ضيا اسكندر

ضيا اسكندر

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المؤامرة والجواميس

دى حواري مع أحد الأصدقاء الموالين المتشدّدين للنظام توجّه بسؤاله موبّخاً: هل فعلاً لا ترون المؤامرة على سورية؟ ألهذه الدرجة أنتم قصيرو النظر؟ يا أخي ماذا يعني وقوف حلف الأطلسي والدول الرجعية العربية والقوى الظلامية، إلى جانب ما تسمّونه الحراك الشعبي السلمي؟ ألا يعنيكم هذا التكالب غير المسبوق في تاريخنا المعاصر، على دولة صغيرة مثل سورية، لإسقاط نظامها المقاوم للمخططات الأمريكية في المنطقة؟

أوراق خريفية بين نارّين

قد لا يفهم معاناتنا حيال ما يجري في منطقة الشرق الأوسط إلا من هو على شاكلتنا؛ فمن جهة نحن لا نستطيع إغضاب أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، فالثمن باهظ جداً ويكفي أن نشير إلى أفضالهم في تنصيبنا وحماية عروشنا. ونحن بفضل الله لسنا من فئة جاحدي المعروف وناكري الجميل. ومن جهة أخرى لا نستطيع استفزاز شعوبنا وإعلان حقيقة دورنا ومواقفنا من الحرب الدائرة حالياً في فلسطين ولبنان..

أوراق خريفية ... «معارض مع وقف التنفيذ!»

كرع بطحة عرق دون كسر، وثلاثة أكواب من شراب اليانسون.. وأوى إلى فراشه. محاولاً الإطاحة بمشاعر الذعر والاضطراب التي انتابته منذ أن قرر عدم المشاركة بالتصويت في الانتخابات!

(ياألله...! لو تقوم الحرب، أو يحدث زلزال، أو فيضان.. أو اية كارثة طبيعية كبيرة...أكيد عندئذ لن يفكروا بي ولا بامتناعي عن التصويت! أصلاً مين أنا!؟ أنا نكرة.. أنا حشرة لاحول لها ولاقوة..!

 

أوراق خريفية com. نفاق .www

منذ أيام تغيّب رئيس الورشة في شركتنا عن الدوام ليومين متتاليين. ولدى عودته ومباشرته العمل، لاحظتُ أن الزملاء يحيّونه قائلين له: (الحمد الله على السلامة) وبدوري حيّيته بنفس العبارة مقلّداً ومستوضحاً في الوقت ذاته عن سبب غيابه.. أجاب مبتسماً:

-  الله يسلّمك.. لقد كنت في مدينة حلب، ذهبنا لنطلب يد صبية من هناك..

لقاء لم ينشر مع الفنان التشكيلي الراحل : فاتح المدرّس.. الأثر الإنساني يجب أن يشير إلى صاحبه وليس إلى الآخرين

تعلّمت من الأرض الفصول الأربعة.. تعلمت اللون ومعنى الحزن..

■ الفنان عندما يرسم والكاتب عندما يكتب... يجب أن يقول إنني أقدّم نتاجي إلى شعب ذكي.

ملاحظة: من نافل القول أن عدة صحف ومجلات أبدت رغبتها في نشر هذه المقابلة لقاء مكافأة مالية مجزية. وحرصاً مني على استمرار تألّق جريدة قاسيون فقد فضّلتها على ما عداها..

ضيا

في الخامسة من مساء 28 يونيو (حزيران) عام 1999 غيّب الموت الفنان الكبير فاتح المدرس في مستشفى أمية بدمشق عن عمر ناهز الـسابعة والسبعين .

في الذكرى السابعة لرحيل الفنان التشكيلي السوري الكبير فاتح المدرّس يسرّ جريدة "قاسيون" أن تنشر مقابلة مع هذا الفنان العظيم، سبق وأجريت معه في أعقاب تكريمه في مهرجان المحبة السابع باللاذقية في صيف عام 1995 ولم يتحْ لهذه المقابلة أن ترى النور..

أوراق خريفية أرجوكم.. قبل أن أموت!

عندما يناديني الشباب والصبايا بلقب (عمّو).. ويقفون احتراماً لي في الباص لأجلس مكانهم..

عندما تعبر الصبايا الجميلات من أمامي ولا أعيرهم أكثر من التفاتة حنونة..

عندما أنهمك وبسرّية تامّة بالبحث عن العقاقير المقويّة للباه..

عندما أحنّ لزيارة مرابع الطفولة وأجهش في البكاء..

عندما تنمو الشعرات بكثافة على حواف الأذنين ويقترح الحلاّق بمنتهى اللطف إزالتها..

عندما أسير الهوينى محدودب الظهر شابكاً يديّ إلى الخلف.. وأجلس في الحديقة العامة بكسل وأكبو على المقعد مهدلاً رأسي، وأنتفض بين الحين والآخر لأعود وأغط في إغفاءات قصيرة..

عندما لا أسمع همسات العشاق ولا هسيس قبلاتهم وهم على مقربة منّي في المقعد المجاور..

