قلق «بريكست» يتصاعد: مصير مجهول وخيارات ضيقة

قلق «بريكست» يتصاعد: مصير مجهول وخيارات ضيقة

لم يصوت البرلمان البريطاني على اتفاق بريكست الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع الاتحاد الأوروبي بعد مفاوضات عسيرة وجولات عديدة، مما يفتح الباب أمام الاحتمالات والتنبؤات الأسوأ لبريطانيا، بعد أن أُزيح جانباً احتمالَ تنفيذ الخروج بشكله السلس بضمان موافقة أعضاء البرلمان.

من جهة أخرى، فإن فكرة الإطاحة بماي لم تمضِ قدماً أيضاً، ولم يكتب لها النجاح بعد أن طرحها حزب «العمال» البريطاني في البرلمان، إذ حظيت ماي بدعم 325 عضواً فقط، بينما أعرب 306 نواب آخرين عن عدم ثقتهم برئيسة الوزراء ومكتبها. إذاً ماهي الاحتمالات المتبقية؟
ترفض تيريزا ماي الاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة، وترفض كذلك التراجع عن فكرة بريكست، مؤكدة: «إننا سنواصل العمل على تطبيق قرار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأعتقد أن هذا واجب أعضاء مجلس العموم كافة». وتستعد ماي لطرح خطة جديدة لمعالجة الأزمة على البرلمان يوم الاثنين 21 كانون الثاني، وحتى الآن لم تسحب مشروع الاتفاق السابق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي، لكن يبدو أنها تعتزم إجراء تعديلات في نصه، وهذا يعني أن أمام ماي أياماً معدودةً للحصول على تنازلات من بروكسل، ولكن حتى لو نجحت في ذلك فإن فرص نجاحها في كسب تصويت أعضاء البرلمان تبقى ضعيفة. ومع إعلان كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، أن بروكسل مستعدة لبحث اتفاق خروج جديد مع بريطانيا إذا تخلت عن خطوطها الحمراء، فإن هذا الشرط يعني مسبقاً أن تنازلات ماي ستزيد من اعتراضات الداخل البريطاني من مؤيدي بريكست.
من جهة أخرى، فإن الاحتمال الثاني الوارد هو تأجيل انسحاب بريطانيا من الاتحاد حتى عام 2020، حسب ما ذكرت بعض الصحف نقلاً عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ولكن حتى هذا الخيار لا يضمن استقرار الداخل البريطاني ونجاة ماي وحزبها.
ليبقى الاحتمال الأكثر ترجيحاً هو خروج بريطانيا دون اتفاق، وهو الخيار الذي تعززه التحركات الجارية، إذ قررت وزارة الدفاع البريطانية استدعاء جنود من الاحتياط للمساعدة في التحضير لتبعات هذا الاحتمال، بينما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، إطلاق خطة طوارئ لمواجهة تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. وهو الاحتمال الذي سيتسبب بفوضى ومشكلات اقتصادية في كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وفق الكثير من التحليلات.