عرض العناصر حسب علامة : علم النفس

بين الأمل والإحباط: صراع نقيضين سياسيّين

أقل من شهر على بداية العام الجديد ترافق معه: حريق أدى إلى مقتل نصف مليار حيوان في أستراليا، وخسائر بشرية ونزوح، بالإضافة إلى عواقب كبيرة على النظام البيئي، الغذاء، والمياه، وانتشار الأمراض، وتفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. مما ترافق أيضاً بمحاولة توسيع رقعة الحرب والتوتر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وضعت العالم أجمعه بحالة من الترقب والخوف. وآخرها: انتشار فيروس جديد في الصين مع عدم وجود معلومات واضحة حول متى، وما إذا كان يمكن معالجته؟ بينما تُبذل الصين جهوداً كبيرة وجدية، من بينها إغلاق مدن بأكملها، توقف النقل العام والخاص، وإلغاء احتفالات العام الجديد. في أقل من شهر استطاع هذا العام أن يلفت انتباه العالم، أننا نسير نحو الهاوية بسرعة، وإلى أننا بعد أعوام قليلة من عمر البشرية «استطعنا» (كنظام اجتماعي اقتصادي) تدمير مكان عيشنا.

أسباب تجعلنا نقدّر المرحلة التاريخية التي نحن فيها عالياً!

من الغريب، لا بل من الصّادم، أن يقول أحدٌ ما اليوم: «نحن محظوظون كوننا نعيش في هذه المرحلة التاريخية». فكيف نكون كذلك في ظل كل المعاناة والدمار والقلق على الحاضر والمستقبل وفي ظل الموت والانهيار الاقتصادي والسياسي والحروب والبؤس الروحي وتدهور نظام الحياة على الأرض بحيث نعيش تهديداً لوجود الحياة نفسها؟ وما هو مبرر هذا القول سياسياً؟ والأهم، ما هو مبرره التاريخي في سياق تاريخ البشرية كلّه؟ وهل الصراع على المستوى العلمي بمضمونه الفلسفي يعطينا دلالات بهذا الاتجاه؟ وما المعاني التي يمدّنا بها هذا القول على المستوى الذاتي- الجماعي، مُنتِجة الانتماء للإنسانية ولأمميّتنا وارتباطنا العميق باللحظة التاريخية ضد العدمية وضحالة القيم التي سادت طوال عقود سابقة، هذه القيم التي انكشف بؤسها ووهمها ورجعيتها وعدوانيتها الضمنية؟ ونقول: إن هذا القول «الصادم» يستند إلى نقيضه بالتحديد، أي عُمق الأزمة بحد ذاتها.

عن موت «علم النفس الإيجابي» ومواجهة الواقع

يحمل التطور أو التغير السياسي في كل حقبة تغيّراً في النظم الاجتماعية، وتغيّراً في كيفية طرح ومعالجة المشاكل. والنظام الرأسمالي كنظام تاريخي محدد ليس اسثناء. أهم هذه المشاكل هو الاغتراب عن المجتمع والذات والطبيعة. والذي رافقه العديد من الاضطرابات النفسية والاجتماعية تجسدت أكثرها في الهستيريا والاكتآب وارتفاع القلق، أو في ما يسمى بالتوحّد وغيرها. وكان لا بدّ من تفسير ما لهذه الاضطرابات. أولاً، لأن كل حقبة تحمل معانيها بسب تغيّر النشاط. وثانياً، لأنه لا يمكن التمجيد والتبرير لحقبة معينة أدخلت تطوراً في المجتمع من دون إيجاد مبرر يتماشى مع بروز هذه الاضطرابات.

الفصام الجماعي: وباء الهاوية العقلية للرأسمالية

0المشهد اليوم مليء بمظاهر الفوضى والجنون، وخلف السطح يكمن قانون الحركة المحدد لهذه «الفوضى». وإذا كان الخراب العالمي والحرب المتنقلة و«الفوضى» في الطبيعة، تعبيراً صارخاً عن قانونية وأزمة الرأسمالية (الفوضى الخلاقة)، فإن نوعاً آخر من الفوضى يظهر في هيئة البشر أنفسهم، في ملامحهم وأجسادهم وعواطفهم، وفي انفجارهم وهدوئهم، وفي فوضى السلوك. هذا النوع من الفوضى الذي يصدم البعض ويستغربُه، ويعلن بأخلاقوية وإنسانوية: «الإنسانية ماتت والعقل مات أيضاً»، تكمن خلفه أيضاً قانونية الرأسمالية وأزمتها. فكما يقول «بولونيوس» في مسرحية هاملت لشكسبير: «هناك طريقةٌ لجنونه»، ويقول عالمٌ في الإنسان: «حتى الجنون ليس بكامله بلا معنى»، و«خلف لوحة الفوضى الفاقدة للمعنى هناك معنى كامن وضمني».

