول تأثير هذا التراجع من بوابة الانسحاب من أفغانستان، وما الذي عنيناه وسيعنيه ذلك بالنسبة لحلفاء الأمريكيين: الأوروبيين بشكل خاص، وكذلك خصوم الأمريكيين: الصين بشكل خاص. ورغم أنّ ماكوي يرى في هزيمة الأمريكيين «انتصاراً للصين» على عادة الأمريكيين الذين يرون العالم من منظار وجود خاسر مقابل كلّ رابح، إلّا أنّه هو نفسه يظهر أثناء سرده أنّ تراجع الأمريكيين سيعني انتصار العالم، وأنّ الصينيين سيكونون عرّابي هذا الانتصار وحسب.

تسريبات من دفتر يوميات الكيان (1)

ماذا لو جرى تكثيف كل ما يجري في رؤوس قادة الكيان الصهيوني على شكل دفتر يوميات افتراضي يحتوي في صفحاته كل هواجسهم في هذه الأوقات العصيبة التي يعيشها الكيان، الذي يعتبر أشد المتأثرين بالتراجع الأمريكي وقرارات واشنطن النهائية التي تقضي بانسحاب قواتها من منطقة الشرق الأوسط؟

واشنطن تفرّط في أتباعها والسعودية تلوح بخياراتها

كثيراً ما يستخدم تشبيه «تساقط أحجار الدومينو» في ميادين السياسة كونه يعبّر عن درجة التداخل في ملفات تبدو منفصلة ظاهرياً للمراقب البسيط. شكّلت العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة مفصلاً في تاريخ المنطقة، لا بل في تاريخ الولايات المتحدة نفسها، وإن كان «الطلاق» هو مصير هذه العلاقة فذلك يعني تساقطاً متسارع لأحجار الدومينو في منطقتنا

غرينلاند: بوابة إحياء صراع الحرب الباردة القطبيّة من جديد

في أيار الماضي، قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة إلى غرينلاند. ورغم الحشو البهيج الذي يملأ هذه الزيارات عادة، كانت هناك لسعة توتّر مصاحبة لهذه الزيارة تحديداً، ذلك أنّ إدارة ترامب أعادت إحياء خيال شهواني لطالما ترعرع في أروقة واشنطن وفي عقول النخب المهووسة بالسلطة: غرينلاند، كما يحلم هؤلاء، قد تصبح يوماً جزءاً من الإمبراطوريّة الأمريكية. أعاد الرئيس ترامب إثارة مسألة غرينلاند «المملوكة» للدنمارك في 2019، قائلاً بفرحة رجل أعمال متحمّس: «نحن حلفاء جيدون للدنمارك، ونحن نحمي الدنمارك مثلما نحمي أجزاء كبيرة من العالم. لذلك جاءت المسألة وقلت: سأكون بالتأكيد مهتماً بشراء غرينلاند. هذا الأمر مثير للاهتمام من الناحية الإستراتيجيّة، لكن علينا التحدّث معهم قليلاً». ورغم أنّ الردّ الدنماركي كان رفض إدماج غرينلاند في «صفقة عقاريّة كبيرة»، فلا يبدو أنّ الأمر انتهى.

تشابك الصراع التكنولوجي الصيني- الأمريكي مع الانقسامات الداخليّة الأمريكيّة

التحوّل الجاري في العلاقات الأمريكية الصينية نحو المنافسة الإستراتيجية، يشير إلى وضع ضغوط عميقة على النظام العالمي القائم. أولاً: لأنّ الولايات المتحدة والصين هما القوتان الاقتصاديتان الأكبر في العالم. الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي شكّل 24,4% من الناتج العالمي في 2019، هابطاً عن 30,5% في عام 2000، بينما شكّل الناتج الإجمالي المحلي الصيني 16,3% من الناتج العالمي في 2019، مرتفعاً من 3,6% في بداية الألفية. تثير المؤشرات المعبرة عن الواقع الخوف لدى الولايات المتحدة، ويدفعها إلى محاولة كبح الصين. بالنظر إلى الحجم الهائل للاقتصادين، والأدوار المركزية التي يلعبونها في شبكات الإنتاج العالمية، فديناميكيات العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لها تداعيات بعيدة المدى على الاقتصاد الرأسمالي العالمي المعاصر.

واشنطن… ماذا لو؟

وقّع نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود اتفاقية للتعاون العسكري مع نظيره الروسي ألكسندر فومين، وتنص الاتفاقية- التي جرى التوقيع عليها خلال المنتدى العسكري التقني الدولي «آرميا 2021» في أواخر شهر آب الماضي- على تطوير مجالات التعاون العسكري المشترك بين البلدين. وعلى الرغم من أن الاتفاقية لا تعتبر انتقال السعوديةً نهائياً إلى موقع مختلف على الساحة الدولية إلا أنها تنذر بحدوث ذلك قريباً.