«السيل الشمالي 2» والتوتر الألماني- الأمريكي

«السيل الشمالي 2» والتوتر الألماني- الأمريكي

حذر مجدداً السفير الأمريكي لدى ألمانيا، ريتشارد جرينيل، الشركات القائمة في البلاد من أنهم قد يواجهون عقوبات من واشنطن بسبب مشاركتهم في «مشروع السيل الشمالي 2»، محاولاً هذه المرة الإقناع باستخدام ذريعة «التهديد الروسي».

وكتب السفير في رسالة نشرتها وسائل الإعلام: «كما تعلمون فإن الولايات المتحدة تعارض بشدة «السيل الشمالي 2»... خط الأنابيب يشكل عواقب جيوسياسية خطيرة على حلفائنا الأوروبيين وشركائنا...نواصل التأكيد على أن الشركات العاملة في خطوط أنابيب تصدير الطاقة الروسية معرضة لمخاطر عقوبات كبيرة».
أثارت تهديدات السفير الأمريكي حفيظة بعض السياسيين الألمان، وطالب فابيو دي ماسي، وهو عضو بارز في الحزب «اليساري»، الحكومة الألمانية بتوبيخ السفير غرينيل قائلاً: «يبدو أن سفير الولايات المتحدة لديه انطباع بأنه نائب حاكم للإمبراطور في واشنطن»، وشبه مارتن شولز، وهو ديمقراطي اشتراكي بارز، السفير بـ«ضابط استعمار يميني متطرف»، ليضيف جيرهارد شرودر، المستشار الألماني السابق، القول: «لا يمكننا قبول أن نتعامل كبلدٍ محتل».
ورغم الاعتراض الأمريكي على المشروع فقد تمت الموافقة عليه حالياً من قبل ألمانيا وفنلندا والسويد، حيث من المقرر أن يدخل المشروع مرحلته النهائية بنهاية عام 2019، ليصبح واحداً من خطوط التوتر الأساسية بين أوروبا وأمريكا، مضافاً إلى قضايا أخرى يجري الخلاف حولها، مثل: العلاقات الأوروبية الإيرانية، حيث يزداد بذلك الشرخ الأوروبي الأمريكي، وتتعمق عزلة واشنطن بشكل أكبر.