المسألة الفنية- الأدبية بين التبسيط والبنية المعقَّدة

في محاولة تناول الظاهرة الفنية والأدبية (إنتاجا وتذوقاً) في المرحلة الراهنة واجهتنا أزمة، ومحاولة حلّها أسّست في ذات الوقت للردّ على اتهام نرى ملامحه تتشكّل بشكل مبطّن. الأزمة هي: بحث مسألة الظاهرة الفنية في بعدها النّفسي المباشر، والتشديد على دور الدينامية النفسية في المرحلة التاريخية الراهنة لتفسير التيار الفني- الأدبي. 

نوع العصاب الذي نعيش، وصراع المعاني

يقول فكتور فرانكل: إن «لكل عصر عصابه الجماعي الخاص، لذا كان كل عصر بحاجة إلى علاجه النفسي الخاص لمواجهة عصابه. وفي ذلك يمكن وصف الفراغ الوجودي على أنه العصاب الجماعي المميز لهذا العصر». (من كتاب الإنسان يبحث عن معنى، مقدمة في العلاج بالمعنى الصادر عن دار القلم عام 1982).

الشخصية المأزومة والرأسمالية

أنتجت فترة الحرب اللبنانية على الصعيد الاجتماعي والوعي الذهني والنفسي حالات أثرت على تركيبة وطبيعة المجتمع إلى اليوم. بخاصة أنها لم تحل نهائياً، بل خلصت إلى تحولات مؤقتة ما دفع إلى استمرارها بطرق أخرى مما نراه من عدم استقرار أمني وسياسي في لبنان. وكَّونت هذه الحرب معتقدات أو أفكاراً في أذهان اللبنانيين ورَّثوها للأجيال اللاحقة، طبعاً مع خصوصية استمرار الحرب الأهلية بأشكال مختلفة واستمرار انعكاساتها مما ساعد على هذا التوريث المعتقدي.

أي إنسان على أعتاب العالم الجديد؟

عندما تشكل علم النفس كَعِلم، منذ ما يقرب القرن نفص القرن، كانت الرأسمالية في مرحلة توسعها العالمي، وكانت أشكال الاستغلال لا تزال مباشرة بقوة الحديد والنار حصراً ضد القوى المُستَغَلة. ولم تكن هناك حاجة لأدوات تضليل أو تلاعب بالوعي كما هي اليوم. وفي هذه الظروف تشكَّل ما يسمى علم التحليل النفسي، الذي حصر موضوعه وقتها بالفئات البورجوازية، الأوروبية منها تحديداً. وعلى أساسه أفرزت مقولات الوعي واللاوعي، وحيث أُعطي للاوعي تلك القدرة «الخفية» على التحكم بوعي الإنسان وسلوكه، وكون اللاوعي هو مكمن الطاقة الدافعة (ما سمي بالـ «هو») التي تستعصي على القبض عليها من قبل الوعي و«الأنا» تحديداً.

العاطفة والاضطرابات: بين السلبية والانخراط في الصراع!

Gallup: هي منظمة خاصة تقع في الولايات المتحدة الأمريكية ولها مراكز في عدة دول، تعمل على دراسة الحالة العاطفية العامة عند السكان. تقوم هذه الدراسات على مساعدة الشركات في معرفة كيفية التعامل مع زبائنها أو موظفيها. وتتمحور العواطف حول الغضب، الحزن، الضغط، القلق، الألم، التمتع، الراحة، والاحترام. وبهذا تقوم المنظمة بسؤال: إذا ما كان الفرد قد شعر بإحدى هذه المشاعر في اليوم السابق، لكي تقيّم الوضع العاطفي، وما الذي يجب خفضه أو رفعه.