فادي نصري
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
سعت فرنسا في عام 1919 إلى تأسيس شركة مساهمة عرفت باسم مصرف سورية ولبنان بالتعاون مع المصرف الإمبراطوري العثماني الذي مكنها من السيطرة على معظم الوكالات والامتيازات العائدة للمصرف العثماني مما سهل عليها احتكار أهم الفروع الاقتصادية التي نهبت البلاد عن طريقها كالمرافئ والكهرباء ومحاصيل القطن والتبغ.
هيمنت القوى المهادنة والإصلاحية على الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية برئاسة محمد صبحي الخطيب، الذي عرف بمهادنته لأصحاب العمل، وتودده للسلطة كما وضعت الحكومة آنذاك نشاط الاتحاد تحت مراقبتها
كانت ورش سكك الحديد وعمال مد السكك تعد من الطلائع الأولى للطبقة العاملة السورية، ومركزاً لتجمع القوة العاملة التي بدأ العمل فيها في شهر أيلول عام 1900 بمد الخط الحديدي الحجازي، وقد استخدم في إنشاء هذه الخطوط عدد من العمال كان يتجاوز 3000 عامل و200 مهندس قضت على 40% منهم الأمراض والأوبئة السارية التي تفشت في صفوفهم، وخاصة السل والكوليرا
بتاريخ الثامن عشر من آذار الجاري مرت الذكرى الـ 76 لتأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية عام 1938 ويعد هذ اليوم محطة مهمة في نضال الحركة العمالية في سورية
شهدت سورية في عام 1930 إلى 1946 الكثير من الإضرابات العمالية التي لها طابع سياسي ومطلبي أثبت فيها العمال السوريون بأنهم قوة سياسية مناضلة ومقاتلة دفاعاً عن الوطن وعن حقوقها، ومطالبها السياسية، الاقتصادية وحرياتها النقابية، حيث وقف الشيوعيون السوريون جنباً إلى جنب مع المطالب العمالية مزوديهم ببرنامج علمي يعبر عن تلك المطالب والحقوق
قام عمال شركة بترول العراق الإنكليزية الأمريكية وعمال شركة التابلاين الأمريكية بإضرابات سنوات 1950 – 1951 وفي نيسان 1951أضرب عمال شركة أي بي سي في مدينة بانياس مطالبين بإعادة العمال المسرحين وفي عام 1953 أيضاً جرى أضراب ضخم لعمال النفط في بانياس
يمتد تاريخ المؤسسة العامة للتبغ «الريجي» إلى أكثر من قرن، حيث شهدت أعوام 1930- 1941 صراعات حادة بين المعامل الوطنية التي كانت تناضل من أجل تثبيت وجودها، وترسيخ أقدامها ونشر إنتاجها وبين الشركات الأجنبية التي كانت تسيطر على الإنتاج والسوق وبدعم من سلطات الاستعمار الفرنسي. كانت المؤسسة آنذاك تحت سيطرة الإدارة الاستعمارية وكان أسمها «شركة حصر الدخان» وصولاً لتأميمها عام 1952
لم يتخلف حزب الشيوعيين السوريين عن القيام بواجبه تجاه الدفاع عن الطبقة العاملة السورية، وقيادة نضالاتها السياسية والاجتماعية:
كانت بداية نشوء وتكوَّن اللبنات الأولى للنقابات العمالية في مختلف المدن السورية بين عامي 1919_1920، ومنها نقابة عمال الطباعة ونقابة عمال التبغ والتنباك، ومع تأسيس الحزب الشيوعي السوري في 1924 قرر المؤسسون الأوائل تقوية نشاط الحزب لتكوين نقابات عمالية، ودعم تأثيره فيها من أجل توحيد جهود العمال وجماهيرهم، وجذبها بشكل أوسع
كتب الرفيق خالد بكداش أثناء النهوض الكبير للحركة الوطنية والعمالية ضد الاستعمار الفرنسي في البلاد: «في هذه الفترة لم تقم أية مظاهرات شعبية ضد الإمبريالية دون مشاركة الشيوعيين، لقد كان ضعف النقابات أنذاك هو النقص الرئيسي الذي عانت منه حركة العمال والإضراب»