عرض العناصر حسب علامة : الماركسية

مطالعات في الماركسية

نادرون هم أولئك الذين كان بوسعهم قبل مئة عام استشفاف مستقبل النظرية التي صاغها كارل ماركس وفريدريك إنجلز بالاستناد إلى دور الطبقة الجديدة التي ولدت بظهور الرأسمالية.

«العمل الذهني» والإبداع... نظرة على أبحاث ماركسية حديثة

تناقش المادة التالية الصناعات الإبداعية، التي تستخدم بشكل مكثف نوعاً معيّناً من العمل يعرّفه الكاتب بأنه العمل غير الميكانيكي (الذي لا يمكن اختزاله إلى تكرار إجراءات متطابقة ولا يمكن استبداله بآلة). وتنتج الصناعات الإبداعية «التميُّز» بوصفه الاستعمال المحدَّد لمخرجاتها. ويستفيد الإنتاج الإبداعي من «الأشياء العقلية» وهي تكوينات فكرية مثل القصائد والنظريات واللغات وبرامج الكمبيوتر.

تعريف «ماركسي» للثروة لكن بحلول سوقيّة!

الكلمة الأولى لماركس في مؤلّف رأس المال: «ثروة المجتمعات التي يسود فيها نمط الإنتاج الرأسمالي، تقدّم نفسها على أنّها [تراكم هائل للسلع]». منذ البدء، يميّز ماركس بين الثروة في المجتمعات، والشكل الذي تأخذه في نمط الإنتاج الرأسمالي. ويشرح ماركس ما يعنيه بكلمة الثروة: «عندما يتمّ إبعاد الشكل البرجوازي، فما هي الثروة إن لم تكن عالميّة تشمل كلّ احتياجات البشر، وقدراتهم، وملذاتهم، وقواهم المنتجة إلخ.. التي يمكن خلقها من خلال التبادل العالمي؟ أو التطوّر الكامل للسيطرة البشريّة على قوى الطبيعة، أي تلك التي تسمّى طبيعة وكذلك الطبيعة البشرية؟».

العقلية «الرثة» تتوسع.. على المتقدمين الحذر!

كانت النبوءات الماركسية المبكّرة لانحدار البشرية إلى البربرية والهمجية عبّرت عن نفسها من خلال الحرب كحالة تاريخية محددة وخاصة في مسار الرأسمالية، وإلى حد ما خلال الأزمات المتلاحقة. ولكن تحوّلها كمقولات نظرية إلى حالة ملموسة عامة حاضرة في وجود المجتمع الرأسمالي ككل سار جنباً إلى جنباً مع كل تطور جديد للرأسمالية، وتحديداً مرحلة عقود التخمة الليبرالية. وهذا ما عبّرت عنه الكتابات المبكرة للأدباء والمفكرين والشعراء الثوريين تحديداً، الذين تلمسوا مبكراً ملامح المرحلة. ويبدو أن التصدي لهذه الظاهرة يحتاج إلى تجذير جديد ونوعي للخطّ الصاعد.

الفلاحون اليوم جزء من الثورة العمّالية أكثر من أيّ وقت

تتطوّر النظرية الماركسية بتطوّر الأزمنة، حيث إنّ الرأسمالية نفسها تتغيّر وتتطور، ولهذا فالماركسية نظرية حيّة عليها أن تتطوّر. وفيما يخصّ دور الفلاحين في العملية الثورية التي تؤدي إلى تجاوز الرأسمالية، هناك تطوّرات يجب الانتباه إليها.

تقهقر وعدمية: مؤشرات ميدان الوعي على ضرورة القطع

أشار ماركس إلى أن الفكر الفلسفي اليوناني هو بمثابة مرحلة طفولة الوعي البشري، في محاولته التأريخ لتطور الفكر البشري(الفكر اليوناني هو مثال ضمن أمثلة أخرى كالفكر الفلسفي الشرقي). ومن حينها، والفكر يسير في عملية تطور معقدّة يتداخل فيها تيّارا المادية والمثالية في عملية تمايز بين الاثنين ضمن الفكر الواحد. وفي حين شكّل هيغل ذروة المثالية ضمن عملية التأمل الذاتي، شكّل ماركس قطعاً في عملية الفكر عبر إرساء نظرية معرفة ومنهجية وقوانين التفكير الموضوعي كعملية تاريخية متطوّرة. أين وصل تطور الوعي اليوم، وماذا يقدّم من مؤشرات عن طبيعة التناقض التي تفرض بحدة عملية القطع التاريخي؟

