عبدالرزاق دحنون

عبدالرزاق دحنون

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أفسحوا الطريق

في إحدى سنوات عمره الأخيرة، نشرت الجرائد الصباحية خبر مغادرته مدينة موسكو في الساعة الثانية عشرة ظهراً بعد زيارة استغرقت عدة أيام متوجهاً بالقطار إلى بيته في قرية ياسنايا- بولانا في قضاء مدينة تولا الروسية العريقة. اجتمع آلاف الناس من أهل موسكو في ساحة محطة قطارات كورسك لوداعه، وعندما أطلَّ «تولستوي» قامت الجماهير، وكأنها جسد واحد، بخلع القبعات عن رؤوسهم تقديراً واحتراماً لهذه القامة العالية الوافدة المنهمرة.

 

كنز الأموال بين القرآن والانجيل

«يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ...و...الذين يكنزون الذهب والفضَّة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم» التوبة الآية 34

 

هناك مكان لمن يصلي..

نصان من نصوص لينين المنسية، والتي صارت تظهر تباعاً في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الفضاء الإلكتروني المفتوح. ولينين حكم دولة مترامية الأطراف، إلا أنه لم يخص نفسه بشيء من خيراتها.

 

185.000 كم2

ما زال المزارعون السوريون يدّعون أن طائراً أسطورياً لا تعرف أشجارهم و وسفوح جبالهم أروع منه حلَّة ولا أبهى رونقاً، يصدح، فتُصغي البساتين والغابات بغبطة لما يقول، وتُصفّق أوراق الأشجار بخفّة، وترقص رقصتها الأزليَّة، للواكف المنهمر، وتهتف: إنه السكران. هل هو نوع من الحساسين الصغيرة الملونة؟

مقطع من سمفونية الكمنجات الكردية

في أوائل عشرينيات القرن الماضي، وصل مع أول فصل الصيف، الرَّحالة والصحفي النمساوي (ليوبود فايس) إلى جبال كردستان في طريقه إلى إيران، ومن ثمَّ متجهاً إلى أفغانستان. كان شاباً يافعاً في تلك الأيام، فقد ولد في إحدى المقاطعات النمساوية عام 1900، وها هو يروي لنا بلغة حيَّة موحية مغامراته، ومشاهداته ضمن كتاب حكى فيه سيرة حياته، ألّفه عام 1952، وصدرت ترجمته العربية عن دار الجمل في ألمانيا عام 2010 في أزيد من خمس مئة صفحة، تحت اسم الطريق إلى مكة. وقد شكَّلت مطالعته متعة حقيقية لي لما فيه من صدق ونزاهة وجرأة.

دفاتر شيوعية

(أنت إن قلت مت, وإن سكت مت, قلها ومت)
معين بسيسو

فولتير وجرس الإنذار

متى تحوَّل فولتير لأول مرة في حياته من الهزل إلى الجد, ومن ثمَّ شّمَّر عن ساعديه وتقدم وحيداً في وجه الطغيان؟ الجواب: عندما طفح الكيل, فقد أبدى أحد الكُتّاب اشمئزازه من الدولة والدين والشعب، وكتب بأنه سيسخر من كل شيء, أجاب فولتير: ليس هذا وقت التهكم والسخرية, إن الفطنة والسخرية لا تتفقان مع المجازر والقتل. هل هذه البلاد موطن الفلسفة والسعادة؟ كلا, إنها بلاد الفتن والجهل والتعصّب والقتل.

ثمن السُّكر الذي تأكلون

هرب كنديد من محاكم التفتيش في أوروبا إلى براغواي في أمريكا اللاتينية، هناك يملك رجال الدين كل شيء، والشعب لا يملك شيئاً. ويأتي إلى مستعمرة هولندية، ويجد عبداً زنجياً بيد واحدة، ورجل واحدة، وقطعة من قماش تستر عورته، فشكى له العبد: عندما نشتغل في قصب السُّكر ويعلق أصبع من أصابعنا في طاحونة القصب يقطعون يدنا، وعندما نحاول الهرب يقطعون رجلنا. هذا هو الثمن الذي تأكلون به السُّكر في أوروبا.