عرض العناصر حسب علامة : الشتاء

ثلاثة تجارب فاشلة لتوزيع المازوت .. لسنا «فئران تجارب»

أبو رامي، لم يحصل على حصته من مازوت التدفئة منذ الشتاء الماضي، ورغم مراجعته لمركز حاميش مراراً، إلا أن الجواب كان يأتيه (انتظر دورك)، حتى فات الشتاء ودخل الصيف، وأوقفت الحكومة توزيع المازوت «لارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود حاجة له، إضافة إلى نقص الكميات» بحسب تبريراتها.

عريضة بطول 50 متر..

قام وفد بتسليم العريضة التالية إلى محافظة حمص، وحيث كان المحافظ غائباً، رفض معاونه استقبال الوفد، وتم تسليمها إلى أمين سر المحافظة. والعريضة بطول (50) متراً ....

الثلج يمتحن المدينة

فرحة أن يتساقط الثلج فترتدي المدينة ثوب زفافها. فرحة أن تجود السماء فتمتلئ السدود. فرحة أن تنام المدينة متوسدة أحلامها الثلجية، ثم تستيقظ فترى البياض طاول كل شيء. فرحة أن يغسل الثلج التلوث عن جبين السماء، ويمسح بدموعه وجه الأرصفة. فرحة أن يلعب الأطفال بالثلج وينصبوا التماثيل.

ليالي الخريف الباردة أصبحت على الأبواب مازوت التدفئة بين الغلاء والغش والسرقة والتقنين

«منين وإلا منين بدنا ندبر حالنا؟!» «على شو وإلا على شو ها الراتب بدو يلحِّق ويكفي؟!» «ما بيكفي جوعونا وشردونا وغربونا ونحنا في أوطاننا، وبرَّدونا كمان وسوَّدوا ليالينا!!» هذا هو لسان حال السواد الأعظم من مواطنينا في سورية الغنية المنيعة، المستعصية على السقوط، المتكبرة الصامدة في وجه كل المخططات الرامية إلى أخذها من الخارج أو الداخل، وأصبح الهم اليومي للمواطن هاجساً يقلق راحته ويعكر صفوه وأمانه واستقراره

وماذا عن المازوت.. والشتاء على الأبواب؟

من الذي يحمينا من برد الشتاء؟! سؤال تسمعه من الناس في كل جلسة ولقاء، ومن لم يتحدث خوفاً أو خجلاً ترى علامات الاستفهام مرسومة على وجهه تطرح أسئلة عن الشتاء وقسوته، وحاجته هو وأسرته إلى الدعم الحكومي إن وجد، لأنه لن يكون قادراً بقدراته الذاتية على تأمينه، فلا راتبه الحكومي، ولا دخله في القطاع الخاص سيكون قادراً على حمايته من برد الشتاء الذي بدأ بقرع أجراسه، والحكومة لم تسمع بعد صوت هذه الأجراس، لأنها فيما يبدو لم تشعر بعد بأنين المحتاجين المتوجسين من حقيقة الدعم الحكومي، الذي بات بحسب رأي وتقدير أغلب السوريين مجرد كذبة كبرى، تحاول من خلالها الحكومة امتصاص نقمة حاجة الناس واحتجاجهم، أكثر من كونها حقيقة واقعية في طريقها إلى التحقق.
 

