تحريض منهجي أم زلة لسان أخرى يا بوش..؟

انتقدت جماعات من مسلمي الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس لوصفه محاولة لتفجير طائرات أحبطت بأنها جزء من "الحرب مع الفاشيين الإسلاميين" قائلين إن هذا التعبير قد يشعل توترات مناهضة للمسلمين.

وقال مسؤولون أمريكيون إن «المؤامرة» التي أحبطتها بريطانيا بمساعدة من الولايات المتحدة وباكستان لتفجير عدة طائرات في الجو فوق المحيط الأطلسي تحمل الكثير من السمات المميزة لتنظيم القاعدة.
وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "نعتقد انه من غير المستحب استخدام هذا التعبير ونعتقد انه من غير المفيد الربط بين الإسلام أو المسلمين والفاشية".
وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين يتعين عليهم أن يحذوا حذو نظرائهم البريطانيين الذين امتنعوا عن استخدام تعبيرات تحريضية عندما أعلنوا القبض على أكثر من 24 مشتبها بهم في المؤامرة التي أُعلن عن كشفها.
وبعد ساعات من الإعلان عن خبر إحباط المؤامرة قال بوش في استفزاز جديد منه إنها "تذكرة قوية بأن هذه الأمة (الأمريكية) في حالة حرب مع الفاشيين الإسلاميين الذين يستخدمون أي سبيل لتدمير من يحبون الحرية منا من اجل إيذاء امتنا".
وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل شيرتوف إن هذا التعبير يعكس ما سماه رؤية أسامة بن لادن لقيادة إمبراطورية شمولية تحت ستار الدين مضيفاً: "قد لا تكون فاشية تقليدية كما هو الحال مع موسوليني أو هتلر، لكنها امبريالية شمولية غير متسامحة لها رؤية تختلف اختلافا كاملا مع المجتمع الغربي وحكم القانون لدينا".
واستخدم بوش ومسؤولون آخرون في حكومته أشكالاً مختلفة لتعبير "الفاشية الإسلامية" في مناسبات عديدة في الماضي في خلط متعمد بين فصائل المقاومة العربية في فلسطين ولبنان والعراق والجماعات الإرهابية وهكذا دمج هؤلاء في توصيفاتهم بين تنظيمات القاعدة بفروعها والمقاومة اللبنانية المجيدة ممثلة بحزب الله.
ويرفض المسلمون الأمريكيون الذين كانوا محط تحامل واضطهاد دون غيرهم منذ أحداث الحادي عشر من أيلول استخدام هذا التعبير الذي يربط إيمانهم على نحو غير منصف بأفكار تتصل بالدكتاتورية والقمع والعنصرية.
وقالت ايدينا ليكوفيتش المتحدثة باسم مجلس الشؤون العامة للمسلمين في لوس أنجلس "المشكلة في هذا التعبير انه يربط دين الإسلام بالطغيان والفاشية بدلا من حصر الخطر في جماعة معينة من الأفراد".
وقالت "إن هذا التعبير يلقي بالشكوك والشبهات على كافة المسلمين حتى الأغلبية العظمى التي تريد العيش في سلام كغيرهم من الأمريكيين".
وتسببت تصريحات بوش عقب أحداث أيلول في إغضاب كثير من المسلمين حين أشار إلى الحرب العالمية على الإرهاب في ذلك الوقت بأنها "حرب صليبية" وهو التعبير الذي يعني ضمنا لكثير من المسلمين حربا مسيحية على الإسلام. وسارع البيت الأبيض إلى وقف استخدام هذا التعبير معبرا عن الأسف إذا كان قد تسبب في إثارة الشعور بالاستياء.
وقال محمد الابياري وهو أمريكي عربي مقيم في تكساس: "لدينا أسامة بن لادن الذي يختطف الدين من أجل تعريفه بطريقة ما. ونشعر أن الرئيس وأي شخص يستخدم تعبيرات من هذا القبيل يختطفه أيضا من جانب مختلف".

معلومات إضافية

العدد رقم:
279