عندما لا تجفل عصافير الدوري منّي، وتنقر بسعادة فتات الخبز المتناثر من بين يديّ المرتعشتين أبداً..

عندما أنظر إلى معارفي من تحت حاجبيّ الكثين الأشيبين.. وأتلكأ بمعرفة أسمائهم..

عندما أفكر بالإقلاع عن التدخين والكحول.. لتخفيض سكر الدم والكوليسترول..

عندما تصبح هوايتي قراءة أوراق النعي الملصقة في الشوارع، والتمعّن حصراً بأعمار المرحومين..

عندما أقوم بزيارة ضريح زوجتي أسبوعياً – بعد أن كانت شهرياً - متمنياً من الله أن يقرّب لقائي بروحها.. 

عندما أطلب من أحفادي مساعدتي في قصّ أظافري، لقاء حكاية.. ويتسلّون بتعداد الشامات على وجهي ويديّ، ويسألون بدهشة عن سرّ العروق الزرق في ظاهر الكفين.. ويراقبوني بقرف وأنا أنظّف طقم أسناني..

عندما أُرغمُ الآخرين على مجاملتي وسماعي.. فأستمتع بسرد الذكريات عليهم، مشيداً بأمجادي للمرة المليون..

عندما أُستثنى من الحوارات السياسية اللاهبة، ويضيق ذرعاً بي الحاضرون لدى إقحام نفسي وتقديمي مداخلة مطوّلة..

عندما يكفّ المخبرون عن تسطير التقارير بحقي بحجة شيخوختي وخرفي.. وتتغاضى كافة فروع المخابرات عن مساءلتي..

عندما يطالبني أولادي بتوزيع الحصص الإرثية عليهم، ويقومون بتحضير كلمات الرثاء لإلقائها في مأتمي..

يعني ذلك... أنني بتّ قاب قوسين أو أدنى من مصافحة الرفيق عزرائيل..

أوراق خريفية التذكرة

كأي مواطن صالح يتقيد بآداب الركوب في الباص، صعدتُ من الأمام، وعالجتُ التذكرة بجهاز التحصيل، وتوجهتُ للجلوس بالمقاعد الخلفية من أجل سهولة النزول عند وصولي إلى الوظيفة. إلا أن التذكرة سقطت مني في الممشى المؤدي إلى المقعد الذي اخترته بسبب غريزة حب الاقتراب من الأنثى، التي أيقظتها حسناء فاتنة كانت تزيّنه بطلّتها الجذابة.. وحرصاً مني على ألا يسبقني أحد من الجلوس إلى جانبها.. تغاضيتُ عن التقاط التذكرة، وأسرعتُ قليلاً إلى أن ضمنتُ فوزي بهذا المكسب الصباحي الجميل.

قصتي مع الشيوعية (4-4)

  عندما عرف أهلي بانتمائي السياسي بعد انتسابي للحزب بسنوات قليلة، قامت الدنيا ولم تقعد. لأن الشيوعي بنظرهم مجرد كافر، لا يخاف الله، ولا يفرّق بين الحلال والحرام.. وغير ذلك من تهم باطلة سعت أوساط متعددة لنشرها بين جموع الناس. فكانت الضريبة الأولى التي سددتها أن قاطعني أهلي وبدأوا بمحاربتي. وانضمّت إليهم الطائفة التي أنتمي إليها بحكم مولدي. وأصبحتُ منبوذاً من جميع أقاربي. وطبعاً لم يشفع لي سلوكي الحميد، ولا دفاعي عن المظلومين، ولا إيماني بالعدالة الاجتماعية.. بتخفيف الظلم الذي حاق بي.

أوراق خريفية دور الفساد في تحوّل الفراشة.. إلى جراد!

عندما كنت رئيساً للدائرة القانونية في شركة الكهرباء، وقبل أن يستعر غضب الحكومة عليّ وتزيحني إلى جهة مهملة، كانت مهمتي الرئيسية في تلك الدائرة تسيير الضبوط المنظمة بحق سارقي الكهرباء وإحالتها إلى القضاء المختص. وكنت أستقبل يومياً الكثير من المواطنين المرتكبين هذا الجرم، ولكل واحد منهم قصة مع الكهرباء. وفي أحد الأيام دخل مكتبي رجلٌ كهل يلبس جلباباً أبيض، وقلنسوة صغيرة تغطي أعلى رأسه، وقد تغيّر لون جبهته من آثار السجود. ألقى تحية السلام العربية وبضع آيات من الذكر الحكيم واستأذن بالجلوس.. استقبلته بحفاوة كعادتي في استقبال بقية المراجعين. جلس وبادر قائلاً:

أوراق خريفية الحُبّ والسياسة

عندما وصلتْ إليه، هبّ واقفاً وقفزت من عينيه نظراته الملهوفة المتسائلة، حتى أنه لم يتمكن من الردّ على تحيتها. وبادرها مستوضحاً:

- طمّنيني حبيبتي! حنطة أم شعير؟