أكثر من 2,5 مليون طفل سوري خارج المدارس في المخيمات والمراكز وسوق العمل والشوارع..

أكثر من 2,5 مليون طفل سوري خارج المدارس في المخيمات والمراكز وسوق العمل والشوارع..

تشير المعطيات السكانية إلى أن أغلب المناطق السورية، تدخل في مرحلة يتحول فيها الوزن النوعي للتركيبة العمرية من الأطفال أقل من 15 سنة، إلى المرحلة العمرية اللاحقة (15-64)، وتعود ظاهرة التراجع هذه إلى منتصف التسعينيات حيث بدأت شريحة الأطفال بالتراجع لتشكل نسبة 39,2% من مجموع سكان سورية، بعد أن كان حجمها النسبي يصل إلى نصف السكان في مرحلة ذروة النمو السكاني 1960-1980

واستمر هذا التراجع خلال السنوات القليلة الماضية لتنخفض نسبة الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 15 عاماً إلى حوالي 38,1%.. مع هذا الاتجاه المتراجع أتت سنوات الحرب الثلاث الماضية، لتغير بشكل كبير ومتدهور ظروف حياة الأسر السورية وأطفالها بطبيعة الحال، مع تأثير ذلك على معدلات الخصوبة، ومعدلات وفيات الأطفال، والظواهر المرتبطة بنموهم الجسدي والنفسي، لا تتوفر معطيات عن تغيرات معدلات النمو السكاني والخصوبة خلال الأزمة، إلا أنه من الممكن الإضاءة على  بعض الظواهر التي يعاني منها أطفال الحرب في سورية كالتسرب من التعليم وعمالة الأطفال ومحاولة احتساب نسبها وأرقامها على ضوء المعطيات السابقة، والتغيرات الكبرى المؤثرة في هذه الظواهر والتي تتوفر معطياتها..

5 مليون (التلاميذ الافتراضيين) قبل الحرب

في عام 2009 بلغ تعداد الأطفال (أقل من 15 سنة): 7,6 ملايين نسمة،  5 ملايين منهم في المرحلة العمرية بين 5-14 سنة وهي سنوات الدراسة. وهم نسبة 65% من الأطفال، وربع نسبة سكان سورية تقريباً.

2,4 مليون طفل خارج المدارس عام 2013

ما يقترب من نصف أطفال سورية في عمر الدراسة، هم خارج المدارس السورية، موزعين بين مخيمات اللجوء، ومراكز الإيواء، والنسبة الأكبر منهم في أسواق العمل.
حيث أشار تقرير "سورية حرب على التنمية" الذي أصدرته "الأونروا" في شهر 10-2013، إلى أن نسبة تسرب الأطفال  من التعليم حتى نهاية الشهر السادس من العام الماضي قد بلغت 49% أي حوالي: 2,4 مليون طفل.

مئات آلاف الأطفال في المخيمات..

بلغ عدد الأطفال السوريين المقيمين في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة: 1,1 مليون طفل في شهر 11-2013، وإذا ما أخذنا نسبة من هم في عمر المدرسة بناء على النسبة العامة (65% من الاطفال، وربع السكان) فإن تعداد المتسربين من المدارس بسبب اللجوء للخارج حوالي 700 ألف طفل.

عشرات الآلاف في (إيواء الدولة)

 تختلف المعطيات الرسمية، ومعطيات الأمم المتحدة على دقة تعداد النازحين داخلياً، الذي تتراوح أرقامه المعلنة من الجهتين بين 5 -6 ملايين سوري. نسبة ضئيلة جداً من السوريين الذين نزحوا داخلياً، ضمتهم مراكز الإيواء الحكومية البالغة 876 مركزاً، حيث يشير تقرير الأونروا المذكور سابقاً، والمعتمد على المعطيات الرسمية أن نسبة 3,5% فقط تقيم في مراكز الإيواء، أي ما تعداده بين:  175- 210 ألف شخص فقط، بينما النسبة العظمى خارجها، وإذا ما احتسبنا تعداد الأطفال في سن التعليم  وفق النسبة العامة (25% من السكان) بالتالي:
• (43- 52 ألف طفل): تعداد الأطفال في مراكز الإيواء في عمر الدراسة (5-14 سنة).
وهم لا يخضعون إلى برنامج تعليم حكومي رسمي، بل يتم الاعتماد على الحملات التطوعية، ولا توجد مساعدات مالية تكفي لتغطي هذه الأسر كلف التعليم، على الرغم من نسبتهم القليلة قياساً إلى النسب في الخارج.

أكثر من مليون..

1,7 مليون طفل: النسبة العظمى من المتسربين من التعليم هم خارج مخيمات اللجوء، وخارج مراكز الإيواء، موزعين بين المناطق الساخنة، والمحاصرة، والمناطق الآمنة، وفي أسواق العمل، ويتسولون في شوارع سورية.

