أفريقيا.. ونموذج من ليبرالية القرن 21!

أفريقيا.. ونموذج من ليبرالية القرن 21!

نشر موقع health poverty action أرقاماً هامة حول المفارقة بين حجم الدعم الذي تقدمه الدول المتقدمة سنوياً لإفريقيا، مقابل ما يخرج من إفريقيا سنوياً..

يتوضح من الأرقام أن كتلة الدعم (30 مليار$) ما هي إلا ستار يغطي عملية النهب المنظم الذي تعانيه القارة السمراء، والتي تعيق بشكل مضمون عملية تنمية افريقيا وتطويرها، وتبقيها في أسوأ مواقع التقسيم الدولي للعمل، الذي يضع دول الجنوب عموماً  أو الدول الفقيرة في حلقة مفرغة من التخلف، المستمر بالعلاقة مع منظومة الغرب الرأسمالية بشركاتها ومنظماتها وحتى مساعداتها!..
فتخرج الأموال من افريقيا كنتيجة لسياسات الهيمنة الليبرالية التي تتيح للشركات الكبرى العالمية أن تمارس أعمالها وتحصد أرباحها بكل الطرق، وتخرجها دون قيد أو شرط، والتي تتيح لهذه الشركات ولأموال الاستثمار العالمي ملاذات ضريبية عبر الإعفاءات والتسهيلات، والتي ترتب على الدول الافريقية أقساط ديون هائلة سنوية!..
كما أن هجرة العقول من افريقيا وفي قطاعات تعاني من فقر القدرات، تؤدي إلى خسارات كبرى سنوية، يضاف إلى ذلك أن وحشية المنظومة الرأسمالية تظهر في افريقيا بأشكالها الأوضح، لتكون خسائر افريقيا من آثار التغير المناخي سنوياً رقماً هاماً، وهي تنعكس أرباحاً للشركات التي تستغل الطبيعة، وتخل بشروط البيئة في القارة بأكثر الأشكال جوراً، وهو الأمر الذي يظهر أيضاً من أرباح سنوية هامة من الصيد غير الشرعي.
افريقيا والأرقام التالية هي نموذج مكثف عن نتائج الليبرالية الاقتصادية، وشكلها الحتمي في القرنين العشرين والحادي والعشرين، الذي يدخل قارة كاملة في دوامة الجوع والعنف والنهب، ويرمي لها (فتات) المساعدات! وهو إن كان يظهر بهذا الشكل في القارة السمراء، فإنه يقدم النموذج الواضح لمآل ومبتغى دول العالم الفقير التي ترتهن لليبرالية الاقتصادية..
30 مليار دولار تتحول سنوياً كمساعدات من الدول الغنية إلى إفريقيا.
192 مليار دولار تخرج من افريقيا سنوياً متحولة لأرباح للخارج عبر الطرق التالية:
46.3 مليار دولار أرباح الشركات المتعددة الجنسيات من افريقيا.
21 مليار دولار مدفوعات الدين.
35.3 مليار $ التهرب الضريبي.
6 مليار $ من هجرة عمال الصحة وتعويض عن الكفاءات الخارجية الموظفة، حيث النقص في كوادر العمل الصحي المدربة يبلغ 1,8 مليون، مرشح للارتفاع إلى 3,4 مليون خلال 20 عام قادمة.
1.3 مليار $ من الصيد غير الشرعي.
36.6 مليار $ كنتيجة لاستثمار البيئة بشكل مجحف وخسائر تغيرات المناخ التي لم تسببها أفريقيا.
17 مليار $ من عملية قطع الأشجار وتجارة الأخشاب غير الشرعية
25.4 مليار $ أموال تخرج لمصادر أخرى.

آخر تعديل على الأحد, 22 تشرين2/نوفمبر 2015 15:05