عرض العناصر حسب علامة : الدراما المصرية

«أنا قلبي دليلي» وُلد مهزوماً

في إطار السيرة الذاتية، وفي توجه يبدو انه غدا مطلوباً بعد نجاح الكثير من الأعمال التي وضعت تحت المجهر سيرة حياة الكثير من عمالقة الفن، والظروف التي أثرت في تلك التجارب؛ جاء مسلسل «أنا قلبي دليلي» (عن سيرة حياة الفنانة المصرية ليلى مراد بين 1916-1955) ليضعنا مرة أخرى أمام أزمة تأريخ السيرة الذاتية لشخصيات عامة، بكل ما يمكن أن يخلقه هذا التأريخ من إضاءات لمكامن جميلة وخفية عن الناس، أو إساءة وتشويه لحياة تلك الشخصيات.

ملاحظات حول الدراما المصرية

البطل الأوحد في فلسفة الدراما  العربية لم يختف من على الشاشات العربية من محمد صبحي إلى عمرو خالد المبعد إلى لندن وصولاً إلى  ميرنا المهندس التي عادت إلى الفن، كل شيء يدور حول شخص واحد في توحيد تلفزيوني، الكثير من المسلسلات التي كتبت من أجل بطل أوحد يحتل الشاشة الرمضانية وينازع زملاءه عليها، عشرون مسلسلاً في مصر وحدها، مع الكثير من الجعجعة..

احتجاج أمريكي على  «فارس بلا جواد»!

تفاعلت أزمة المسلسل التلفزيوني المصري «فارس بلا جواد» بعد أن اعترضت الولايات المتحدة على بثه بحجة تضمنه معلومات عن سعي اليهود للسيطرة على العالم بالاستناد إلى ماورد في بروتوكولات حكماء صهيون.

الدراما المصرية:عودة الابن الضال

بعد أن غابت لسنوات طويلة عن خارطة المنافسة وحتى الوجود الملحوظ، لتعميها عما يمس وجدان المشاهد، وبثأثير من ثقل ضربات الدراما السورية وانتشارها، تعود الدراما المصرية في هذا الموسم الرمضاني إلى الظهور، وبشكل ملفت يسجل.

أبي الذي أقلع عن التدخين ..

لا أذكر اسم ذلك الكاتب المصري الذي امتدح الحصّادين في إحدى قصصه حال خروجهم إلى حقولهم ليلاً وهم يوقعون الخطى مع بهائمهم على الطرق الزراعية، وتمنى أن يكون معهم. وها أنا أدعوه هذا الصيف (إن كان على قيد الحياة) إلى وليمة حصاد ليخوض التجربة عمليا، وبكل ثقة أبوح لكم أنه سيبدل تصوراته مع أول جلسة قرفصاء وأول تثاؤب أمام أعواد القش الشامخة كالأشباح...

دراما رمضان 2010 مراوحة في المكان وبكاء على الأطلال

وفقت الأعمال السورية في الموسم الدرامضاني 2010 بتقديم تنوع في المضمون والبناء السردي للأفكار، وتنوع خطوطها الدرامية ومقولاتها الفكرية، ومع استعادة سقف الكمية في الإنتاج بعد تأثيرات الأزمة المالية العالمية التي طالت الدراما في الموسم الماضي. شهدنا في هذا الموسم مسلسلات سورية تجاوز عددها (30 عملاً) بما فيها الأعمال ذات الإنتاج المشترك، وحتى ندرك التغييرات التي طرأت على دراما 2010، وعززت صدارة و مكانة الدراما السورية المرموقة في إطارها الجغرافي العربي، يجب الحديث عن بعض الاعتلال و الهفوات التي اعترت بعض العناصر الدرامية في هذه الأعمال، كونها تؤثر سلباً في بنية العمل وتلقي المُشاهد له، وقد شارفنا على نهاية الموسم وباتت الصورة أشبه بالمكتملة من حيث مقولات الأعمال النهائية، وتسلسل الأحداث.. وحتى توقع النهايات.دراما البيئة الشامية..

انحسار الموجة والمراوحة في المكان

تراجع إنتاج الأعمال التي تتحدث عن البيئة الشامية في هذا الموسم بعد أن كانت سمة المواسم الماضية، لتكون خاتمة السلاسل بعد أن أذن الثنائي «بسام ومؤمن الملا» بإغلاق «باب الحارة» مع نهاية الجزء الخامس (على ذمتهما..) وعسى أن لا نغلق باباً فنفتح طاقة ربما ظهر نورها بأزيز «الدبور» مع العكيد السابق «سامر المصري». أما «أهل الراية2» وبعد أن تغير مخرجه، فقد قرر تزوير التاريخ (الموثق والشفهي) لمواكبة نبض الشارع والسياسة، فغدا «آل عثمان» ولاة الأمر وسادتنا، والاحتلال خلافة، و(الأخد عسكر) فرض عين على كل مسلم، والولاة والقادة العثمانيون في قمة الإنسانية والديمقراطية. 

