التكامل والانسجام بين متشددي النظام والمعارضة
عامان كاملان انقضيا على انفجار الأزمة في سورية، ذلك الانفجار أوحى لجميع القوى المتشددة بأن تغييرا جذريا تشارك فيه الغالبية المنهوبة يلوح في الأفق
عامان كاملان انقضيا على انفجار الأزمة في سورية، ذلك الانفجار أوحى لجميع القوى المتشددة بأن تغييرا جذريا تشارك فيه الغالبية المنهوبة يلوح في الأفق
تحظى طروحات وتوجهات الإخوان المسلمين اليوم في سورية بالمباركة الأمريكية الأوروبية الخليجية، وهي التي تعتبر الأكثر توافقاً مع مصالحهم مقارنة مع باقي طروحات المعارضة السورية ، وبالتالي فهي تحظى بالدعم المادي والإعلامي والسياسي، وبمحاولات مستمرة لفرض مفرداتها وخطابها على الحركة الشعبية، وعلى خطاب باقي أطياف المعارضة أيضاً.
ترسخ في الذاكرة السياسية حتى أواخر القرن الماضي فكرة وجود قطبين مهيمنين على الساحة السياسية العالمية، وهما (الاتحاد السوفيتي – الولايات المتحدة الأمريكية) وقد دامت هذه الحالة مدة سبعين سنة من عمر البشرية، ولا يخرج الحديث السائد اليوم عن ظهور دول البريكس كقطب مقابل للولايات المتحدة الأمريكية عن هذا الوعي السياسي المرتبط بحقبة قصيرة من تاريخ البشرية، كتناقض رئيسي جديد، وهو كشأن سابقه يخفي من خلفه التناقض الأساسي الجوهري بين الجماهير المستغَلة والطبقات المستغِلة لها، وبعبارة أخرى التناقض بين العمل ورأس المال..
تعمد الكثير من القوى المنضوية اليوم تحت مسمى معارضة إلى اجترار الأساليب البالية التي تنتمي إلى مرحلة الفضاء السياسي القديم، ولعل أشهر تلك الأساليب، وأغباها على وجه الإطلاق، هو ممارسة السياسة كنوع من المقامرة على ملء الفراغات السياسية المتشكلة في لحظة معينة «حاسمة»، وذلك عبر الاختباء خلف دزينات من الشعارات البراقة بهدف الكسب المجاني والسريع لأفواج الجماهير، في حين أن البرنامج الفعلي يبقى في الخفاء بانتظار اللحظة التي لا يكون على الجماهير إلا تنفيذ حكمة أحد أولئك الذين نصبوا أنفسهم «قادة» عليهم، ويكمن الغباء في اعتناق تلك الأساليب في أنها أصبحت تتناقض بشكل صارخ مع درجة الوعي السياسي المتصاعد في صفوف الجماهير التي إذا ما وصلت إلى درجة معينة ستطيح بكل من زاود وكذب عليها في لحظات الأزمة العصيبة..
مفهوم الإضراب الجماهيري
مفهوم الإضراب الجماهيري ذو أصل انكليزي يعود إلى العام 1839 عندما دعت الحركة الشارتية «الميثاقية» إلى إيقاف العمل على النطاق القومي في البلاد ووردت أيضاً في أدبيات الحركات الثورية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا نهاية القرن التاسع عشر وكانت الثورة الروسية 1905 قد طبقت للمرة الأولى في التاريخ فكرة الإضراب الجماهيري على نطاق واسع.
كان النهوض الشعبي الجديد من سبات عقود طويلة، ورغم عفويته وأخطائه، يمثّل خطوة أولى على طريق التغيير السياسي استجابة للضرورات الاقتصادية-الاجتماعية كمحرّك أساسي، ولاسيما أنّ النظام الرأسمالي العالمي وصل إلى ذروة أزماته وعجزه عن تقديم أية حلول لمشاكل البشرية.
تتوالى الأيام ويزداد الاحتقان والتصعيد في بلدٍ بات مفجوعاًعلى ما أزهقته البنادق من أرواحٍ لا ذنب لها إلا أنها وُجدت في حلمٍ شاء له البعض أن يغدو كابوساً ثقيلاً. بات المشهد في الشارع السوري وكأنك في مسرحية زياد الرحباني (فيلم أميركي طويل) ولكن مع فارقٍ بسيط، هو أنك لست بمتفرج، بل أنت في قلب الأحداث، حيث تختلط رائحة الدماء بدخان الدواليب المشتعلة، وأحاديث مقيتة بنكهة الطائفية، وخوف على عبوة الغاز التي تحتضر، ولا صوت يعلو فوق صوت الرصاص والعبوات الناسفة والقنابل الصوتية، إلا ذاك الصراخ الذي يضرب في رؤوسنا «ماالحل!؟»..
اشتكى العديد من المواطنين من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر لساعات طويلة غير منتظمة، فرغم أن تقنين التيار الكهربائي ليس بالجديد على السوريين،
مع كلماتها تحولت الأرقام اليومية إلى أسماء ووجوه. وبين السطر والآخر تُثقل النفس بغصة تلك العاشقة الملتاعة ،تشكو «غدي فرنسيس» هجر حبيبها الدمشقي فارس قاسيون الصامت. أعطته أيامها ونفثات طوال من سجائرها علها تقترب أكثر من قلبه، طالعت وجوهه في كل مكان، سمراء متعبة كانت أم بيضاء مكتنزة، رأته في صوت أم كلثوم، في الدكاكين القديمة،
كم سننتج من القمح في العام القادم مؤشر لمستوى تصاعد الأزمة. أرقام الإنتاج في العام الحالي لا تبشر خيراً فإذا ما كانت المساحات المرزوعة محدداً أولياً فإن المساحات التي زرعت في هذا العام.