«صفقة القرن».. مسخ أوسلو الجديد!
فادي خضر  فادي خضر 

«صفقة القرن».. مسخ أوسلو الجديد!

في أعقاب الاجتماعات التي عقدها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مقر الأمم المتحدة، مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، وأخرى مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يزداد الاهتمام بما تطلق عليه بعض وسائل الإعلام اليوم اسم «صفقة القرن»، المرسومة أمريكياً لحل القضية الفلسطينية...

هذه الخطة تزامنت مع دعوات مصرية للتطبيع مع كيان الاحتلال، في حال التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، لكن العكس يبدو أقرب، أي: التوصل إلى التطبيع العربي و«الخليجي» تحديداً مع كيان الاحتلال، كحجة لدعم مساعي واشنطن في إتمام «صفقة القرن»...

مبادرة أكبر.. حقوق أقل

بحسب ما كشفته وسائل إعلام عربية_ نقلاً عن مصادر دبلوماسية أمريكية تعمل في القاهرة_ فإن «الخطة» تنص على إقامة دولة فلسطينية ليست على حدود حزيران 67، بل حدود أخرى مؤقتة تمتد تدريجياً حتى تصل إلى حدود 67، أي: أن «الدولة الفلسطينية» ستشمل قطاع غزة ومناطق سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وستتوسع بعدها استناداً إلى اتفاقات تعقد لاحقاً، وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق يشمل تأجيل البند الخاص بعودة اللاجئين مع انطلاق الدولة، في حال تم التوصل إلى الاتفاق.

هذه التسريبات لا يؤكدها طرف رسمي فلسطيني أو «إسرائيلي» بعد، بانتظار انتهاء الجولة التي يقوم بها مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، الذي يبحث في «تل أبيب» ورام الله إمكانات «مواصلة مسار السلام»، بحسب «رويترز».

هوامش التحرك الأمريكي

تدرك جميع الأطراف المعنية بحل القضية الفلسطينية، داخلياً وإقليمياً، التعقيدات «الموضوعية» على طريق حل القضية الفلسطينية، إحدى كبرى الأزمات في المنطقة، هذه التعقيدات الموضوعية جزء منها داخلي والآخر إقليمي ودولي، ولا يمكن لواشنطن وحدها ولو لاقت دعماً إقليمياً مصرياً وخليجياً، إخراج الحل المفترض الوصول إليه إلى حيز التنفيذ.

وهذه التحركات الأمريكية الأخيرة تلاقي استحساناً «إسرائيلياً» عبّر عنه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمام «المجلس الوزاري السياسي الأمني»، بالقول: إن ترامب عازم جداً على دفع «خطة السلام».

الارتياح «الإسرائيلي» هنا يبدو طبيعياً إذا ما صحت التسريبات المذكورة آنفاً عن الخطة المعدة أمريكياً، طالما أنها بسقوف أدنى من «اتفاق أوسلو» التي طواها الدهر، وأدنى بكثير من تطلعات الشعب الفلسطيني، وتحديداً بما يخص حق العودة المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة، وتحمله قوى شعبية حية في الشارع الفلسطيني.

من الممكن أن يكون التحرك الأمريكي محاولة «لسرقة» تسوية خاطفة، بالاستفادة من ليونة السلطة الفلسطينية من جهة، والمصرية_ الخليجية من جهة أخرى، لكن حتى ولو كان هذا الاحتمال ضعيفاً، إلاّ أن المكسب الأمريكي المتوقع من هذا التحرك هو: التمهيد لمرحلة جديدة من التطبيع «الإسرائيلي»_ العربي، بحجة تيسير الجهود الإقليمية لحل القضية الفلسطينية، على أقل تقدير.

معلومات إضافية

العدد رقم:
830