الأعمال التاريخية الدينية..

استمرار التباكي على الأطلال

ظهرت في هذا الموسم عدة أعمال تاريخية ودينية بينما اقتصر الموسم الماضي على عمل واحد، في محاولة لاستعادة مآثر تلك الحقب؛ لكنها وقعت بفخ لعنة التاريخ وتمجيده دون تقديم أية مراجعة أو قراءة أو مضمون نقدي لتلك الحقب، أو محاولات لإسقاطها على الواقع الحالي، فكان «رايات الحق» استعادة لفترة بعد ما بعد وفاة الرسول (ص) وخلافة أبي بكر وحروب الردة ومانعي الزكاة، ثم خلافة عمر بن الخطاب وبناء الدولة والفتوحات، لكنه وقع في أسر النمطية والخطابية والجرعات العاطفية الزائدة، والكثير من التبرج والإكسسوارات للعناصر النسائية في العمل. أما «القعقاع بن عمر التميمي» ورغم ما يسجل له من تقنية مخرجه «المثنى صبح» ورؤيته الجديدة، واستخدام احدث التقنيات التكنوبصرية في مشاهد المعارك؛ لكنه قصُر في خوض غمار موضوعاته الشائكة، وظل منحازاً لمراجع تاريخية على حساب أخرى. وبإنتاج مشترك أطل مسلسل «كليوباترا» الذي كتبه «قمر الزمان علوش» وأخرجه «وائل رمضان» ليقدم رؤية جديدة لم تتطرق لها الدراما ولا السينما رغم كثرة الإعمال التي أنتجت عن هذه الشخصية وملامحها الأسطورية، من خلال الجانب الإنساني في حياة الملكة، وعلاقتها مع الشعب المصري، ليكون العمل في النهاية حدوتة جديدة غير تاريخية يشوبها الكثير من الثغرات في المعالجة الدرامية، وبابتذال أداء بعض الممثلين.

أما في استعادة «أسعد الوراق» فقد هزمت النسخة الجديدة شر هزيمة أمام القديمة برؤيتها وإبداع ممثليها رغم بساطة تقنيات تلك الحقبة، وان كان يسجل الإبداع للفنان تيم حسن، لكن (تأتأت) هاني الروماني ستبقى تدوي عبر الزمن كصرخة منى واصف. 

الأعمال الكوميدية.. زيادة في الكم وانخفاض في المضمون:

بعد أن زادت الأعمال الكوميدية المنتجة عن الأربعة، فوجئنا بتوجه صناعها في الغالب نحو التهريج السطحي والابتذال، وضياع مقولات العمل وتشتتها، كما حصل مع «أبو جانتي» ودروس الوطنية والفروسية التي يلقيها، أو في «صبايا» بكل ترفهن وقصورهن الفارهة، وواقعهن الاجتماعي (الافتراضي!!). بينما تابعت «بقعة ضوء7» رسالتها عبر لوحاتها المختلفة، وان كانت عموماً تتسم بالفقر الفكري مقارنة بالمواسم السابقة. لكن البصمة بحق «ضيعة ضايعة» وكسره لعقدة الجزء الأول، لا بل وتفوق الجزء الثاني بحلوله الدرامية ونَفَسه النقدي السياسي والاجتماعي العالي في بيئة افتراضية أساسها الكركتر وأداء الممثل المبدع. 

«أنا القدس» وما من مجيب؟

كان من المستغرب جداً أحجام الكثير من الفضائيات العربية رغم تشدقها بحب القدس عن شراء العمل التأريخي «أنا القدس» المأخوذ عن رواية «أحلام الغرس المقدس» لمخرجه باسل الخطيب رغم جودة العمل وزخم مقولاته ورسالته، لتكتفي بعرضه الفضائية السورية وتلفزيون المنار والفضائية الليبية.

«ذاكرة الجسد» سيطرة المقروء على المعادل البصري

في مسلسل ذاكرة الجسد المأخوذ عن الرواية الشهيرة للروائية الجزائرية «أحلام مستغانمي» تحول الأمر أشبه بالرواية المقروءة تلفزيونياً، وبحلول درامية بائسة شوهت الكثير من العوالم التي رسمتها الرواية، لتقلب المَشاهد (ثرثرة) على الهاتف تذكر بقول «زياد الرحباني» في مسرحية «شي فاشل»: (ولي عم تحكي على التلفون.. غريغور فيو يقولا). 

