«دعنا لا نطري على أنفسنا بخصوص انتصاراتنا البشريّة على الطبيعة، فالطبيعة تنتقم منّا مقابل كلّ واحد من هذه الانتصارات. من الحقيقي أنّ كلّ انتصار يحقق في المرحلة الأولى النتائج التي كنّا نتوقّع حدوثها، لكنّ التأثيرات غير المتوقعة والمختلفة التي تحدث في المرحلة التالية أو التي بعدها، عادة ما تلغي نتائج المرحلة الأولى... وعليه يتمّ تذكيرنا عند كلّ خطوة بأننا لا نتحكّم بأيّ معنى بالطبيعة كما يحدث عند غزو شعب أجنبي، وكأننا نقف خارج هذه الطبيعة، بل نحن جسد ودم وأدمغة ننتمي إلى الطبيعة نفسها، ونوجد في قلبها. والحقيقة أنّ كامل سيادتنا على بقيّة الأنواع مصدرها قدرتنا على تعلّم قوانينها وتطبيقها عليها بشكل صحيح».
«دياليكتيك الطبيعة»- فريدريك إنجلز