الحرب.. (تشغل) نصف تلاميذ سورية

اتساع عمالة الأطفال ظاهرة واضحة في سورية خلال الأزمة، وهي ظاهرة مرافقة بشكل واضح لأطفال مخيمات اللجوء في لبنان والأردن، يترافق اتساع عمالة الأطفال مع توسع التسرب من التعليم بالحالة العادية والظاهرتان ناتجتان عن ارتفاع مستويات الفقر، وحاجة الأسرة السورية إلى دخول إضافية لسد الفجوة الكبيرة بين الحد الأدنى للأجور، وبين كلفة نفقات الأسرة الضرورية ، ولكن المؤشرات تدل أن عمالة الأطفال في سورية قبل الأزمة تتجاوز نسب التسرب، حيث تدفع الحاجة جزءاً من الأطفال المستمرين بالتعليم إلى العمل بأوقات جزئية، أو العمل في أوقات العطل المدرسية، ويجعل نسب العاملين أكبر من نسب المتسربين في مراحل التعليم الإلزامية، أي أن النسبة الغالبة من الأطفال المتسربين من التعليم هم الداخلون في سوق العمل، والباحثون عنه، وجزء بسيط من الأطفال العاملين يستمر بالدراسة والعمل.
التسرب والعمالة قبل الحرب وبعدها
في عام 2010 أشارت أرقام تقديرية لمنظمة العمل الدولية، إلى أن تعداد الأطفال العاملين في سورية 650 ألف طفل، بينما بلغت نسبة التسرب من التعليم 11,5%، وكانت الأسرة السورية تحتاج إلى معيلين إضافيين مع رب الأسرة العامل بأجر الحد الأدنى (متوسط الرواتب في القطاع الخاص قبل الأزمة كان قريباً من الحد الأدنى السابق للأجور 9675 ل.س، حيث أن حوالي 4 ملايين عامل في القطاع الخاص غير مؤمنين أغلبهم كانوا يحصلون على دخل الحد الأدنى أو أقل). في عام 2014، تضاعفت هذه الظواهر ومعها عدد الأطفال العاملين وفق التقديرات التالية:

معطيات ما قبل الحرب 2010

• 575 ألف طفل خارج المدرسة: نسبة التسرب من التعليم حوالي 11,5%:
• مستوى حاجة الأسر الأفقر: كانت الأسرة المكونة من خمسة أشخاص ويعيلها دخل الحد الأدنى (9675 ل.س)، تحتاج إلى ضعفي هذا الأجر، أي إلى معيلين إضافيين، لتستطيع سد الحد الأدنى لمستوى معيشة الأسرة السورية في عام  2010وهو : 30 ألف ل.س (متوسط إنفاق الأسرة السورية وفق بيانات المكتب المركزي للإحصاء).
650 ألف طفل عامل:  13% نسبة الأطفال العاملين بعمر الدراسة.
فاقت نسبة الأطفال العاملين نسبة الأطفال المتسربين، ودفعت الحاجة إلى تسرب 575 ألف طفل، ودخولهم سوق العمل، وإلى بقاء حوالي 75 ألف طفل بين سوق العمل وصفوف الدراسة، وهم نسبة 1,6% من أطفال المدارس.
معطيات الحرب 2014
• 2,4 مليون طفل خارج المدرسة: نسبة التسرب من التعليم حوالي 49%.
• مستوى حاجة الأسر الأفقر: أصبحت الأسرة المكونة من خمسة أشخاص ويعيلها دخل الحد الأدنى للأجور الجديد (13670 ل.س)، تحتاج إلى ستة أضعاف هذا الأجر، أي إلى ستة معيلين إضافيين!!، لتستطيع سد الحد الأدنى لمستوى معيشة الأسرة السورية في عام 2014 وهو  يفوق: 90 ألف ل.س (بنتيجة زيادة أسعار المواد والحاجات الضرورية التي تنفقها الأسرة عن عام 2010 ضعفين على الأٌقل، أي وفق معدل التضخم التراكمي خلال الأزمة 200%).

الأطفال في سوق العمل اليوم

• 2,4 مليون: بافتراض بقاء النسب ذاتها فإن حوالي 2,4 مليون طفل متسرب من التعليم هم في سوق العمل حكماً.
• 124 ألف: احتاجت الأسر الفقيرة إلى معيلين إضافيين في عام 2010، فكانت نسبة عمالة الأطفال مع الدراسة 1,6%، وبافتراض علاقة طردية بسيطة، فإن حاجة الأسرة إلى ستة معيلين إضافيين في عام 2014، ستدفع إلى زيادة نسبة أطفال المدارس العاملين إلى 4,8%، وهو ما تعداده 124 ألف تلميذ من أصل 2,6 مليون لا يزالون في المدارس.
2,5 مليون طفل عامل: 50%  نسبة الأطفال العاملين بعمر الدراسة.  
النصف في سوق العمل.. والنصف على المقاعد
أكثر من 2,5 مليون طفل سوري اليوم هم في سوق العمل، وهم نصف تعداد الأطفال السوريين الذين من المفترض أن يكونوا في صفوفهم الدراسية،وهم طبعاً يبحثون عن العمل، ليقوموا  بالغالب بأعمال مؤقتة غير ثابتة، الثابتة منها تفوق ساعات عملها 10 ساعات يومياً، بأجر 300 ل.س، أي أقل من 2 دولار، وفق أحد التحقيقات الصحفية لنماذج من عمالة الأطفال في مدينة دمشق..