الدُمية الأمريكية تتحرك مجدداً لإطلاق قنابل دخان

الدُمية الأمريكية تتحرك مجدداً لإطلاق قنابل دخان

كعادتها، تتحرك «الدمية الإسرائيلية» كُل حينٍ باتجاهات تتحدد بحسب الظروف وتوقيتاتها، تارة بغاية التشويش وأخرى للتصعيد وغيرها، إلا أنها جميعها تتحرك في أوقات يكون فيها كيان العدوّ والأمريكي من خلفه بحالة متأزمة... لتأتي الاستهدافات الأخيرة على كل من سورية ولبنان والعراق في هذا السياق أيضاً.

فقد قامت قوات العدوّ قبل أسبوع بتنفيذ ضربات جوية على أهداف بمحيط قرية عقربا في سورية، تصدّت لها الدفاعات الجوية للجيش السوري وأسقطت معظمها، بعد ذلك جرى في لبنان إسقاط طائرة مسيرة تابعة للكيان في ضواحي بيروت وانفجرت أخرى في أجواء المنطقة نفسها، وبعد يومين وجهت «القوات الإسرائيلية» 3 ضربات جوية بواسطة طائرات مسيرة على مركز عسكري لتنظيم «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في بلدة قوسايا على الحدود مع سورية، وفي العراق استهدفوا أيضاً مواقع على الحدود مع سورية بغارات نفذتها طائرتان مسيرتان بعد تغطية من قبل الطيران الأمريكي.

الهزائم الأمريكية جزء أساس

ما من فصلٍ بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن الأخيرة في نهاية المطاف هي المُحرك والموجّه الأساس للعدوّ في المنطقة... لتأتي هذه الاستهدافات الآن كقنابل دُخان جديدة هدفها تُغطية جراح واشنطن الأخيرة، ومحاولة التعويض عن هزائمها على عدة جبهات سياسية واقتصادية وعسكرية، من تصعيد الخليج في الفترة السابقة والذي تضمن إسقاط طائرة أمريكية لم يستطيعوا الردّ عليه، إلى تركيا و«إس-400»، مروراً بمسألة إدلب وتطوراتها التي تؤكد يوماً بعد آخر قُرب حلّها بعكس المصلحة الأمريكية وعدم قدرة الكيان على تحصيل أي مكسب في الوضع السوري، وغيرها... وتؤكد طبيعة هذه الهجمات عبر «طائرات مسيرة» بمعظمها أن الغاية من خلفها «دراما إعلامية» خاصةً وأن ما ذكر في الأنباء عن الأضرار المادية الصغيرة جراءها لا يتناسب مع تهويل كيان العدو والأمريكي لها.

الأزمة الداخلية سببٌ آخر

على المستوى الداخلي لحكومة الاحتلال، تتزامن هذه الهجمات مع اقتراب انتخابات «الكنيست الإسرائيلي» في 17 من الشهر الجاري، بعد الانتخابات المبكرة السابقة وظهور إشارات أزمة داخل «الحكومة الإسرائيلية»، بالإضافة إلى الأخبار المُتداولة عن التوترات الاجتماعية والمظاهرات الجارية في الداخل، والتي أخذت طابعاً عنصرياً يعكس طبيعة الحكومة نفسها بسبب أزمة الحكم تلك، لتكون هذه العمليات والهجمات بجانبها الإعلامي بمثابة تعبئة داخلية ورصّ صفوف، خصوصاً مع ترافقها بأنباء حول حشد واستنفار «للجيش الإسرائيلي» والقوى الأمنية، في محاولة لتأريض التوترات الاجتماعية ومنع تصاعدها من جهة، ومن جهة أخرى إيجاد غطاء «لفوز حزب الليكود» المُتوقع.
الأنباء التي تم تناقلها خلال اليومين الماضيين عن عرض أمريكي على حزب الله للامتناع عن الرد مقابل عدم فرض عقوبات اقتصادية جديدة على لبنان، والتراجع عن جزء من العقوبات المفروضة أصلاً، يُعزز من احتمال كون هجمات الكيان لا تعدو كونها محاولة لإضافة حجر عثرة صغير في وجه التهاوي السريع لميزان القوى على المستوى الدولي بفعل الخسائر الأمريكية المتعاقبة والفاضحة.

تطورٌ جديد

يُمكن رصد مُتغيّر جديد في التصعيد الإسرائيلي والأمريكي في اليومين الماضيين، حيث شنّت القوات الأمريكية غارة على إدلب السورية بعد يومٍ من إعلان وقف لإطلاق النار دون إخطار الجيشين الروسي والتركي بها، مُهددين بتلك العملية استمرار نظام وقف إطلاق النار، (والأنباء الأولية تشي بأنّ الغرض هو الانتهاء من بعض قيادات متطرفة تمتلك من المعلومات الخاصة بتورط الأمريكي المباشر في دعمها، ما لا تطيق واشنطن انكشافه، مع اقتراب نهاية هذه القيادات على يد أعداء الولايات المتحدة). تزامنت هذه الهجمات مع تصعيد جديدٍ لكيان العدوّ على الحدود اللبنانية ومزارع شبعا عبر قصفٍ بالمدفعية والقنابل الحارقة بالإضافة إلى الطائرات المسيَّرة، خصوصاً بعد ظهور أخبار غير رسمية بعد عن بدء اتخاذ إجراءات لحلّ تنظيم «جبهة النصرة» وحكومته في إدلب...
الكيان يتلقى صفعة مدوية
مع الانتهاء من كتابة هذه المادة، انتشر خبر تدمير حزب الله لآلية عسكرية صهيونية عند طريق ثكنة أفيفيم وقتل من فيها، كما ورد خبر عن مقتل نائب رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، والمجموعة المقاومة التي أنجزت هذه الضربة هي مجموعة الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر، وهما الشهيدان اللذان قضيا في بلدة عقربا بالهجوم الصهيوني الأخير عليها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
929
آخر تعديل على الإثنين, 02 أيلول/سبتمبر 2019 12:29