عرض العناصر حسب علامة : الأزمة الاقتصادية العالمية

حل الأزمة الاقتصادية العالمية يقتضي تقييد أرباح المضاربات

نشرت صحيفة الحياة مطلع الشهر الجاري مادة بقلم ميشيل روكار، رئيس وزراء فرنسي أسبق ونائب في البرلمان الأوروبي، أكد فيها أنه للمرة الأولى منذ 200 عام يتولى شن الحرب على الرأسمالية أصحاب مواقع في قلبها، وبعضهم حكام مصارف مركزية كبيرة. واستشهد الكاتب على استفحال الأزمة الاقتصادية العالمية بالدين الأميركي (الدين العائلي، ودين الشركات والدولة). فمنذ 1982 إلى 2005، لم ينفك تعاظم ذلك الدين.

الأزمة تؤكّد أن ماركس مايزال حيّاً د. قدري جميل: الأزمة العالمية العظمى للرأسمالية.. لا مخرج منها!

أجرت هيئة تحرير صحيفة «قاسيون» حواراً مطولاً مع الرفيق د.قدري جميل حول الأزمة المالية العالمية الكبرى التي تمر بها الرأسمالية، بصفته باحثاً وخبيراً اقتصادياً، وسألته عن جذورها وأسبابها وتداعياتها وانعكساتها ومآلها، كونه من أوائل الذين استشرفوها وتوقعوا حدوثها..

ونظراً لأهمية الموضوع، ونزوع الإجابات إلى الشمولية والشرح العميق الواضح والمبسط، مع محافظته على الرصانة والعلمية، فقد ارتأينا في أسرة التحرير إعطاءه حيزاً واسعاً..

سوق النفط يقترب من الانهيار

أصبح يوم الخامس من آب يوماً أسود في عالم سوق النفط، فالأسعار الآجلة على المدى المنظور لنفط برنت في بورصة لندن، هبطت إلى ما دون «الحد النفسي المهم» لـ120دولاراً للبرميل، إذ تدهورت حتى 118.36دولاراً، وهذا الانخفاض استمر في التبادلات الكبرى العالمية لكل أنواع الذهب الأسود.

انهيار مالي شامل.. قبل وصول الأزمة إلى أوجها (1 – 2)

كان يوم الاثنين الخامس عشر من أيلول 2008 يوماً دامياً. فقد خسر المتوسط الصناعي لمؤشر داو جونز 504 نقاط (4.4 بالمائة)، وهو أكبر سقوطٍ له منذ السابع عشر من أيلول 2001، بعد استعادة النشاطات التجارية لحيويتها إثر هجمات الحادي عشر من أيلول.
استمر الانزلاق المالي دون رحمة، مما أدى إلى خسارة داو جونز لثمانمئة نقطة في أقل من أسبوع. تواصلت أسواق البورصة «على كل حُزم التوقيت» عبر الصلات الفورية التي تتيحها الإنترنت. انتشرت إذاً قابلية صفقات «وول ستريت» للتبخر فوراً في أسواق البورصة الآسيوية والأوروبية، ومن هناك انتشرت بسرعة في النظام المالي بأكمله.

بلل «الأزمة» وصل لـ«ذقن.. بيبسي»..

الاستغناء عن 3300 وظيفة، أي 1.8 % من جميع عمال المؤسسة عالمياً، وإغلاق ستة مصانع لها في أنحاء العالم هي بنود خطة تقليص الإنفاق التي تنوي تطبيقها إدارة شركة بيبسي الأمريكية الصهيونية سيئة الصيت وواسعة الانتشار بغية توفير 1.2 مليار دولار في ثلاثة أعوام حسب الصحافة الاقتصادية الفرنسية ليوم الأربعاء.

الحصار الشرق أوسطي للشرق الأوسط

الحصار المطبق على العالم كله هو حصار أمريكي، فلولا الإدارة الأمريكية كان الشعب الأمريكي ينعم برفاه كامل دون بطالة، ودون مشردين، ودون تمييز عنصري، ودون عصابات (للجريمة وللدعارة والمخدرات)، ودون نقص للخدمات والضرورات الأولية، ودون حروب، ودون «إرهاب»، بل ودون كساد وأزمات إنتاجية ومالية، وكانت الشعوب الأوربية أفضل حالاً بكثير، فالتطور لديها يتيح التمتع بالرفاه الاقتصادي والاجتماعي، وكانت الشعوب الروسية والصينية لا تحتاج الميزانيات العسكرية الهائلة للدفاع عن نفسها، وكانت شعوب العالم الثالث في الطريق إلى التطور الاقتصادي والاجتماعي، وبناء بلدانها بشكل يتيح لشعوبها الخروج من الفقر والجوع، ومن العمل الميليشياوي، الذي يدفع به المرء دمه ودم مواطنيه وغير مواطنيه ثمناً للقمته، وأيضاً من العمل الأسود، الذي يتلف حياة المرء وأسرته، ويتسبب بالكثير من المآسي الاجتماعية، وكذلك من العمالة السياسية والطائفية، التي تنطوي على كل أنواع الجرائم الوطنية والاجتماعية.

