عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

صحة مجانية...جداً

المرأة المسكينة ذهبت إلى المستوصف ضالتها الوحيدة في ظل فقرها المرعب، ومن يده سحبت ابنها ابن السنين الخمس الذي ارتفعت حرارته في الليل، وبدت عليه أعراض (الكريب) من سعال وسيلان أنف.. وهذا ما تدركه كل الأمهات بحكم خبرتهن.

بعد رفع الدعم الاقتصادي: سوريون مصابون بالاكتئاب... فمن يدعمهم نفسياً..؟

 

انتهت حكاية الدعم التي طالما كانت الذريعة لدى حكوماتنا المتعاقبة عن رعايتها الأبوية للشعب، وأنها الثدي الحنون الذي لا ينقطع حليبه في أفواهنا المتشققة من الصبر وتحمل الأزمات بينما بعضنا تلمع أسنانه من كثافة الكلس والنعم.

موسم الثلج...والقهر

الثلاثاء القادم منخفض أقوى من كل المنخفضات التي سبقته، ويتوقع أن تغمر الثلوج كل المحافظات السورية دون استثناء، وعلى ارتفاعات منخفضة، وكانت هذه العبارة كفيلة بانتزاع غضب عارم من الرجل الجالس في المقعد المقابل في السرفيس.

المدينة العائمة

 

بالتأكيد لا أريد الحديث عن (البندقية) المدينة الإيطالية الوحيدة التي تعوم على الماء في كوكبنا، ولكنني فجأة شعرت بأنني أسكنها وأمشي في شوارعها، ولكن ليس بزورق (جندول) صغير يقلني إلى ما أريد، ولكن بحذائي فقط أعبر مدينتي الممتلئة بالبشر والسيارات، ولا مجال لك إلا أن تذهب كل مشاوريك مشياً على الأقدام.

الوعد الحكومي.. واليد الحديدية فلسفة أسابيع الانتظار.. وأيام الفرج.. وأدراج الرياح

 

مرة أخرى يطلق وزير وعده بمكافحة الاحتكار والتصدي للفساد، ولكن هذه المرة في وجه مديري مديرياته، وذلك بمنحهم أسبوعاً واحداً لكبح ظاهرة الغلاء وارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق حالياً.

نحن وأشجارنا... المبادة

أطفال يتسلقون أشجار الحديقة العامة، ويرمون أغصانها اللينة في كيس كبير منتقلين من شجرة إلى أخرى، وآخرون يلمون الأغصان اليابسة من الأرض ويجمعونها في كيس آخر، وهكذا لأكثر من نصف ساعة من العمل الدؤوب...بفظاظتي سألت أحدم لماذا تجمعون الأغصان في كيسين، ولا تضعونها في كيس واحد، استدعى سؤالي وشوشتهم ثم ضحك الكبير وقال لي: اليوم نستخدم الأغصان الناشفة للتدفئة، وأما الكيس الآخر فهو للغد.

أمراض ليست عابرة؟؟

 

دائماً  يجد المسؤول مبرراً للتقصير، ودائماً هو في الجانب البريء والصحيح، وما يتم الصمت عنه هو الأفضل، وهو الذي يسكن وجدانه فالقضية لم يثرها أحد، والمواطن دائماً ما يغيب صوته إن كان له صوت.

حكايات اللصوص

 

يفتخر هؤلاء بأنهم يسرقونك مبتسمين، فهذا زمن (دبر راسك)، والحياة صعبة على الجميع، وهم ليسوا بهذا العوز الرهيب لكن لهم مصاريفهم، ومشاويرهم، والذين يعملون معهم، ومطاعمهم، وغزواتهم، وطريقة حياتهم التي تجعلهم يسرفون في دفع المال، ويسهرون في بقايا الملاهي، ويشربون أنخاب غالية في خلواتهم، ولذلك لا يهم إن دفعت كل ما تملك ثمن ليلة دافئة لعظام أبنائك.

يحدث أن لا يموت السوري جوعاً (فلاش باك).. رفع الدعم بتسميات الأزمة

 

المازوت بـ 125 ليرة سورية للتر الواحد، وجرة الغاز بـ 1500 ليرة، والخبز آخر الخطوط الحمراء ينهار إلى 35 ليرة، وهذا يعني أننا ندخل في خصخصة غير معلنة ستدك ما تبقى من رعاية أمومية فرضتها الدولة خلال كل حقبة الاقتصاد المغلق تحت مسميات (الاشتراكية)، والدعم، والدولة الراعية.

وحده المواطن...أبداً

 

نا لا أصدق أن أحداً قلبه على المواطن وأحواله، وأن لا أحد ستثيره التفاصيل الدقيقة عن حياة الناس القاسية، وهنا أقصد أولئك الذين يجلسون في مكاتبهم، ويمر الهواء الساخن من بين سراويلهم، ويتحدثون عن المعاناة التي وصل إليها الناس كما لو أنهم يحضرون فيلم (بورنو) مثير.