عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مطبات: خائب جديد

على مرمى أيام قليلة تلوّح السنة بالرحيل، نقف أمام عتباتها، ماذا فعلنا بأكثر من 350 يوماً، ماذا تقدمنا، قدمنا، أنجزنا، فشلنا؟؟.

مطبات الأشباه..

تتشابه المدن الصغيرة والكبيرة هنا.. تتشابه في الرحلة التي اضطررت لأن أذهب فيها من أقصى ريف دمشق إلى أقصاه.. تكاد لا تشعر بأنك تغادر أو تنتقل، لدرجة شعورك أنك في البيت، الناس هم، يشبهون يأسك، وجهك الطافح بالخيبات، الشكوى المنسوخة من أوجاعهم، المتشابهة حتى في الآه.
تتشابه المدن... كل الريف الممتد من القرى المختبئة بحضن جبل الشيخ إلى آخر ذروة في القلمون، قرى ومدن وأشباه مدن تتشابه لدرجة الإعياء، لدرجة عدم الشعور بهواء جديد، على الأقل شعورك بنسبة أقل من التلوث.

مطبات: عذاباتنا غير المبررة

نشرت الصحف في مختلف أنحاء العالم خبر إدانة صحفية تلفزيونية، قامت خلال عرض تلفزيوني لبرنامجها الذي يختص بالدفاع عن حقوق المستهلك، بتجربة لإثبات الضرر الذي قد يسببه استخدام شامبو مضاد للقشرة، وسُميّته على مجموعة من الأسماك، ما أدى إلى نفوق إحدى عشرة منها خلال فترة تتراوح بين 24 ساعة وثلاثة أيام. مرت على هذه الحادثة أكثر من خمس سنوات، مما أدى إلى عدم سجن الصحفية نتيجة رفع دعوى قضائية عليها من أحد الأطباء البيطريين بتهمة التسبب بعذابات غير ضرورية وانتهاكها لقانون حماية الحيوانات ومنع إجراء التجارب عليها.

مطبات: من هنا مرَّ المحافظ

فجأة وعلى غير العادة والمألوف، شاهدناهم يقفزون من أربعتهم، فنحن لم نعتد مشاهدتهم جماعة وبهذا الحماس، ولم نلمح نشاطهم كأنهم استيقظوا من سبات عميق، أو أن شيئاً ما أفزع نومهم الطويل فهبوا منه مذعورين.
فجأة تجمعوا وانهالوا على الصمت المفزع عملاً، رموا كسل الشهور والسنوات عن ظهورهم، وتبين أن عجزهم لم يكن سوى حيلة من أجل التخمة، رسالة لمن يريد أن يرى بلده بحجم تاريخها الذي حفظّوه لنا عن ظهر قلب، ومن ثم قرروا أن يمسحوا ما قد علموه على أنه ليس مناسباً للمرحلة.

مطبات حلم بـ 13 توقيعاً

يحلم الآن أكثر من 100 ألف عامل سوري بمنزل في المساكن العمالية. تحلم العائلات التي تعيش على الإيجار، التنقل بموجب العقد، الأمر الواقع الذي يفرضه المؤجر، بيت إما بأكثر من راتب الزوج، أو الذهاب إلى أقصى المخالفات للبحث عن منزل لا يليق بحياة البشر.. هذه العائلات تحلم بما هو أكثر إنسانية

مطبات: قانون جديد لا يكفي

ربما يبتسم البعض الآن، والبعض الآخر يحاول ألا تخرج من بين شفتيه دلالة يندم عليها، والآخر الذي يدرك إلى أين تسير الأمور، أحس بأن قانون العمل الجديد هو آخر المعاقل التي لن تحميه.
بعد طول انتظار وجهد، القانون من جعبة الحكومة إلى الاتحاد العام لنقابات العمال.. اعتراض ثم موافقة، قلة من رأت فيه الفرج الذي تنتظره الطبقة العاملة، هللت له جهات القطاع الخاص، وتحفظت على جزء كبير منه قيادات الطبقة العاملة، وبينهما ملايين العمال في مهب (الانتظار).

مطبات حقاً إنها أخلاق سوق

لم نؤل جهداً في تعداد انهياراتنا الاقتصادية، من سوقنا المفتوح على مصراعيه أمام التجار الذين يتحكمون بنا كما يشاؤون دون رقيب أو حسيب، الغلاء الذي لا تقدر عليه جيوب الأغلبية من الفقراء، الخطط الموضوعة لجعلنا خارج عنوان ذوي الدخل المحدود، القرارات التي ليس بمقدورها ملء بيت (المونة) أكان براد بردى أو (فريزا) جنرال تبريد على الهواء... أو نملية قديمة بشبك ما زالت تمتلكها عجوز محنية من وطأة العمر والعوز.

مطبات لا نقرأ.. وأكثر

من المؤكد أننا أمة لا تقرأ، باعترافنا ومن وجهة نظر من يعادينا، ومن يحبنا، ولعل هذا أحد أسباب ما آلت إليه أوضاعنا من بؤس وتهالك.

مطبات أطفال في مهب التسول..

(نور) الصغيرة تكذب أيضاً.. في المقهى الصغير الذي اختاره صديقي المفلس بعد أن صارت مقاهي الثقافة خمس نجوم- وقفَت إلى جوار طاولتنا الرخامية، مدت يداً صغيرة متسولة، سألها محمد: كيف حال أبيك يانور؟ أسهبت في شرود لم يكن طويلاً أو حزيناً: لقد مات منذ شهر.

مطبات: وما يزال البحث جارياً

(إنّ الملوثات الموجودة في دمشق فاقت الحد الطبيعي, والعمل جار لوضع دراسات ترصد مواصفات وتطوير معايير تلوث الهواء، ووضع الحلول المناسبة للحدّ منه).