التجارة الخارجية في 2016: متراجعة - غذائية - «غربية»

التجارة الخارجية في 2016: متراجعة - غذائية - «غربية»

نشر مركز التجارة الدولية  ITCمؤخراً بيانات التجارة الخارجية السورية لعام 2016، والتي يأخذها المركز من البيانات الرسمية للدول الشريكة تجارياً، ليتبين المستوردات والصادرات السورية من حيث القيم، وتوزعها حسب طبيعة السلع، والشركاء التجاريين...

أما الصادرات فقد بلغت 731 مليون دولار، في انخفاض في نسبة 14% عن عام 2015 عندما بلغت الصادرات قيمة: 844 مليون دولار.
ما يعني أن كتلة المستوردات والصادرات قد انخفضت إلى أدنى مستوىً لها خلال الأزمة. فخلال الفترة 2011-2016 تراجعت المستوردات بنسبة 75% من 17.1 مليار دولار وصولاً إلى 4.3 مليار دولار. بينما تراجعت الصادرات من 8 مليار دولار وصولاً إلى 731 مليون دولار بنسبة انخفاض 91% قابلها تراجع الناتج بنسبة 65% للفترة نفسها.

ارتفاع نسبة العجز
تراجع عجز الميزان التجاري، أي: الفارق بين المستوردات والصادرات بين عامي 2015-2016 من 4.5 مليار دولار إلى 3.6 مليار دولار، حيث تراجعت المستوردات في 2016 بنسبة أكبر من تراجع الصادرات. ولكن أثر هذا العجز رغم تراجعه رقماً لا يزال هاماً، حيث إن نسبته إلى إجمالي الناتج في سورية عام 2016 ارتفعت، فبينما كان العجز التجاري يشكل نسبة 14.5% من الناتج المقدر بـ 27 مليار دولار في 2015، أصبح يشكل نسبة 16.3% من الناتج المقدر بأفضل التقديرات بحوالي 22 مليار دولار في 2016؟
عائدات الصادرات لم تستطع أن تغطي إلا نسبة 17% من المستوردات، وفي الأحوال كلها فإن الحكومة ألغت التزام التجار بإعادة القطع الناجم عن التصدير، وبالتالي لا تؤثر تغطية الصادرات مباشرة على مخزون القطع الأجنبي الحكومي، بينما استمر في 2016 تمويل جزء هام من المستوردات بالقطع الأجنبي، أي: أن هذا العجز لا يزال يشكل خسارة هامة في رصيد القطع الأجنبي، حيث انتقل للخارج قطع أجنبي بمقدار 3.6 مليار دولار في 2016 قابلها بضائع مستوردة في السوق السورية.
وينبغي التذكير، أنه خلال الفترة بين 2011-2016 بلغت إجمالي خسارة الميزان التجاري السوري 33.7 مليار دولار، نتيجة الفارق بين المستوردات والصادرات، وهو أعلى من رصيد القطع الأجنبي السوري المقدر بـ 22 مليار دولار قبل الأزمة.

ماذا استوردنا؟
لا تزال المستوردات المتعلقة بمواد الاستهلاك الغذائي والصناعات الغذائية تشكل مع بعضها ثلث كتلة المستوردات، فإذا ما جمعنا التصنيفات المتعلقة بالمستوردات الغذائية، والزراعية كلها، ومدخلات الصناعة الغذائية، والمشروبات، سواء الضرورية أو الكمالية فإنها تشكل 1.4 مليار دولار تقريباً، ونسبة 33% من المستوردات.
الكتلة الأكبر منها في السكر، ثم الزيوت، ثم الحبوب، ومدخلات لصناعة الحبوب والحليب، والتي تشكل مع بعضها نسبة 43% من مستوردات الغذاء.
رغم أنه يبدو ملفتاً للنظر التراجع الكبير في قيمة وكميات استيراد هذه المنتجات الغذائية الأساسية عن 2015، وأهمها الزيوت -12%، والمشروبات والمكسرات بنسبة 17%، وكذلك الخضار بنسبة 35%.
يأتي بعد المواد الغذائية السيارات وقطعها، وهي تستحوذ على 272 مليون دولار، أغلبها للسيارات الخاصة بمقدار 119 مليون دولار ونسبة 43% من مستوردات السيارات، بينما سيارات نقل البضائع نسبتها 26%، أما السرافيس وفانات الركاب بعشرةِ أشخاص فلا تشكل إلا نسبة: 4%، بينما تشكل الأجزاء والإكسسوارات نسبة 14%، وتستورد السيارات بأنواعها وقطعها من كوريا الجنوبية بالدرجة الأولى.
تليها الأجهزة الكهربائية بقيمة 253 مليون دولار بنسبة 5.8%، ومن بينها الموتورات والبطاريات، وتأتي هذه من الصين بالدرجة الأولى، وقد تراجعت عن 2015 بنسبة 22%.
ثم بالقيمة نفسها تقريباً استوردت سورية منتجات بلاستيكية، القسم الأكبر من السعودية تليها الصين، ونسبة 52% منها على شكل مدخلات صناعية، والباقي مصنوعات بلاستيكية جاهزة.
المدخلات الصناعية الأساسية كالآلات وأجزائها، والحديد والفولاذ، تساهم بنسبة 7% من المستوردات وقيمة تقارب 300 مليون دولار، ولكن يبدو ملفتاً انخفاض قيمة مستورداتها بمقدار الربع للآلات، وبمقدار الثلث للحديد والفولاذ خلال عام واحد فقط.

