عرض العناصر حسب علامة : الإعلام

«الـميديا» وعولمة الإيديولوجيا العدوانية الأمريكية

تطورت وظائف الهيمنة لشرعنة النزعة العدوانية والتوسعية للإمبريالية لتحتل مجالاً واسعاً من وسائل الإعلام الراسخة والثقافة الشعبية، وتتمثل مهمتها في إضفاء الشرعية على الإمبراطورية الأمريكية. كما هو متوقع، فإن «الفضائل العسكرية» لا تنقلها فقط الأفلام، بل والتلفزيون وألعاب الفيديو ووسائل التواصل الاجتماعي... وأصبحت أكثر رسوخاً في المجتمع الأمريكي بشكل خاص- هذا الموضوع يتناوله كتاب «آلة حرب هوليود، العسكرة الأمريكية والثقافة الشعبية» لكارل بوغز وتوم بولارد، الصادر عام 2016 عن دار «روتليدج» وفيما يلي مختارات مما ورد فيه.

سياسات التجويع والتلاعب بالوعي

وعينا الوطني يحتفظ بذكرى الأوقات الصعبة، فنحن نعرف وجه المجاعة. عندما كنا في المدرسة قرأنا أنه «يوجد مَلِك في العالم، هذا المَلك لا يرحم، اسمه الجوع». هذه ليست عبارة فارغة بالنسبة لنا، إنها تلامس الأوتار الخفية لأرواحنا... صورة الجوع تثير الخوف، لكن الخوف دائماً ما يكون مستشاراً سيِّئاً. إذا تمعّنا النظر بالأمور، يتبين لنا أنّ المجاعة كظاهرة اجتماعية لا تنشأ إلا في المجتمع الطبقي... ثمّة سياسيون أيضاً يحبّون اللعب على أوتار الجوع، ولطالما استخدموا فكرة الجوع بشكل نشط وشنّوا هجوماً قوياً على نفسية الناخبين بهذه العبارات بدأ العالِم السوفييتي الشهير سيرغي قره مورزا إحدى فقرات كتابه «التلاعب بالوعي» المنشور بالروسية عام 2000، والذي لم تتم ترجمة سوى نصفه الأول فقط إلى العربية عام 2012 في كتاب يحمل العنوان نفسه. تقدّم المادة التالية قراءةً تلخيصية لأبرز ما جاء حول الموضوع ضمن النصف الثاني (غير المترجم إلى العربية سابقاً) من الكتاب، تحت العنوان الفرعي الثامن «الخوف من الجوع في التلاعب بالوعي» من الفصل 21 «الاستعارات والصور النمطية للبيرسترويكا»، الوارد ضمن القسم الرابع «التلاعب بالوعي أثناء تدمير المنظومة السوفييتية».

الاهتمام الرسمي المفاجئ بالرأي العام... إعلامي فقط!

بعد كل النتائج السلبية للسياسات الليبرالية المتبعة على كافة المستويات، التي ضربت وتضرب بعرض الحائط بمصالح الغالبية من السوريين، وخاصة المفقرين، وصولاً إلى مرحلة التوحش التي طالت المعيشة والخدمات والصحة والتعليم والإنتاج و...، تطالعنا الحكومة باهتمامها المفاجئ بالرأي العام، لكن ليس من خلال إعادة الاعتبار لمصالح الغالبية التي يعبر عنها هذا الرأي العام بشكل أو بآخر، بل من خلال ما يجب التعبئة به إعلامياً لتسويق تلك السياسات وتبريرها، ليس إلا!

مركز «CNAS» وبروباغندا الحروب الدائمة

تخيّل بلداً ليس فيه فصل بين الحكومة، والجيش، والإعلام. قد يظنّ أغلب الأمريكيين بأننا نتحدث عن كوريا الشمالية، لكنّنا في الحقيقة نقصد الولايات المتحدة. ومركز أبحاث «الأمن الأمريكي الجديد CNAS» هو المثال الأبرز على هذا الاندماج غير الحميد.

«المدوّنون» و«المؤثرون» ملوك الإعلانات

أمٌّ تُحضّر كأساً من الحليب الساخن، أو تضع مُعقماً على جرحٍ في ركبة طفلها. عائلة تتناول الشوكولا أمام التلفاز. تلك بعضٌ من الإستراتيجيّات التي استخدمها المعلنون تاريخياً لإشعارك بأن الذي تراه على الشاشة شخصٌ مثلك، أو ربما شخصٌ أفضل قليلاً لأنه عرف اختيار نوع الحليب الأفضل لتقديمه لعائلته. لكن أحياناً ما يكون بطل الإعلان نجماً مشهوراً وهنا تكون الوظيفة النفسية للإعلان مختلفة؛ فالبطل هنا جذّاب، جميّل، ناجح، وعادة ما يشعر المستهلكون بهوة سحيقة تفصل بينهم وبينه. لكن هذه الهوة تضيق عن طريق السلعة التي يتم الترويج لها؛ فإن كان هو يشرب الببسي، وأنا أيضاً قادرة على شراء الببسي، ففي المحصلة لدينا أرض مشتركة تجمعنا.

«الرجل المحترق» تفاهة لا اشتراكية

أثار إلغاء «الرجل المحترق» للعام الثاني على التوالي ردود فعل حزينة، وخاصة ممّن يعتبرونه «تعبيراً جذرياً عن الذات» أو «مكاناً للهروب من التسليع» أو «مدينة اشتراكية فاضلة». لكنّ «الرجل المحترق» في واقع الحال لا يعدو نتاجاً لأحلام مجموعات مثاليّة هامشيّة، تطوّرت لتصبح موضة للأثرياء مستمرّة في قلب التفاهة الرأسمالية.

إضاءة عِلمية على حرب المعلومات الحديثة والأخبار الزائفة

«كفّت حروب المعلومات مؤخّراً عن كونها مجرد (حملات إعلامية عدوانية) وتطوّرت إلى مجموعات عمليّاتية، تتصدّرها أعمالٌ استخباراتية، وتقترن بتطبيق أساليبَ جديدة للسيطرة على عقول وسلوك الناس العاديّين. وتتطلب حالة الطوارئ لهذه الحرب غير التقليدية الجديدة والمختلطة في طبيعتها وأشكالها وأساليبها، تطويرَ مناهج جديدة لمواجهة تهديداتها، ويجب أن تكون هذه العمليات المضادّة مُعقَّدةً ومُختلَطة مثل الأساليب والتقنيات الهجومية» – أندرييه فيكتوروفيتش مانويلو.

لعب أقل وعمل أكثر...

يقول الساخر مايكل تومسون، بأنّ ألعاب الفيديو مثل الدعاء أثناء الصلاة: «كلّما كان أقلّ تحديداً، كان واعداً أكثر».