أحلام بن سلمان الخُلّبية
يزن بوظو يزن بوظو

أحلام بن سلمان الخُلّبية

ظُهّر محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، خلال الفترة الماضية بكونه المُصلح الموعود للوضع الاقتصادي والسياسي لبلاده، فامتلأت الصحف والمحطات الإخبارية بموجة ترويج ودعايات له... لكن وبعد مرور سنة لم يجرِ أي تغيير للأفضل يتناسب مع حجم الدعاية، بل تعقدت الأمور أكثر، لتبدأ موجة إعلامية غربية على العكس من سابقتها، تندد بالولي الجديد وتتهمه بالفشل والضعف.

تمتد حملة التنديد هذه إلى حد التحذير من انفجار داخلي في المملكة السعودية، لما تحتويه المملكة من تناقضات داخلية في بنيتها الحاكمة، وانقسامات أصبحت واضحة، الأمر المرتبط مباشرةً بتناقضات وانقسام الإدارة الأمريكية نفسها، بالإضافة إلى حال مجموع الملفات التي لها علاقة بالسعودية دولياً وإقليمياً.
الإصلاحات الموعودة تتعثر
من الوضع الاقتصادي إلى السياسي فالاجتماعي، كان لولي العهد جملة من الطروحات والآمال التي يسعى لتحقيقها، إلا أن الهوّة بين أحلامه والواقع تصبح أكثر فجاجةً، فلم تتعدَّ الإصلاحات بضعة اعتقالات داخلية، والسماح للمرأة بقيادة السيارة. أما القضايا الأكبر حجماً من ذلك فتتعثر، كشركة النفط الوطنية «آرامكو»، التي كانت السعودية على مدار سنتين مضت تستعد لطرح حصة نسبتها 5 في المئة في سوق الأسهم، حيث تم التواصل مع البورصات الدولية والبنوك العالمية لأجل ذلك، وقدم ترامب مباركاته وروّج لهذه الخطوة، ولكن لم يلبث البدء بتنفيذ الأمر حتى تدخل الملك سلمان وأوقفه مناقضاً بذلك خطة ولي العهد الجديد.
الوضع السياسي يتفاقم
بين سورية وإيران واليمن وغيرها تتعدد الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية السعودية، ولما فيها من ارتباط مع الولايات المتحدة بانقسامها، وحالة التراجع التي يمر بها الغرب عموماً، يتعمق التخبط السعودي حول كيفية التعامل مع هذه الملفات الدولية، وتتعثر بين مسارين لقوى متراجعة تسعى إلى إشعال بؤر توتر، وأخرى صاعدة تسعى لإطفائها، هذا بالإضافة إلى التحالفات الاقتصادية الجديدة بين هذه القوى، وما تشكله من تهديد على علاقات السعودية الاقتصادية، والرّيع الذي تقوم به لصالح واشنطن.
حل المشكلة يبدأ من رؤيتها
إذا كان السعوديون لا يعترفون حتى الآن بتراجع واشنطن والعمل على النأي بنفسهم عن ارتدادات هذا التراجع، فإن أية خطة إصلاح ستكون خاطئة قبل بدئها طبيعياً، وبالتأكيد حجم المشاكل هذه لا يقف عند حد قيادة سيارة وبضعة اعتقالات.
مع تطور الأحداث المتسارع على الساحة الدولية، وتعمق أزمة الولايات المتحدة، وفي ظل سلوك العائلة الحاكمة في الداخل السعودي، واستمرار الاستعصاء اليمني، يتزايد الاحتقان الشعبي السعودي، كما يزداد داخل العائلة المالكة ذاتها، وداخل المؤسسة العسكرية، مما يمهد بمجمله أرضية لانفجار داخلي قد يتخذ أي شكل كان.