خُمس الوفيات سببها رداءة النظام الغذائي
عادل إبراهيم عادل إبراهيم

خُمس الوفيات سببها رداءة النظام الغذائي

صدر تقرير جديد عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو»، بالتعاون مع اللجنة العالمية المعنية بالزراعة ونظم الأغذية، حول النظام الغذائي والهدر في الأغذية، ومما ورد فيه أن: «من بين كل خمس وفيات في العالم، هناك وفاة ترتبط برداءة النظام الغذائي».

وقد تم نشر إيجاز عن التقرير عبر موقع المنظمة بتاريخ 7/11/2018، تحت عنوان: «بدون إهدار، لن يكون هناك احتياج: تحسين الأنظمة الغذائية من خلال تقليل فقد الأغذية وهدرها»، حيث حث الإيجاز الخاص بالسياسات «صُنّاع القرار على وضع هدف الحد من فقد الأغذية وهدرها على جدول الأولويات، وذلك لتحسين عملية وصول الناس إلى الغذاء الصحي والمغذي».
ثلث الأغذية مهدور
التقرير أشار إلى أخطار النظم الغذائية الرديئة على الصحة العامة، مبيناً بأنها: «أكبر من خطر الملاريا أو السل أو الحصبة»، في حين أن: «ثلث إجمالي الأغذية المنتجة للاستهلاك البشري لا يصل أبداً إلى مائدة المستهلك». وحول ذلك ورد أن: «بعض أنواع الأغذية كالفواكه والخضراوات والبذور والمكسرات ومنتجات الألبان واللحوم والمأكولات البحرية غنية بالعناصر الغذائية، ولكنها أيضاً قابلة للتلف وعرضة للفقد في جميع مراحل النظام الغذائي».
وبحسب الإيجاز فإن: «التقرير يحتوي على أرقامٍ مذهلةٍ تشير إلى أنه وفي كل عام، يتم فقدان أو هدر أكثر من نصف جميع الفواكه والخضار المنتجة عالمياً، ولا يتم استهلاك 25% من اللحوم، التي تعد مصدراً حيوياً للبروتين، أي: ما يعادل 75 مليون بقرة».
بلدان فقيرة وأخرى غنية
الإيجاز، قارن بين البلدان ذات الدخل المنخفض، والبلدان ذات الدخل المرتفع على مستوى العناصر الغذائية المتوفرة فعلياً للاستهلاك، وتأثير ذلك المباشر على عدد السعرات الحرارية، من خلال بيانات منظمة «الفاو»، حيث أشار إلى أنه: «في البلدان ذات الدخل المنخفض، يتم فَقْدُ غالبية الغذاء أثناء الحصاد والتخزين والمعالجة والنقل»، على الطرف المقابل ففي البلدان ذات الدخل المرتفع «تكمن المشكلة في هدر الغذاء على مستوى البيع بالتجزئة والاستهلاك».
وبحسب الإيجاز: «تقدر قيمة الأغذية المفقودة أو المهدورة سنوياً على الصعيد العالمي بنحو تريليون دولار أمريكي».
كما أورد التقرير مثالاً على ذلك، حيث بين أن: «الزراعة تنتج من فيتامين /أ/ أكثر مما نحتاجه بنسبة 22%. ومع ذلك، وبعد احتساب الفقد والهدر، تبقى الكمية المتاحة للاستهلاك البشري أقل من الكمية اللازمة بنسبة 11%».
اقتراحات وتدابير
إيجاز السياسات استناداً للتقرير، قدم سلسلة من الإجراءات التي يمكن تطبيقها عبر النظام الغذائي بأكمله، على شكل مقترحات تمحورت حول النقاط التالية:
-تثقيف أصحاب المصلحة.
-التركيز على الأطعمة القابلة للتلف.
-تحسين البنية التحتية للقطاعين العام والخاص.
-تشجيع الابتكار.
-سد الفجوات في البيانات والمعرفة حول الفاقد والمُهدر من الغذاء.
مؤكداً بأن: «الحد من فقد الأغذية وهدرها سيساهم في تحقيق عائدات اقتصادية، كما أن تناول المزيد من الأغذية التي تم إنتاجها بالفعل سيؤدي إلى تجنب إهدار المياه والأراضي والطاقة التي استخدمت في إنتاجها».
أرقام سابقة
تجدر الإشارة إلى بعض الأرقام الصادرة عن منظمة «الفاو» عبر تقارير وبيانات سابقة معتمدة من قبلها:
-ثمة 815 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن.
-هناك 155 مليون طفل تحت سن الخامسة مصابون بمرض التقزّم.
-يموت نحو 3,4 مليون شخص كل عام بسبب فرط الوزن والبدانة.
-تبلغ كلفة سوء التغذية نحو 3,5 تريليون دولار سنوياً.