ماذا صدرنا؟
معظم صادراتنا كذلك، هي من المواد الغذائية والزراعية غير المصنعة، بقيمة إجمالية تقارب 454 مليون دولار، ونسبة 62% من الصادرات.
شهد عام 2016 زيادة في الصادرات السورية من الفواكه والمكسرات، والمشروبات، وزيت الزيتون، والقطن، مقابل تراجع في باقي المواد، لتكون المحصلة تراجع الصادرات بنسبة 14%، أهم الصادرات:
أهم ما نصدره هو: الفواكه والمكسرات والتي تشكل نسبة 20% من إجمالي الصادرات، وتبلغ 144 مليون دولار بزيادة 12.5% عن عام 2015. المكسرات، والتفاح أهمها، بينما الحمضيات لا تشكل إلا 8 ملايين دولار فقط.
التوابل والبهارات والنباتات العطرية بمقدار 107 مليون دولار تقريباً، ونسبة 14% وقد زادت صادراتها بنسبة 37% وسطياً عن 2015.  
الخضار بنسبة 9,5% بقيمة 64 مليون دولار، وأهمها: البقوليات المجففة، ثم البطاطا والبندورة، وتليها الزيوت بقيمة 64 مليون دولار منها 61 مليون دولار زيت زيتون.
يُصدر كذلك القطن ومنتجاته الصناعية من غزول وخيوط ونسيج، وقد تضاعفت صادراته مرتين عن عام 2015! من 12 مليون دولار إلى 37 مليون دولار ليشكل ما نسبته 5% من إجمالي الصادرات. ولكن معظم القطن المصدر هو قطن خام غير محلوج بمقدار 27 مليون دولار، ونسبة 72% من صادرات القطن، أما باقي المنتجات القطنية من غزول وخيوط ونسيج فلا تشكل إلا مبلغ 10 ملايين دولار. أما صادرات الملابس وإكسسوارتها فقيمتها قليلة، بقيمة 19 مليون دولار، وبتراجع بنسبة 7% عن عام 2015.

من هم شركاؤنا التجاريون؟!
تحتل تركيا المرتبة الأولى بين الدول التي تعاملنا معها تجارياً في 2016، حيث إن قرابة ثلث مستورداتنا من تركيا بنسبة 30.7%، وقيمة 1.3 مليار دولار، بينما صدرنا لها بضائع بقمية 65 مليون دولار، أهمها: القطن الخام، بينما شكلت الزيوت النباتية والحديد والفولاذ والسيارات وقطعها أهم مستورداتنا منها.
واستمرت الصين في شغل المرتبة الثانية بقيمة مستوردات 915 مليون دولار ما نسبته 21% من إجمالي المستوردات، وأهمها: الأجهزة الكهربائية والآلات، تليها لبنان بنسبة 5% وقيمة 199 مليون دولار، أغلبها من السكر، والبلاستيك ومصنوعاته، ثم كوريا الجنوبية 193 مليون بمستوردات أهمها: قطع غيار السيارات، أما المستوردات من روسيا والتي تشكل نسبة تقارب 4% ومبلغ 182 مليون دولار، فتشكل الحبوب منها نسبة 16% ومقدار 30 مليون دولار فقط في 2016.
بينما لم تشهد الصادرات السورية تغيراً من حيث وجهة الصادات التي بلغت 731 مليون دولار، وهي موزعة على لبنان بالمرتبة الأولى بقيمة صادرات بلغت 130 مليون دولار، وبنسبة 18% من إجمالي الصادرات، تليها مصر بنسبة 16.5%، وبقيمة صادرات 121 مليون دولار، لتأتي السعودية في المرتبة الثالثة، بقيمة صادرات 95 مليون دولار، وبنسبة 13%، الأردن 12% بقيمة 89 مليون دولار تليها تركيا بنسبة 9% .

نستورد من تركيا أكثر مما نستورد من دول بريكس مجتمعة، ونستورد من أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا، أكثر مما نستورد من روسيا والهند والبرازيل مجتمعة، ولا تزال شراكاتنا التجارية «غربية الهوى» بينما شعاراتنا نحو الشرق.
وتشكل الأغذية عصب مستورداتنا وصادراتنا، بينما مؤشرات التجارة المتعلقة بالتصنيع متراجعة عاماً بعد عام استيراداً وتصديراً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
831