صفر بالسلوك غير جاهز للحلم

يحدث أن تحلم وأنت مستلقٍ على كنبتك المفضلة متفرجاً على برنامجك المفضل على قناتك المفضلة متدثراً بغطائك المفضل مادّاً يدك بين الفينة والأخرى لتدفئها بوهج أسلاك السخانة الصغيرة المستديرة الشهيرة التي يعرفها كل سكان المدن الجامعية في بلادنا، هذه السخانة تبع الخمسة وسبعين ليرة، وهذه ال..تبع.. فصيحة فصاحة الديك الذي على مزبلته صيَّاح، وما أدراك ما صيّاح، خاصة وأنك من عشاق أبو صيّاح، وذلك الغطاء الذي صنعته لك أمك يا روح أمك منذ آلاف السنين وهي جالسة بجانب المدفأة الحطبية أو المازوتية، تلك المدفأة وذلك الغطاء هما من أشهر أبطال التدفئة، قسم التدفئة الموضعية، على العكس تماماً من الشوفاج الشامل بطل قسم التدفئة المركزية الأول، ويحدث أن تحلم بأن موبايلك رن، وأنك أمسكته بيدك ونظرت لترى من المتصل، فتلمح ذلك الرقم العزيز والغالي على قلبك والذي حفظته عن ظهر قلبك وأنفك، تتأمل الرقم الحبيب وتقرأه رقماً رقماً وتسعةً تسعةً وأربعة أربعة وتدخل في تفاصيله وتخرج متأكداً أكثر مما كنت متأكداً بأن هذا الرقم هو رقم فتاة أحلامك التي دائماً ما تكون عصيّةً عليك، إنه رقمها فهاهي نخّت وانتخت وأحست بأوجاعك العشقية وأمراضك اللوف ستورية، ولكنك وعلى الرغم من تأكدك فإن ثقتك الضعيفة بنفسك حتى في أحلامك تجعلك تفكر بأن من الممكن أنها لا تقصد أن تتصل بك، وإنما هي مجرد ارتكاب خطأ في الاتصال، ثم تفكر أن حبيبتك أصلاً ومنذ البداية كانت ترتكب الأخطاء في الاتصال فلماذا تستغرب ذلك الآن؟ أو لم تكن عندما نظرت إليك من فوق لتحت وأرسلت ذلك الشعاع الغامض المثير إليك ترتكبُ خطأ في الاتصال؟ أو لم تكن عندما طرقت على كتفك ذات يوم وأنت في استرسال ما مع صديق ما، وقطعتْ عليك استرسالك وإرسالك وأنفاسك وحياتك ترتكبُ خطأً في الإتصال؟ أو لم تكن عندما مدّت اسمكَ في أرجاء المكان فسمع الجميع وأنت بالتحديد صوتها الذي بلا أوصاف يحمل بين تموجاته الصوتية الفيزيائية النووية حروف اسمك ترتكبُ خطأً في الاتصال؟!!!

رغم كل ذلك.. تعالي إلى دمشق يا فيروز

الرياضيات في سورية، ليست كالرياضيات في لبنان، فنحن كطلاب سوريين، تعلمنا في الصف الخامس الابتدائي أن هناك أرقاماً لا تقبل القسمة على اثنين، وكبرنا قليلاً لنعرف أن هناك عملات صعبة وأرقاماً صعبة، وأن لكل دولة احتياطياً من العملات الصعبة- لا أعرف إلى متى سيظل هذا الاحتياطي احتياطياً عندنا- وأن هناك أشخاصاً يتقاضون بالعملات الصعبة، أرقاماً صعبة نتيجة لامتلاكهم خبرات ومؤهلات، وأن هناك من يقبضون بالعملات الصعبة دون أن تكون لهم أي من المؤهلات، بل لأنهم الأقدر على التفريط والمساومة..

مطبات لبائعة الكبريت.. من وحي الصقيع

أكثر من عشرة أيام جامدة مرت، موجة الصقيع التي قسمت ظهور العباد، كهدية لرأس السنة الجديدة وفأل نحس لأيامهم القادمة، شمس باردة وأطراف صغار ترتجف.

الفقراء يحاصرهم البرد.. والوقود مفقود

حال الاقتصاد السوري في التعاطي مع الأزمات، أصبح يشبه إلى حد بعيد حال رجل مسن في التعاطي مع المرض. فكما يسبب أي تغير مناخي أو نفسي مرضاً جديداً لرجل تسعيني، فإن أي تغير مناخي أو اقتصادي أو اجتماعي محيط بنا أو بعيد عنا يتسبب بأزمة لاقتصادنا، والأمثلة كثيرة، فزيادة وارداتنا من السيارات تسبب لنا بأزمة خانقة في المرور، وتحرير التجارة تسبب بأزمة في الاقتصاد، وارتفاع درجات الحرارة قليلاً سبب لنا أزمة في قطاع الكهرباء، وعندما ارتفع سعر الدولار تعرضنا لأزمة، وكذلك الأمر عندما هبط سعره، وعندما ارتفع سعر برميل النفط حدثت أزمة، وعندما هبط سعره حدثت أزمة.. الحرب في أفغانستان تسببت لنا بأزمة، والمصالحة في نيجيريا تسببت لنا بأزمة.

على أبواب صيف ساخن.. المواطن السوري المعدم يبيع حتى الدعم!

شهر واحد يفصل بين عام من الاستحقاقات القاسية التي عاشها المواطن السوري في رحلة الانحناء الطويلة التي كسرت ظهره، من أزمة إلى أخرى، من مطب إلى آخر، من اختبار حكومي لصبره المميز، من رفع الدعم إلى دعم منقوص، من طوابير في البرد، إلى تزاحم مرير لاستلام البون الورقي، ولهاث ليلي نهاري للبحث عن ثمن وجبة الغداء التي صارت عبئاً على الأسرة السورية.