تصعيد غربي ضد روسيا والصين

تصعيد غربي ضد روسيا والصين

من الحرب التجارية إلى الحرب الإعلامية والتوتير على الحدود البحرية والبرية لروسيا والصين، بل وداخل المجتمع الصيني نفسه. يدفع الغرب عدة ملفات نحو التصعيد.

الحرب التجارية ضد الصين

تعهدت بكين يوم الجمعة بالرد في حال أصرت الولايات المتحدة على فرض رسوم إضافية على باقي واردات السوق الأمريكية من السلع الصينية، وذلك في أعقاب التصعيد المفاجئ من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحرب التجارية ضد الصين.
وأعلن ترامب: إنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 10 في المئة على واردات أمريكية من الصين بقيمة 300 مليار مطلع أيلول، في خطوة من شأنها الإضرار بالمستهلك الأمريكي مباشرة أكثر من أي طرف آخر في إطار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، بحسب ما أوردته وكالة أنباء بلومبيرغ
وأعلن ترامب في وقت لاحق، أنه قد يزيد الرسوم إلى أكثر من 25% على قائمة طويلة من واردات بلاده من الصين، تشمل الهواتف الذكية والكمبيوتر المحمول وملابس الأطفال.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا شونينج في إيجاز صحفي في بكين في وقت مبكر اليوم: إذا ما كانت الولايات المتحدة ستمضي قُدماً في تطبيق الرسوم الإضافية، سيتعين على الصين اتخاذ الإجراءات المضادة الضرورية. غير أنها لم تحدد طبيعة هذه الإجراءات.
وأضافت هوا: لن تقبل الصين أي حد أقصى من الضغط أو التهديد أو الابتزاز، ولن تتنازل على الإطلاق فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة. ووفقاً لـ بلومبيرغ، فإن التهديد من قبل الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية على جميع الواردات من الصين أكبر خطوة تصعيدية حتى الآن من قبل الإدارة الأمريكية في الحرب التجارية، ويضع نهاية مفاجئة لهدنة توصل إليها الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة مجموعة العشرين، التي عقدت في مدينة أوساكا اليابانية نهاية حزيران الماضي.
وجاء أول رد فعلي رسمي من بكين على التصعيد الأمريكي في وقت سابق اليوم على لسان وزير الخارجية وانج يي الذي قال لمحطة تليفزيون محلية صينية على هامش اجتماعات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» في بانكوك: فرض رسوم جديدة ليس على الإطلاق الحل الأمثل لحل الخلافات التجارية.

الرّد الزراعي الصيني

منحت الصين يوم الجمعة الماضي الترخيص لاستيراد عدد من المنتجات الزراعية من روسيا، بعدما أوقفت استيراد نظيراتها من الولايات المتحدة، التي تخوض معها حرباً تجارية. ونقلت وكالة رويترز عن مكتب الجمارك الصيني، أن بكين وافقت على استيراد القمح من منطقة كورغان الروسية، ما سيدعم خطة موسكو في زيادة صادرات القمح هذا العام الزراعي. كذلك صادقت السلطات الصينية على استيراد فول الصويا من جميع أنحاء روسيا، وذلك بعدما أوقفت بكين وارداته من الولايات المتحدة مع احتدام النزاع التجاري مع واشنطن.
وكانت الصين تعد أكبر مُشترٍ لفول الصويا الأمريكي قبل أن تزيد الرسوم الجمركية العام الماضي إلى 25% على واردات الفول من الولايات المتحدة، رداً على قيام الأخيرة بزيادة الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات الصينية.
وتخطط روسيا، التي تعد أكبر مصدر للقمح في العالم، لاستثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية للحبوب والقطاع اللوجستي بهدف زيادة صادرات القمح إلى 55,9 مليون طن سنوياً على الأقل بحلول عام 2035. ويتوقع أن تصدر روسيا هذا العام نحو 41,9 مليون طن من الحبوب، بما في ذلك 31,4 طن من القمح، وفقاً لشركة زراعية رائدة في روسيا.
وتلعب إمدادات الحبوب دوراً رئيساً في خطة الحكومة الروسية، التي أعلن عنها قبل عام، لزيادة صادرات البلاد من المنتجات الزراعية إلى ما قيمته 45 مليار دولار بحلول عام 2024.
وتخوض الصين والولايات المتحدة حرباً تجارية، بعدما زادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار، لترد الصين بإجراءات مماثلة على منتجات أمريكية بـ 50 مليار دولار.

توتر حول الصين

حدث توتر مدفوع غربياً على الحدود البرية والبحرية للصين، وبحسب صحيفة نيوزيلاند هيرالد، اتهمت بكين الولايات المتحدة بالتحريض على الاحتجاجات غير المبررة والمتزايدة في هونغ كونغ، والتي بدأت قبل شهرين بشأن مشروع قانون لتسليم المجرمين، ومنذ ذلك الحين، تطورت المظاهرات إلى حركة ضد السلطات الصينية في المنطقة المتمتعة بالحكم الذاتي نسبياً. تصعيد إعلامي ضد روسيا
كشف رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول، سيرغي رودسكوي، أن الخوذ البيضاء تحاول من خلال عمليات التضليل الإعلامية اتهام روسيا باستهداف المدنيين في إدلب.
وأضاف رودسكوي قائلاً: «الخوذ البيضاء» تقوم بتصوير لقطات فيديو مفبركة لنشر الأضاليل وتشويه سمعة روسيا أمام الرأي العام الدولي. وأشار رودسكوي، أن صور وسائل الفضاء الروسية والطائرات المسيرة الروسية أكدت عدم المساس بسوق معرة النعمان الذي زعمت منظمة «الخوذ البيضاء» تدميره خلال قصف جوي روسي.
وبهذا الصدد قال رودسكوي: قامت الطائرات المسيرة الروسية يومي 24 و26 تموز/يوليو بالتحقق مرتين من التقارير التي أفادت بتدمير سوق في معرة النعمان، وتصوير السوق والأماكن المحيطة به. أي: بعد مزاعم توجيه ضربة جوية.
وختم رودسكوي قائلاً: إن الإرهابيين مستمرون في محاولة تنظيم الهجمات على قاعدة حميميم الجوية في سورية من خلال استخدام أنظمة راجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار في عمليات القصف.
ونشطت حملة إعلامية ضد روسيا بالتوازي مع جولة أستانا الأخيرة، وشملت الحملة عمليات الخوذ البيضاء السينمائية المعتادة وفضائيات خليجية وغربية وجماعات حقوق الإنسان في لندن.

معلومات إضافية

العدد رقم:
925
آخر تعديل على الأربعاء, 07 آب/أغسطس 2019 13:56