من الذاكرة العمالية
نشرت صحيفة «اليرموك» عام 1978 والتي تصدرها اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في محافظة درعا، تعليقاً تحت عنوان: «أين مصلحة الوطن؟!» جاء فيه:
نشرت صحيفة «اليرموك» عام 1978 والتي تصدرها اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في محافظة درعا، تعليقاً تحت عنوان: «أين مصلحة الوطن؟!» جاء فيه:
بدأ العمل بإدخال الآلات التي تعمل بواسطة الماء والبخار إلى سورية واستيراد 8000 ماكينة إلى دمشق وحلب لصناعة التريكو والجوارب عام 1913، وكان وقتئذٍ يعمل في إنتاج التريكو المتمركز في دمشق وحلب ما يقارب 5-6 آلاف عامل أغلبهم من النساء اللواتي يعملن في المنازل، لتكون هذه بداية نشأة فئة عمال التريكو في سورية عشية الحرب العالمية الأولى.
خاض السائقون وعمال النقل البري في سورية نضالات عديدة من أجل حقوقهم ومكاسبهم الاجتماعية، التي انتزعوها خلال القرن العشرين، ففي عام 1932 قام سائقو الباصات بسلسلة إضرابات رداً على كثرة الضرائب والرسوم التي فرضت عليهم، وفي عام 1933 ساند الحزب الشيوعي إضراب 16 ألف سائق في لبنان.
كان الحزب يرى أن التضييق على الحريات النقابية وكذلك إضعاف الديمقراطية النقابية داخل التنظيمات النقابية، يؤدي ليس إلى تعطيل نشاط العمال النقابي فقط بل كذلك إلى شل نشاط جماهير العمال الواسعة في النضال ضد الأخطار الاستعمارية
في القرن التاسع عشر، ومع قيام المؤسسات الـ«مانيفاكتورية» الوطنية الأولى في سورية بدأ ظهور العمال المأجورين، وفي بداية القرن العشرين ووفقاً لمعطيات معظم الباحثين، فإن عدد العمال المأجورين في صناعة النسيج في سورية ولبنان قد بلغ تقريباً 25ـ 40 ألف عامل.
تأسست نقابة عمال الطباعة بين 1924 - 1925 والتي كانت ذات طابع طبقي وقادت العديد من الإضرابات ضد أصحاب المطابع، حيث كان يعمل في الطباعة بضع مئات من العمال الذين ساعدتهم ظروف عملهم القاسية والخطرة، واطلاعهم على أخبار العالم من خلال عملهم في صب الصحف السياسية على تشكل وعيهم السياسي
كتب الكثير من النقابيين الذين كان لهم دور في تأسيس النقابات العمالية في سورية مذكراتهم ومنهم النقابي الشيوعي جبران حلال الذي يعطي صورة واضحة عن مرحلة نضال العمال في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي.
تتصاعد النضالات العمالية في البلدان المختلفة رداً على الهجوم الواسع الذي يشنه الرأسمال المالي العالمي على مكاسب وحقوق الطبقة العاملة، خاصةً مع تعمق الأزمة العامة للرأسمالية التي أصابت بنيتها، ووصلت إلى الإنتاج المادي الحقيقي (الصناعي والزراعي) مما عمق التناقض بين قوى النهب والمنهوبين، حيث توسعت جبهات المواجهة مع طبقات جديدة، بالإضافة إلى العمال حيث كانت إلى وقت قريب تعيش بمستوى جيد، وانحدر مستوى معيشتها وخسرت الكثير مما كانت تنعم به.
بات الجميع يعرف في سورية أن الأول من أيار هو عيد العمال العالمي، كما حال الطبقة العاملة وكادحيها في كل أصقاع العالم، هو يوم كفاحي يجدد العمال فيه العهد للنضال من أجل حقوقهم ومطالبهم، من أجل حياة أفضل وظروف عمل أحسن، لقد أصبح هذا العيد الكفاحي معروفاً برمزيته التاريخية بفضل نضال الشيوعيين السوريين لعقود خلت، حتى ترسخ في الأذهان مفهوم الأول من أيار.
بدأ التعاون الإنتاجي مع نشوء المجتمعات البشرية، وأتخذ أشكالاً مختلفة وفقا للتشكيلات الاجتماعية التي مرت بها الإنسانية، ففي المجتمع البدائي حيث كانت وسائل الإنتاج ملكاً عاماً للمجتمع، كان التعاون والعمل المشترك والتوزيع المتساوي للإنتاج، هو الأسلوب الذي قامت عليه حياة إنسان ذلك العصر، ولكن ظهور الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، أفقد التعاون والعمل المشترك دوره، وحلَّ محله العمل الفردي الذي أصبح الصفة المميزة لمجمل التشكيلات الاجتماعية والطبقية.