كلام أصحاب المهنة.. «خسرنا الورش والأسواق والعمال»

كلام أصحاب المهنة.. «خسرنا الورش والأسواق والعمال»

عادت تجارة الموبيليا في الأزمة لتنتعش نسبياً في سوق الحريقة في مدينة دمشق، وذلك بعد أن أغلقت أسواق مدن ريف دمشق التي كانت مراكز رئيسية للورش والعرض.. التقينا في الحريقة "هيثم" أحد العاملين في مهنة الموبيليا والذي قدم لنا شهادة عن وضع الحرفيين في الأزمة وتأثير التجارة السابق:

"بدأت البضاعة التركية منذ 4 سنوات بالدخول لسورية عن طريق تجار الشام، وكانت بضائعهم لا تقارن بالمنتج المحلي الصنع، فقد كانت أشكالها رائعة جداً إلا أن مضمونها سيئ، فعلى سبيل المثال الموبيليا الصينية الصنع يتم بخها بطريقة مميزة فعلاً لكن المتانة والجودة مفقودة تماماً".

وأضاف هيثم "دخلت بضائع صينية وتركية وماليزية وأندونيسية بأسعار مرتفعة الثمن، وعرضت في المولات التجارية، وأضرت بالمهنة كثيراً لأن معرفة عيوب هذه البضائع مقتصر على فئة قليلة ممن يملك دراية كافية بالمهنة، ودخول تلك البضاعة كان يتم إما عن طريق فتح وكالات لبعض الشركات الأجنبية أو عبر شراكة بين تاجر سورية وآخر تركي مثلاً، بأن يؤمن السوري السوق والصالة للعرض والتاجر التركي يؤمن البضاعة".

وكانت مدن ريف دمشق بكاملها أسواقاً للموبيليا مثل سوق عريبن وسقبا وداريا وحمورية وزملكا، وترشحت مدينة سقبا عام 2008 لدخول موسوعة غينيس كأكبر تجمع لصالات المفروشات في العالم، بعد أن وصل عدد صالات العرض فيها إلى أكثر من 400 صالة.

وعن الوضع حالياً، قال هيثم "ساءت الأمور بسبب صعوبة تأمين المواد وانقطاع الكهرباء التي تعتبر أساسية في عملنا وارتفاع أسعار المواد، وبعد إغلاق كل الأسواق في الريف، انتعشت السوق داخل المدينة كونها المقصد الوحيد المتبقي، فسوق الحريقة يشهد انتعاشاً لم يشهده منذ التسعينيات، لكن البيع رغم ضرورته يحمل مخاطر الخسارة، لأن التكلفة زادت بمقدار ضعف ونصف، فالبضاعة كانت متوفرة والطلب عليها قليل، أما الآن فهناك طلب كبير على البضاعة المتبقية، مع صعوبة تأمين البديل فارتفع سعر الموجودة، وبات سعر الخشب يتغير مع تغير سعر الدولار، ما يخيف التجار الحليين من الخسارة عند البيع بسعر منخفض مقارنة بسعر المواد اللازمة للتصنيع مجدداً". ونوه هيثم إلى خسارته الكبيرة وأكبرها العمال الذين كانوا في ورشاته، فقد توفي بعضهم وانقطعت أخبار البعض الآخر، ولم يتبق سوى ثلاثة عمال حديثين من أصل 25 عاملاً.

يضيف الحرفي بأن: "منتجات النجارة السورية تصل إلى أسواق الخليج العربي والجزائر وتونس وأوكرانيا والصومال وإيطاليا أيضاً، لكن مع ذلك يعاني الحرفيون من ارتفاع الرسوم الجمركية على البضائع المصدرة، وعلى الخشب المستورد للصناعة."

ويستخدم نجارو الموبيليا أخشاب الزان الشوح والسويد، وألواح البلاكيه، والـ mdf، وكلها مستوردة من إيطاليا وبلغاريا واليونان وأمريكا. كما يتم استيراد قشر السنديان من تركيا والصين وأمريكا، بينما يوجد في حلب قشر (لامايكا وفورميكا) المستعملان في تلبيس الخشب. والجدول المرفق يوضح المستويات الكبيرة في ارتفاع أسعار مستلزمات الحرفة التي يغيب عنها الدعم الحكومي بشكل كلي قبل الأزمة وحتى اليوم..