وراء الشمس.. رهبة الموضوعات الجديدة

هي المرة الأولى التي تتطرق فيها الدراما إلى موضوعة ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى «متلازمة داوين» بهذا التركيز والوضوح؛ ليقدمهم مسلسل «وراء الشمس» بطرح شفاف وإنساني مركز على حقهم في الحياة والمساواة من دون أحساس الشفقة، وباستعراض لمشكلة الإجهاض في هذه الحالة. لكنه وقع في مطب الإطالة و(المطمطة) ناهيك عن أن العمل يعاني من التشتت في عرض نماذجه، ومن ضعف الحبكة في إيجاد روابط بينها، وان كان إبداع الفنان «بسام كوسا» قد طغى على هذه الثغرات، وساهم بشكل أساسي برفع مقولات العمل الإنسانية. 

تخت شرقي.. الحياة كما هي وشؤوننا الصغيرة

(عمل فوضوي) بامتياز كما عبرت عنه مخرجته «رشا شربتجي» ويلاحظ فيه تشتت الحبكة الأساسية في العمل، والتبعثر في عرض الشخصيات ومواقفها وأفكارها، وغياب شخصية البطل الرئيسي من خلال التركيز على استعراض النماذج، وهو عمل غني جداً بالطروحات و(اللطشات) الاجتماعية، وهو أول عمل يناقش بهذا الوضوح وضع مهجري الجولان المحتل وتسميتهم بـ«النازحين».

أسامة أنور عكاشة حين أصبحت الدراما التلفزيونية العربية فناً

رحل عن عالمنا قبل أيام الكاتب الدرامي المصري الكبير أسامة أنور عكاشة، ليفقد الأدب التلفزيوني العربي واحداً من أعمدته المؤسسة، وأحد أبرز من صنعوا تحولاً في طبيعة المسلسل ليتجاوز طابعه الترفيهي البحت.

دراما رمضان القادم.. واقعية جداً!

منذ سنوات والمواطن العربي ينتظر الوجبة الرمضانية من الدراما العربية، ولاسيما السورية والمصرية، بصبر فارغ، وكان الصراع محتدماً دائماً بين المسلسلات الرمضانية، وغالباً ما كانت النتيجة تحسم لمصلحة  مسلسل (باب الحارة) السوري، رغم ما كان يعانيه هذا المسلسل من ضعف فني على مستويات مختلفة لسنا بصدد تصنيفها، إلا أن المؤشرات جميعها تدل على أن (باب الحارة) لن يكون له خبز في المرحلة القادمة، ومهما حاول القائمون عليه أو على غيره من المسلسلات الدرامية، سوف لن يستطيعوا مجاراة الدراما الحقيقية في المسلسل الواقعي الذي اجتاح العالم العربي: «الشعب يريد إسقاط النظام»، والذي كان من تأليف وإخراج وبطولة الشباب في تونس ومصر وغيرها من الدول العربية.

عمار الشريعي: وجدان الموسـيقا «المصراوية»

وصفه حلمي بكر بـ«طه حسين الموسيقا الشرقية»، ورحل أمس تاركاً مصر تعيش لحظة مفصلية أخرى في تاريخها.

أنهى صاحب موسيقا «رأفت الهجان» مشواراً طويلاً خلّف خلاله ارثاً فنياً كبيراً ومحبين كثراً وحسرة على وطنه الذي يتجرّع كأس الأزمات

• جمال جبران

 

مخرجو الإعلانات يحاولون إنقاذها الدراما المصرية 2010 : مزيداً من التخبط

أنتجت الدراما السورية المسلسل الأكثر شعبية «باب الحارة» فأنتجت مصر هذا العام مسلسلاً يحمل اسم «الحارة»، وقدمت الدراما السورية العام الماضي المسلسل الشهير «زمن العار» فظهر مسلسل مصري بعنوان «العار» وهو الاسم الأولي للمسلسل والذي تم تعديله من باب التقية، و«أهل كايرو» لم يكتفوا بهذه الأساليب التسويقية المكشوفة بمعزل عن ابتعاد موضوعي المسلسلين المصريين عن المسلسلين السوريين، بل انتقلوا من استيراد نجوم الدراما السورية وإقحامهم في أعمالهم منذ أعوام إلى محاولة تقليد أبرز ما تميزت به الدراما السورية: الصورة، ولأن التقليد ليس كالأصل فقد ظهرت «الصورة» مجرد صورة، محاولة يائسة لإشغال البصر دون سياق أو وظيفة، مخاطبة للحواس وليس للعقول، مهمة تنطح لها مخرجون شباب هم نتاج لمدرسة الإعلان، التي هي بدورها نتاج لعولمة سطحية وتغريب فوقي تضطلع به نخبة مصرية قوامها رجال الأعمال.