(حيتس3) بين المنظومة الدفاعية المتطورة والقنبلة الإعلامية؟

(حيتس3) بين المنظومة الدفاعية المتطورة والقنبلة الإعلامية؟

أعلنت وزارة الدفاع في دولة الكيان منذ أيام، عن تجارب ناجحة للمنظومة المضادة للصواريخ البالستية (حيتس 3 أو سهم 3) بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد عدة أيام من إعلان إيران عن تجارب للصاروخ البالستي شهاب 3.

دفاعات متعددة الطبقات!

يأتي عمل هذه المنظومة من الدفاعات الجوية، ضمن برنامج الدفاع متعدد الطبقات الذي تديره وزارة الأمن «الإسرائيلية»، حيث يتكون من أربع طبقات من أنظمة الدفاع التي تصنّف بحسب المدى المجدي لكل منظومة، من مضادات قصيرة المدى إلى المتوسطة فبعيدة المدى، مثل: سهم 3 (الذي يفترض إسقاط الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي)، ويدَّعي القائمون على هذه المنظومة الدفاعية نظرياً، بأن الصاروخ الموجه إلى «إسرائيل» في حال تجاوز الطبقة الأولى فلابدَّ من إسقاطه في الطبقات الأدنى.

الآن يمكنكم النوم بشكل أفضل:

تزامن هذا الإعلان، مع نشر فيديو للتجارب المنفذة على هذه المنظومة في ألاسكا، تلاه تصريحات (لرئيس الوزراء) نتنياهو، والملفت في الفيديو (الهوليوودي) هو رصد رد الفعل لكادر من التقنيين (وربما الممثلين)، حيث تظهر حالة التأهب والقلق على وجوههم، لتتحول (لحظة اصطدام الصاروخ بالهدف) إلى حالة من البهجة والفرح العارم والانتصار في مشهد سينمائي من نوعه، وجاءت تصريحات نتنياهو لترسخ من (حالة الانتصار)، مستخدماً تعبيرات على شاكلة (هذه الاختبارات نجحت بشكل يتخطى أي خيال) أو أن التنفيذ (كان مثالياً، وكل إصابة كانت في الصميم)، وتوعد نتنياهو من وصفهم بـ («الأعداء» بهزائم في الدفاع وفي الهجوم على حد سواء)، بينما ذهب بواز ليفي، المسؤول الكبير في صناعات الفضاء (الإسرائيلية)، إلى أبعد من ذلك، مدعياً أن الاختبارات الناجحة ستعني أن (الإسرائيليين) «سيكونون قادرين الآن على النوم بشكل أفضل في الليل».

رسائل خارجية موجهة للداخل؟

يخلص معظم المحللون على المحطات، بأن هذه الاختبارات ما هي إلا رسائل ذات طابع تصعيدي ضمنياً (وخاصة بعد تصريحات نتنياهو) موجهة إلى إيران بشكل أساس، بعدما قامت هذه الأخيرة وبعناد بالتصدي للولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيين وإحراجهم على كافة الصعد المرتبطة بموضوع الاتفاق النووي الإيراني وتداعياته المختلفة، والجدير بالذكر هنا: أن هذه المنظومة موجودة لدى جيش الاحتلال منذ ما يقارب العامين ونصف، وما الإعلان عن نجاح الاختبارات الأخيرة، إلا محاولة للتذكير بالتفوق العسكري «الإسرائيلي»، المدعوم من قبل الغول الأمريكي المأزوم والمتخبّط، في محاولة لاستعادة ماء الوجه وتهدئة النفوس المرتعشة خوفاً من ارتفاع درجة حرارة الخليج.

الحرب وتكاليف الحرب

يؤكد المحللون العسكريون بعدم وجود شيء اسمه (نظام دفاع صاروخي محكم)، وخاصة في حال وجود كثافة نيران عالية، حيث وضعت إيران في الخدمة حوالي 600 صاروخ من طراز «شهاب» فقط، ومن تعديلات مختلفة في مخابئ وعلى منصات إطلاق متنقلة، مما يجعل إمكانية التصدي الكاملة للكثافة الصاروخية ومن محاور متعددة إمكانية شبه معدومة، أضف إلى ذلك المنطق الأمريكي باهظ التكاليف في التصنيع العسكري، (يحتاج صاروخ واحد من نوع سكود مثلاً وهو صاروخ رخيص نسبياً، إلى صاروخين من نوع سهم3 لاحتمال إسقاطه، حيث يقدّر سعر الصاروخ الواحد من سهم3 بثلاثة ملايين دولار)، وهو ما يكبح رغبات وهواجس ذلك الجانب من الطُّغم الأمريكية لفتح حرب مباشرة، وهي المأزومة اقتصادياً والمديونة مالياً، وخاصة معركة من هذا النوع، وإن بدأت بها الولايات المتحدة لن تستطيع التحكم بها وإيقافها، وستأخذ المنطقة وربّما العالم كله إلى نتائج لا يمكن التنبؤ بها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
925
آخر تعديل على الأربعاء, 07 آب/أغسطس 2019 13:54