سمير حنا

سمير حنا

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

جفاف كاذب

وافق المسؤولون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية منذ عدة أيام على تطبيق قانون جديد من نوعه، وبدأت شاشات التلفزة المحلية تنبئ الناس بالأخبار الصاعقة، فقد أصبح لزاماً على الجميع اليوم الالتزام بهذا القانون الذي لم يسمع به الامريكيون من قبل، عليهم أن يحرصوا جيداً على استهلاك مياه الشرب لديهم، فقد أعلن المختصون بأن مخزون الولاية من المياه الجوفية الصالحة للشرب قد انخفض إلى حد كبير، إلى حد يكفيهم لسنة واحدة فقط!

مظاهرة«الأشباح»..

كانت ليلة باردة للغاية، دفن الحارس المتعب رأسه بين كتفيه وفرك يديه على عجل، أنصت قليلاً إلى أصوات المدينة البعيدة، لكنها لم تكن مألوفة هذه الليلة على الإطلاق، خرج من غرفته الصغيرة وبدأ بالنزول تدريجياً عابراً أدراج مبنى البرلمان الإسباني وصولاً إلى البوابة الأمامية، توقف فجأة وفرك عينيه بشدة ظناً منه أنه يحلم، لم ير في حياته مشهداً كهذا طوال ثلاثين سنة من حراسة ذلك المبنى المهيب، لقد أبصر بأم عينيه جمعاً من الأشباح البيضاء تصرخ غاضبة وهي تتقدم نحو البوابة الأمامية وكأنها في مظاهرة اعتيادية!

وراء الستار..

تعد عملية التسويق الإلكتروني، الشغل الشاغل لجميع العقول العلمية هذه الأيام، ويبدو بأنها تعد بالكثير من التطور بالتزامن مع ما يشهده العالم أجمع، من ارتباط أشد بالشبكة العنكبوتية العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الجميع يسمع عن طيف جديد تماما من «العلوم التسويقية» التي تستخدم نوعاً خاصاً للغاية من الخوارزميات، ذلك النوع القادر على الخوض في مليارات السجلات من المعلومات ليقدم في النهاية إعلاناً «على مقاس» المستخدم.

«أين البقرة؟»

يتدخل العلم في معظم الأحيان لحل المشاكل التي تواجه تقدم التطور البشري، وتعيق من تحقيق الرخاء للمجتمعات، في كل مكان، وهو يحاول على الدوام خلق المزيد من الحلول الجديدة التي تستبدل الأنماط التقليدية في الإنتاج لتحقيق حدود أعلى من النمو، لكن الأمر لا يبدو بهذه البساطة في بعض الأحيان، فقد يصبح الإنجاز العلمي موضع الكثير من الشكوك، وحجة لرفع منسوب الاستغلال، ويبدو أن «مووفري» هو أحدث مثال على ذلك.

نهاية النفق

بدا وكان نجوماً قد خفتت بسرعة، غرقت البلاد في سواد موحش بعد أن انطفأت الأنوار في مدنها الكبرى، وتفرقت الأضواء لتطل خجولة مبعثرة بين هنا وهناك، كانت تلك انطباعات النظرة الأولى حين شاهد السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً فضائية للبلاد، قد تم التقاطها ليلاً توضح تناقص الأضواء بنسب مخيفة خلال السنوات الأربع الأخيرة، بدا ظهورها في هذا التوقيت وكأنها تطفئ بقسوة شمعة سنة أخرى من الظلام.

«البحث» عن الحقيقة..

«إن كانت الوثائق في كل مكان متشابهة تماماً.. ستضيع عندها الكذبة بين ثنايا التاريخ .. وستصبح هي الحقيقة» – جورج أورويل – 1984

أشواك المدينة..!؟

كان يدعى «باول كوسيدا»، استاذ محاضر في كبرى جامعات بولندا، لكنه وجد العام الماضي جثة نزفت حتى الموت أمام إحدى ساحات «كينغستون» في بريطانيا، لم يعلم أحد بقصة «باول» ولم يعن النبأ أي شيء للمارة، كان «باول» أحد المهاجرين المشردين  الكثر في الساحات البريطانية، وقد وجد مثبتاً نازفاً كطريدة أعدت للطهو بعد أن ثقبت عشرات من الحراب المعدنية جسده بالكامل، وجدته الشرطة بعد أيام على حاله تلك، مرتدياً ثوب المشافي الرقيق في إحدى الليالي الباردة، لم تكن هذه جريمة قتل عادية كما قد يظن البعض، ربما، هي جريمة قتل من نوع خاص للغاية!

مجرد لعبة..

أخرج الشاب المسلح بندقيته من تحت حزامه وبدأ بإطلاق الرصاص الغزير على غريمه الممدد على الأرض، أفرط في استعمال سلاحه حتى تحولت الجثة الملقاة أمامه إلى كتلة هامدة حمراء، تبدأ عندها بسماع الموسيقا الهادرة في الخلفية وهي تحيي «البطل» وتزهو بما صنعت يداه، إنه ليس مشهداً «داعشياً» معتاداً، إنها اللعبة الالكترونية الجديدة التي سيحبها الأولاد من كل الأعمار!

«دمشق».. أخرى..؟

استبدل سواد كثيف في السماء شمس الصباح الدافئة بألسنة من نار، كانت القذائف تسقط تباعاً في كل مكان، حذر وريبة، استبدلت نشاطات الناس اليومية، فرغت الشوارع من روادها على الفور، تكاد لا ترى أحداً على الإطلاق، ربما لأن الازدحام قد انتقل أيضاً إلى مكان آخر، شوارع «افتراضية» عديدة استقبلت في ذلك اليوم زوارها المعتادين وزواراً جدداً.

عيون في كل مكان

نشرت هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية منذ أيام تقريراً جديداً، تحدثت فيه عن عزمها تشجيع جميع الشركات التقنية على «تشبيك جميع الأشياء عنكبوتياً» حسب وصفها، وقدمت للعالم خطة عمل جديدة، حرصت فيها على رفع منسوب الاتصال التقليدي لجميع المشتركين بالشبكة، لم يعد كافياً أن يكون حاسبك المكتبي متصلا بالإنترنت، لابد من «وصل» جميع المستخدمين إلى الشبكة أينما كانوا وفي جميع الأوقات، قد يظن البعض بأن حرصها هذا على زيادة الاتصال المعهود عائد فقط إلى سياسة مضاعفة الأرباح التقليدية، لكن الأمر يتعدى ذلك بكثير.