في التفكير تهلكة... على ذمّة النيويورك تايمز stars
التفكير النقدي خطر، وفقاً لمحرر النيويورك تايمز الذي يحثّ القرّاء على فحص المصادر في «ويكيبيديا» خشيةَ وقوعهم في الفخاخ التي نصبها منظِّرو المؤامرة، وخداعهم ليشكّكوا «بالحقائق» التي توردها الصحيفة.
التفكير النقدي خطر، وفقاً لمحرر النيويورك تايمز الذي يحثّ القرّاء على فحص المصادر في «ويكيبيديا» خشيةَ وقوعهم في الفخاخ التي نصبها منظِّرو المؤامرة، وخداعهم ليشكّكوا «بالحقائق» التي توردها الصحيفة.
نشرت قناة «تربوية وتعليميّة» للأطفال على يوتيوب فيديو مخيف يحذّر المشاهدين الصغار من أنّ العالَم «سيصبح مكاناً أسوأ» إذا اختفى بيل غيتس أو بقيّة المليارديرية أو شركاتهم!
صدرت العديد من الكتب التي تتحدث عن جوانب محددة جزئية من الرأسمالية، منها: كتاب يتحدث عن قرن كامل من الأوبئة التي عانت منها البشرية خلال 100 سنة، وكتب عن الطاقة والجرائم التي تختبئ خلف الاقتصادات الرأسمالية، وخاصة مجالات النفط والشحن، ومن أكثرها مفاجئة هو الكتاب الذي يتحدث عن مجتمعات العالم الثالث في أمريكا!
بعد العمليّة الطويلة والشاقّة، غادرت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي. إنّها اليوم خارج السوق المشتركة والاتحاد الجمركي، واتفاقية التعاون والتجارة TCA تشكّل الأساس للعلاقة الجديدة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. تداولت الكثير من وسائل الإعلام هذه العملية الطويلة بوصفها انقلاباً من حزب المحافظين على مصالح «الشركات البريطانيّة». وفقاً لهذه التغطية للأحداث: فإنّ حزب المحافظين قد سيطرت عليه زمرة من الرجعيين الخياليين الذين يسيطر عليهم الحنين لمجد الإمبراطورية البريطانية القديمة، غير القادرين على فهم احتياجات رأس المال البريطاني والعالمي المعاصر. لكنّ مثل هذا التحليل يسيء قراءة الوضع الحالي، ففي واقع الحال هناك دلائل على أنّ صفقة المحافظين الخاصة ببريكزت مصممة لنفع الشركات الكبرى.
الأزمة الاقتصادية الدولية التي تبدّت أول موجة انفجار لها في 2007 وثاني انفجار لها في 2020، سرّعت ظهور التغيرات في موازين القوى الدولية، وإثر ذلك يُعاد تشكيل السياسة الدولية بمخاض انتقالي طويل وصعب نعيشه اليوم... ولكن: (إلى متى)؟! سؤال تصعب الإجابة عنه، ولكن يمكن القول: إنّ مفاصل حاسمة في عالم اليوم تحدّد المسارات وطابع الحركة: هل سيستمر العالم بالتقدم بالنقاط أم بالقفزات؟
يُعتبر تمييز الأسباب الجوهرية في اختلاف التطور، وبناء أحكام «التخلف» و«التقدم»، بين مناطق العالَم، عملية معقدة ومتعددة العوامل، وتحتاج مقاطعة مجموعة علوم متنوعة، وإلا ستبقى نظرة وحيدة الجانب، ومع ذلك يبقى مفيداً التقاط الجوانب الأكثر جوهرية للعملية ومحركها الأساسي. أمّا عزو التخلف إلى «نزعات عرقية» أو «فيزيولوجية» أو إلى «مورثات الاستبداد الشرقي الدفينة» بتجريد عن السياق الاقتصادي-السياسي الاجتماعي والتاريخي، فمن المؤكَّد أنه لا يقل سطحية عن الخزعبلات اللاعلمية السائدة في الشرق والغرب معاً. ومن أحد مقاييس التقدم الحضاري التي تحدث عنها ماركس، هو وضع المرأة في المجتمع، ولا شك أنه لا يمكن الإحاطة بكل جوانبه في عجالة. لكن أحد المؤشرات التي اهتمت بها منظمة اليونسكو هو نسبة مشاركة النساء في البحث العلمي مقارنة بالرجال، في الدول المتنوعة، وهذا ما سنضيء عليه في التقرير التالي اعتماداً على أحدث البيانات الدورية من منظمة اليونسكو (2015) علماً أن دورية تقاريرها بهذا الشأن هي كل خمس سنوات، والتقرير الأحدث لم ينشر بعد، ويفترض أن يكون في نيسان 2021 (وقد يحمل تغييرات مهمة قد تجعل البيانات الحالية قديمة، لكن هذا المتوفر حالياً الصالح للمقارنة).
بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، توقّع أغلب المتابعين أن تكون كوبا هي التالية. لكنّ النظام الكوبي استمرّ ثلاثين عاماً حتّى الآن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. ولشرح قدرته على الاستمرار، نحن بحاجة لرمي تنميطات الحرب الباردة جانباً، والنظر عن قرب إلى التجربة الكوبية بتفاصيلها.
بعد أقل من شهرين على وعدها بمجانية لقاح كورونا المستجد للشعب المصري، نكثت وزارة الصحة المصرية بوعدها هذا، لتخرج وزيرة الصحة المصرية هالة الزايد في مداخلة تلفزيونية الأسبوع الماضي وتعلن أن توزيع اللقاح بين المواطنين سيكون بمقابل مادي؛ ويبلغ سعر الجرعة الواحدة 100 جنيه (حوالي 6.3 دولارات)، و200 جنيه للجرعة الثانية، واستثنت الطواقم الطبية، وغير القادرين فقط الذين يتلقون مساعدات من الحكومة.
درجت منذ سنوات موضة أخرى تضاف إلى باقي صرعات عصر الجنون الرأسمالي، تتعلَّق بالتربية «الحديثة» ودفاتر شروطها، والتي هي حسب الزعم السائد تشكِّل منشأ المجتمع الجديد. وإلى جانبها نبتت عشرات القطاعات العلمية والوظيفية والدعائية لترافق هذه الصرعة «النهضوية» وتدعم تنفيذها. ويجري كل يوم إخضاع الملايين لهذا الوهم التضليلي؛ أنّ مدخل التغيير الأساس يكمن في عملية التربية، ويقولون: «لكي نغير المجتمع علينا أن نغير التربية»!