عرض العناصر حسب علامة : هادي العلوي

التراث بين تغريبَين

ثمة من يُسوِّق اليوم للنظر إلى الانتماء إلى التراث- تراث شعوب المنطقة- وفق نظرتين، الأولى: مشككة به وبقدرة صانعيه على الفعل الحضاري والإنجاز الحضاري المنتمي إلى الحضارة الأممية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. والثانية: متعصبة له وتجد فيه حلاً لمشاكلها القائمة اليوم.. وتمثل هاتان النظريتان اغتراباً ليس للأجيال الحاضرة عن تراثها وحسب، وإنما اغتراباً للتراث ذاته عن الحاضر.

صلاح الدين.. «شخصية غير قلقة في الإسلام»

منذ النبوّة وحتى المراحل الأخيرة من الدولة العباسية انتقى المفكر العراقي هادي العلوي، خمس عشرة شخصية إسلامية (غير قلقة) وفق تعبيره، من رجال السلطة والمعارضة والأدب والعلم، من بين هؤلاء كان «الملك الناصر» صلاح الدين الأيوبي...
«التاريخ أولاً: هو تاريخ السياسة. والسياسة يسيرها أفرادٌ: الحكام والساسة، من خلال التكامل أو الصراع مع الأمة- الجمهور. وهو من ثمّ صناعة مشتركة للأمم والملوك. وسيرة الحكام والساسة والثوار والمعارضين مندمجة في الجمهور بوصفه الوعاء الحاوي لفعالية الفرد: المكيّف له، والمتكيّف معه في آن واحد»...

مختارات في التراث لـ هادي العلوي

-1-
تكتظ الساحة الثقافية أو بالأحرى السيا-ثقافية بالكتابة عن الإسلام السياسي، أي: عن الحركات المسماة أصولية أو سلفية أو دينية، وتشتد وتتكاثف الكتابات حولها، إلى حد أن بعض الكتاب ألقى عن نفسه كل عبء غير هذا العبء، وجعل محور نضاله وغاية سعيه أن يتصدى لهذا الإسلام الذي يزيد خطره على غيره، بل هو الخطر الوحيد الأوحد، بعد أن أعاد هذا البعض ترتيب قائمة الأعداء لتستقل بالإسلام، حيث يصبح أعداء الأمس، إن كان هناك أعداء بالأمس، أحباباً… فلم تعد الرأسمالية الاحتكارية وغرستها الرأسمالية الكولونيالية– التابعة– ولا الاستعمار ولا سليلته «إسرائيل» من بين الأعداء، بل هي في نهاية الأمر حليفه في الحرب المصيرية على الإسلام.

من هو الباحث في التراث الإسلامي؟

في مقاله المعنون «كيف نقف من التراث الإسلامي؟» والتي نشرت في مجلة «مواقف» في تشرين الأول من العام 1970، يقدم الباحث المعروف هادي العلوي وجهة نظر حول مصالح الباحثين في دراسة التراث الإسلامي وتناقضها مع المصالح الطبقية للطبقة السائدة أو توافقها وكيف يجب أن يكون عمل الباحث نزيها بعيداً عن مصالح من يسود، فيقول:

كنز الأموال بين القرآن والانجيل

«يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ...و...الذين يكنزون الذهب والفضَّة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم» التوبة الآية 34

 

من التراث الشعوبية

راجت الشعوبية في العصر الأموي وهذا اللفظ المقصود منه كل الناس أو المسلمين من غير العرب والشعوبية تنتقص من شأن العرب وتفضل الأعاجم عليهم.
في بداية الأمر انتشرت بين المسلمين الفرس لأنهم أول من دخل الإسلام من غير العرب ثم ظهر شعوبيون هنود ثم أتراك ثم مولدي الأندلس(الإسبان المستعربون).

هادي العلوي في ذكرى رحيله.. مازلنا بانتظار (هادي) جديد

أسمّي مثقفاً ذلك القادر لا على الاستزادة من المعارف، بل على نقد الأصول والتشكيك بالجذور ومساءلة الهوية.
ليست مجازفة القول إننا، ومن بين جمع المشتغلين بالثقافة، لا نجد من يستحق اسم المثقف أكثر من الأستاذ هادي العلوي، فهو أولاً صاحب مشروع فكري بيّن المعالم واضح الأسس. ومشروعه من السعة والشمول بحيث يمكن عدّه درساً يباشر الحاضر من خلال استنطاق الماضي وجرّه إلى دائرة الأسئلة الواعية التي يتستر عليها الآخرون.

هادي العلوي في ذكراه الخامسة

في السابع والعشرين من أيلول عام 1998 وفي دمشق كان رحيل المفكر والباحث العراقي هادي العلوي. هذا الباحث الدؤوب صاحب العشرات من الكتب الجريئة للغاية، كان من أبرز المثقفين الوطنيين ومن أصلب المنحازين إلى جانب المظلومين والمستضعَفين والفقراء ومن البارزين في عدائه للإمبريالية والصهيونية والهيمنة الأمريكية على العالم وفاضحي مشاريعها ورموزها.

لاوتسه ومحي الدين بن عربي وماركس!

لابد من توخي الحذر، فنحن على عتبات عالَم وعالِم جليل، بكل معنى الكلام، وهو «هادي العلوي» الباحث والفيلسوف العراقي، الذي قدم لنا مخزوناً معرفياً وثقافياً لا أظن أن مثقفاً آخراً  جاراه في امتلاكه، ليس بسبب المادة المعرفية الغنية التي يقدمها للقارىء على صفحات مؤلفاته فحسب، بل أيضاً من خلال لغته البسيطة، ومحاكاته للأسئلة الكثيرة والملحة التي تفرض نفسها علينا..

من كلمات هادي العلوي

نورد فيما يلي نصين كتبهما الراحل الكبير في أيامه الأخيرة، ويختلف النصان كثيراً في اللغة والأسلوب، ولكنهما يأتيان في سياق واحد، حيث أنهما يمثلان خلاصة ما أراد العلوي قوله عبر مسيرته الفكرية والنضالية الطويلة. ففي النص الأول نجده يتحدث بلغة سياسية ساخنة عن دور المثقفين في معارضة أنظمة القمع والتسلط والعمالة، وفي النص الثاني نراه يتحدث بلغة صوفية عالية الرفعة عن أشواقه وطموحاته في فجر جديد يطلع على البشرية ليخلصها من معاناتها وآلامها، وبأسلوب حرص فيه على محاكاة أسلوب المتصوف الشهير محمد بن عبد الجبار النفري.