الحراك الجزائري مستمر
ملاذ سعد ملاذ سعد

الحراك الجزائري مستمر

تستمر الحركة الشعبية وتطوراتها السياسية في الجزائر يومياً رغم خجل وسائل الإعلام عن تناولها بما تستحقه، وصولاً إلى إنشاء «منتدى الحوار الوطني» بغاية الاستجابة لمطالب الحراك بشكل أساسي.

في الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال البلاد، خرج آلاف الجزائريين في مظاهرات في العاصمة ومدن أخرى للجمعة العشرين رفضاً لدعوة السلطات لانتخابات رئاسية بغياب مرشحين وحوار وطني شامل، يبقى بن صالح في منصبه بعد انتهاء الفترة المحددة بتسعين يوماً، حتى تسليم السلطة لرئيس منتخب، علماً أن موعد هذه الانتخابات لم يحدد بعد.

القوى السياسية تستجيب؟

في اليوم التالي للاحتجاجات الأخيرة، بدأت في العاصمة فعاليات «منتدى الحوار الوطني» الذي نظمته المعارضة بحضور مئات المشاركين من أحزاب وشخصيات وطنية تهدف من خلاله إلى تقديم تصوّر مشترك وتوافقي لحل الأزمة، وفتح النقاش حول الآليات الكفيلة بتجاوز الأزمة السياسية وضمان الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي المستمر منذ أكثر من أربعة أشهر، واعتبر رئيس حزب «حركة مجتمع السلم» عبد الرزاق مقري الذي شارك في المنتدى، أن «الدعوة إلى الحوار في حد ذاتها والعزم على تحديد مفترض للانتخابات الرئاسية خطوة جيدة».

المحكمة تستمر بمحاسبة «الفساد» ولكن؟

على مستوى الجيش والحكومة الجزائرية، لا تزال حملات محاسبة رموز الفساد في النظام مستمرة، فقد تم إيداع رئيس الحكومة الأسبق عبد المالك سلال، ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، الحبس الاحتياطي، وأُمر بوضع وزير النقل عبد الغني زعلان تحت الرقابة القضائية، وأودع أيضاً نجل رئيس الحكومة السابق عبد المالك سلال، رهن الحبس المؤقت، كحال رجل الأعمال محيي الدين طحكوت وأسماء عديدة غيرها، بتهم الفساد.. لكن وعلى الرغم من تزايد الأعداد هذا، إلا أن غالبية من يجري توقيفهم حتى الآن «فاسدون صغار»، ربما لم تحن بعد لحظة الهجوم على مفاصل الفساد الرئيسة، بحيتانها.

محاولات تشتيت فاشلة

إن هذا النموذج الجزائري بحراكه ونشاطه وتفاعل القوى السياسية معه فرضاً، قوّض ويقوَض محاولات التدخل فيه، أو بالجزائر نفسها، فالمتصيدون دولياً موجودون، والمتشددون داخلياً موجودون أيضاً، ويمكن رصد تحركاتهم عبر تلك الأخبار والأفعال العابرة، حيث على سبيل المثال لا الحصر: على المستوى الداخلي اعتبر رئيس حزب «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» محسن بلعباس، القوى السياسية المجتمعة في منتدى الحوار الوطني أنها «أحزاب موالية في ثوب المعارضة». أمّا على المستوى الخارجي فضاقت الحيل أمام بريطانيا ولجأت إلى رفع راية «قوس قزح» رمز «الحركة المثلية» على سفارتها في الجزائر في اليوم التالي لمظاهرة ذكرى الاستقلال بغاية صُنع «حالة انقسام» بين مؤيد ومعارض... إلا أنّ كلا الفعلين لم يجدا تأثيراً حقيقياً له في الشارع الجزائري.

معلومات إضافية

العدد رقم:
921
آخر تعديل على الإثنين, 08 تموز/يوليو 2019 14:01