عرض العناصر حسب علامة : التراجع الأمريكي

«أمريكا» تخضع للأمر الواقع

سيلتقي الرئيسان الأمريكي والروسي في العاصمة الفنلندية في 16 تموز، حيث لاختيار الزمان والمكان دلالات عدة: فاللقاء يأتي عقب اجتماع ترامب مع أعضاء الناتو، الذي سيفقد دوره الوظيفي في حال إنهاء حملات «شيطنة روسيا» التي تقودها الولايات المتحدة. وسيتم في المدينة التي تم فيها أول لقاء بين بريجنيف والرئيس الأمريكي فورد عام 1975، تلك اللقاءات التي اعتبرت أولى مؤشرات إخماد الحرب الباردة. ولكن بين ذلك التوقيت وعام 2018 الكثير من المتغيرات؛ فبينما كانت نهايات الحرب الباردة هي بدايات صعود عالم القطب الأمريكي الواحد، فإنّ القمة القادمة لها مضامين عكسية في العلاقات الدولية.

منبج ليست أمريكية ولا تركية

بدأ بتاريخ 19/6/2018، تنفيذ الخطوات الأولى من الاتفاق التركي- الأمريكي فيما يتعلق بوضع مدينة منبج السورية، وحسب ما أوردت وكالات الأنباء، فإن دوريات عسكرية تركية انتشرت في هذه المدينة الحدودية، بالتوافق مع الولايات المتحدة، بعد دعوات وتهديدات تركية متكررة منذ أشهر، بالدخول إلى المدينة والمناطق الأخرى من الشمال السوري، بذريعة محاربة قوات الحماية الكردية.

ترامب... (يحمي أمريكا)

يقف الاقتصاد العالمي على عتبات أزمة اقتصادية مركبة: الدّيون والركود والتجارة، ويتوقع العديدون أن الفقاعة القادمة في أزمة المال العالمية، لن تكون جزئية، بل ستمثل انفجار أزمة الديون العالمية، وستكون أكبر من أن يكون بالإمكان انتشال بنوكها الكبرى، كما حدث في أزمة عام 2008، وقد تطيح هذه الأزمة بقطاع المال العالمي المتضخم، بل والدولار ذاته!

كان ترامب واضحاً في حملته الانتخابية عندما قال: «أمريكا أولاً» وهو ما يعني ضمناً: «الحلفاء وبقية العالم تالياً» ولا يقول الرئيس الأمريكي هذا إلا تعبيراً عن استراتيجية مواجهة «ما هو أعظم» فأمريكا وسط الأزمة العالمية القائمة والقادمة تريد أن تُسرع بالهرب... علّها تكون أقل الخاسرين الكبار خسارة.

أمريكا تنسحب من مجلس حقوق الإنسان

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بدعوى أنه لم ينفذ ما طلبته واشنطن من إصلاحات، جاء القرار على خلفية اتهام إدارة الرئيس، دونالد ترامب، مجلس حقوق الإنسان الأممي، الذي تم إنشاؤه في جنيف عام 2006، ويضم 47 عضواً، بـ«الانحياز المعادي لإسرائيل وشن حملة ممنهجة ضدها». وكانت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي قد أبلغت المجلس علناً العام الماضي: أن واشنطن ربما تنسحب منه ما لم يتوقف «الانحياز المزمن ضد إسرائيل».

بين عام 2004 و.. 2018 الوضع الدولي الناشئ - مهامنا ودورنا

نضع بين أيدي قراء «قاسيون» صفحات من تقرير اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي للحزب الشيوعي السوري الذي انعقد في كانون الأول عام 2004، الذي وضع الخطوط الأساسية لرؤية الشيوعيين السوريين، وقراءتهم لتطور الوضع الدولي، والتي تطورت فيما بعد، من خلال وثائق اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وحزب الإرادة الشعبية، حيث تنبأت الوثيقة، وكما سيتضح للقارئ الكريم، باتجاه الوضع الدولي وآفاقه...

ماذا يعني التراجع الأمريكي؟

إن تراجع وزن الولايات المتحدة ودورها في العالم لا يخص الولايات المتحدة وحدها، ولا العلاقات بين الدول الكبرى فقط، بل هي مسألة تخص كل دول العالم، بلا استثناء، وبالتالي فإن معالجة هذه المسألة ليست ترفاً سياسياً، أو مجرد موقف أيديولوجي، أو اصطفافاً مع خصوم واشنطن، بل يتعلق إلى حد كبير باتجاه تطور الوضع العالمي ككل، وفي مختلف المجالات:



بعد النفط... تسعير الذهب باليوان

ستأتي قريباً الخطوة الثالثة في مسار تحويل الصين لعملتها إلى عملة تبادل دولية تكسر هيمنة الدولار. فبعد انضمام اليوان إلى سلة احتياطي العملات الدولية، وبعد عقود النفط المستقبلية باليوان، تأتي عقود الذهب المسعّرة بالعملة الصينية! لتؤمن بذلك إمكانية منافسة في سوق تسعير وتبادل النفط والمعادن وتحديداً الذهب.

 

مشروع سيل «دموع واشنطن» 2

مع تتالي الهزائم الأمريكية الاقتصادية والسياسية، تحاول واشنطن أن تستجدي حلفاءها بصيغة قوّة زائفة، لتعارض وتفرض عقوبات هنا وهناك. وللحليف الأوروبي، الذي لم يعد مطيعاً كما السابق، نصيبه من تلك العقوبات، وإن كان بشكل غير مباشر، وتحديداً ألمانيا المدافعة والمنخرطة في مشروع «السيل الشمالي 2» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.

أمريكا تخسر... رغم (انسحابها النشط)

منذ أن تولى ترامب الرئاسة الأمريكية ببرنامجه الناري، وبكاريزما الرئيس (البزنس مان الأرعن)... والولايات المتحدة تنتقل بقوة إلى سياسة (الانسحاب النشط): حيث تستبق أمريكا كل خطوة للوراء، بأكبر قدر من الضجيج. ولكن هذا الأسلوب الهوليودي الجديد ليس أكثر من ديكور حرب ودخانٍ مصطنع، لمنتجين بميزانية أقل، ولم يعد مقنعاً لأحد!
كلما علا الضجيج الأمريكي، كلما كانت خطوة الانسحاب أكبر. ولكن ما يمكن أن يسري على المزاج السياسي العام للناس، لا يتحول إلى قوى واقعية، فالتراجع هو التراجع. وأصبح واضحاً أن كل استعراض للقوة والرعونة الأمريكية مؤخراً، يعقبه حكماً خسائر أمريكية، ومكاسب للآخرين، وضرره لم يعد يتعدى التأخير وإدامة الاشتباك.