في قديم اليسار التقليدي و«الحديث» ومعاندة التاريخ

على الرغم من أن عملية الصراع الفكري ضمن الخط اليساري عامة (الماركسي الثوري تحديداً) لم تتطور في المرحلة الأخيرة لعدة أسباب، منها تسارع الحدث نفسه على وقع عمق الأزمة، ما سمح بتخطي العديد من القضايا المطروحة من قبل الواقع نفسه، فحُسم النقاش. ومنها أيضاً الضحالة الفكرية التي تطبع غالبيّة التنظيمات اليسارية التقليدية، أو ما تبقّى منها، ما لم يسمح أيضاً بإنضاج الحدود النظرية للصراع الفكري. فالصراع يتطلب نقيضين، وإذا ما كان أحدهما غير مؤهل للمعركة، تنتفي إمكانية المعركة نفسها، وهذا مؤسف حقاً، فبقاء المعركة تحت السّطح يؤخّر في حسمها ويميّعها. ولكن تبقى تأثيرات الخلفيات النظرية، أو قُلْ للدقة: التهويمات النظرية، حاضرة في ممارسة تلك القوى، وما يظهر من قوى جنينياً على أطراف الحركة الشعبية المتصاعدة.

كتاب جديد: «مقاربة ديالكتيكية للتنظيم الذاتي للمادّة وتطوّرِها المجهري والكبير»

تحت هذا العنوان نشرت دار De Gruyter الألمانية عام 2020 الطبعةَ الإنكليزية من كتاب عالِم الفيزياء التطبيقية وفيزياء المواد والموصلات الفائقة، البروفسور الماركسي كريستيان جوس (طبعته الألمانية 2017). ومن جوانبه المهمّة تبديد الأسطورة المُبتَذَلة التي يروّجها أنصار المثالية الفيزيائية والرياضية السائدة، ولا سيّما من جالية «الفيزياء النظرية»، ضدّ الماركسية كعلم، وادّعاءات كثير منهم بغياب مساهمات وإنجازات حديثة ومهمّة، عملياً ونظرياً، للعلماء الماركسيّين، وبأنّ الماركسية «عفا عليها الزمن». وكتاب جوس من المؤلّفات الحديثة القليلة التي تجرّأتْ على نقدٍ علمي وفلسفي، من مواقع المادية-الديالكتيكية، لأفكارٍ سائدة مثل: «الانفجار العظيم» والأخطاء المثالية لدى الأينشتاينية؛ مع إقرار جوس بأنّ انتقاد أينشتاين للمفاهيم القديمة عن «الأثير» احتوى على جانب محقّ بسبب الأخطاء الميتافيزيكية التي شابته، لكنّ أينشتاين أخطأ بدوره بـ«رمي المولود مع ماء الخَلاص القذر» وفق تعبير جوس، وشَطَبَ الأثيرَ من الفيزياء، وأحلّ مكانَه مثالياً «الخلاء عديم المادة». ويحاول جوس تطوير مفهوم جديد ديالكتيكي-مادي عن الأثير، يسمّيه «الأثير الكوانتي» ويعتبره ضرورياً لإيجاد الوحدة بين الحقول المختلفة (الكهرومغناطيسي، والجاذبية، والقوى النووية القوية والضعيفة، والأمواج المادية، وغيرها).

مدرسة الممارسة.. وسؤال «مَن يُرَبّي المُربّي»؟

درجت منذ سنوات موضة أخرى تضاف إلى باقي صرعات عصر الجنون الرأسمالي، تتعلَّق بالتربية «الحديثة» ودفاتر شروطها، والتي هي حسب الزعم السائد تشكِّل منشأ المجتمع الجديد. وإلى جانبها نبتت عشرات القطاعات العلمية والوظيفية والدعائية لترافق هذه الصرعة «النهضوية» وتدعم تنفيذها. ويجري كل يوم إخضاع الملايين لهذا الوهم التضليلي؛ أنّ مدخل التغيير الأساس يكمن في عملية التربية، ويقولون: «لكي نغير المجتمع علينا أن نغير التربية»!