حرب عالمية لنجدة الإمبراطورية الأمريكية

يتوافق العديد من المحللين والمراقبين، المطلعين على النسيج الجيوسياسي العالمي الحالي، في الاعتقاد بأنّ الأزمة المالية التي تهز اقتصادات البلدان الغنية ربما تؤدي إلى انفجارات اجتماعية عنيفة. هذه هي على الأقل نتيجة أعمال مجموعة خبراء أوروبيين من LEAP/أوروبا 2020. وهم يعتقدون بأنّ «الأزمة ستدخل في الثلث الثالث من العام 2009 مرحلة «تفكك جيوسياسي عالمي» ويتوقعون «هروباً معمماً» في البلدان التي تضربها الأزمة. ووفق هذا التحليل، سوف يفضي هذا الهروب إلى ضروب منطق مواجهات، أي نصف حروب أهلية». ويعتقد هؤلاء الباحثون بأنّ البلدان التي تجول فيها حالياً كميات كبيرة من الأسلحة النارية مثل الولايات المتحدة وبلدان أمريكا اللاتينية ستكون الأكثر عرضةً لحدوث أمر كهذا.

د. قدري جميل يحاضر في ندوة الثلاثاء الاقتصادي عن الأزمة الاقتصادية العالمية.. لا مخرج «اقتصادي» من الأزمة.. واحتمال «الانهيار» ليس مستبعداً

قدّم د. قدري جميل في المركز الثقافي العربي بالمزة يوم الثلاثاء 10/3/2009 محاضرة بعنوان «الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور – الآفاق – الانعكاسات»، وذلك في إطار فعاليات الثلاثاء الاقتصادي الذي تقيمه جمعية العلوم الاقتصادية..

أولويات مواجهة الأزمة المتصاعدة..

أصبح واضحاً أن الأزمة الاقتصادية العالمية التي تعاني منها الرأسمالية سائرة نحو تصاعد متسارع، وأن آفاقها الزمنية مفتوحة نحو أعوام عديدة قادمة، وهي تضع كل هذا النظام على حافة الانهيار.
والأمر كذلك، يجب أن نحسن قراءة تداعيات هذه الأزمة على الاقتصاد السوري وكيفية تحصينه، كي يصاب بأقل أضرار ممكنة. وفي تجربة تأثير الموجة الأولى من الأزمة على الاقتصاد السوري دروس هامة يجب استخلاصها، فتأخر الاقتصاد السوري عن اللحاق السريع بركب العولمة، كما كان يريد البعض، أدى إلى تأخير صنع تلك الروابط المالية، مثل سوق الأوراق المالية التي افتتحت مؤخراً، القادرة على شفط الثروات من الأسواق الهامشية إلى الأسواق الرئيسية في حال حدوث هزات في الأسواق الرئيسية، ونعتقد أن هذا التأخير لم يكن مصادفة، بل كان في نهاية المطاف هو محصلة صراع القوى الجاري في المجتمع السوري حول آفاق تطوره.

د. قدري جميل في محاضرة «الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات».. 1-2

الأزمة اقتصادية اجتماعية سياسية.. وهي سائرة إلى مزيد من التفاقم 

«التاريخ لا يعيد نفسه.. قد يحمل في مسيرته بعض العناصر التي جرت في الماضي، ولكنه دائماً يقدم لنا إضافات جديدة ووقائع جديدة، ولذلك لا نستطيع القول إن هناك سابقة فيما يخص الأزمة العالمية، ولا نستطيع القول في الوقت نفسه إنه يجب عدم القياس على الأزمات السابقة. حتماً هناك عناصر في الأزمات السابقة موجودة في الأزمة الحالية، ولكن ليست كل مجريات الأزمة السابقة ستتكرر في الأزمة الحالية».. بهذه الكلمات استهل د. قدري جميل محاضرته عن «الأزمة الاقتصادية العالمية: الجذور- الآفاق- الانعكاسات» في المنتدى الاجتماعي بدمشق يوم الاثنين 26/1/2009.