أوراق خريفية بعض أسرار الحرب السادسة

هل تعلم أن:
* بعض الزعماء اللبنانيين الذين قدّموا درع الأرز للسيد (جون بولتون) المندوب الصهيوني في الأمم المتحدة، لم تحمرّ وجوههم خجلاً لدى سماعهم إياه عندما قال إن مقارنة قتل الأطفال في لبنان بقتل الأطفال في إسرائيل أمر لا أخلاقي؟

* وأن وزراء الخارجية العرب أثناء توجههم إلى بيروت على متن الطائرة المصرية التي أقلّتهم لحضور اجتماع مجلس الجامعة العربية لمناقشة العدوان الإسرائيلي على لبنان، رفعوا رايات بيضاء على أجنحة الطائرة لئلاّ تقصفها إسرائيل. فتمزقت الرايات في الهواء بعد إقلاع الطائرة مباشرة. فما كان منهم إلا وخلعوا سراويلهم الداخلية وعلّقوها على نوافذ الطائرة عوضاً عن تلك الرايات..
* وأن (ديك تشيني) نائب الرئيس الأمريكي، قال للكاردينال (بطرس صفير) أثناء زيارة الأخير لأمريكا: " لقد نفذنا الجزء الخاص بنا من الاتفاق، وأخرجنا سوريا من لبنان، لكنكم لم تستطيعوا تنفيذ الجزء الخاص بكم وهو نزع سلاح حزب الله"؟
* وأن قائد لواء (جولاني) الذي يُعتبر صفوة الجيش الإسرائيلي، تحدّث في مجالسه الخاصة أنه يتمنّى صراحةً لو كان المقاومون الذين واجههم في بنت جبيل وعيتا الشعب، من لوائه. لشدة بأسهم وعبقريتهم القتالية وصمودهم الرائع؟
* وأن الشيخ سعد الحريري خصّص قصر قريطم في بيروت لاستقبال (النازحين والنازحات) من السواح السعوديين وجواريهم وسباياهم وغلمانهم؟
* وأن عدداً من وزراء قوى 14 آذار طالبوا الحكومتين الفرنسية والأمريكية بالعمل على استصدار قرار دولي يدعو لبناء جدار فصل بين لبنان وسوريا، على غرار جدار الفصل العنصري في إسرائيل، لمنع وصول السلاح إلى حزب الله. إلا أن الحكومتين المذكورتين قرّرتا أن الوقت لم يحن بعد، وأنه يكفي حالياً تكثيف الجهود لنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية؟
* وأن كونداليزا رايس امتنعت عن زيارة بيروت بعد مجزرة (قانا 2) بعد تهديد السنيورة لها بأنه لن يطبع قبلاته الثلاث على وجهها لدى استقبالها، بل سيختصرها إلى قبلة واحدة فقط. وذلك احتجاجاً واستنكاراً وحداداً وما إلى ذلك..؟
* وأن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسالة من وزير الاتصالات مروان حمادة، بواسطة السفير الأميركي في بيروت (فيلتمان)، تفيد بوجود الأمين العام لحزب الله فيالضاحية الجنوبية لبيروت. فقامت على الفور ثماني عشرة طائرة حربية ونفذت عشرين غارة في غضون دقيقتين فقط، حيث ضربت المكان بثمانية وثلاثين صاروخاً.
وأن الصواريخ التي استخدمت هي من النوع الخارق للأنفاق التي لم تستخدم من قبل، والتي كانت تلقتها إسرائيل من الولايات المتحدة عبر المطارات البريطانية؟
* وأنه أثناء فرض الحصار الإسرائيلي الجوي والبحري على لبنان، من أجل التحقق من عدم إرسال شحنات الأسلحة إلى حزب الله، ربضت كتيبة من الموساد الإسرائيلي في مطار عمان لتفتيش الطائرات المتوجهة إلى بيروت، وقد كان احتجاج السلطات الأردنية الوحيد هو أن نفقات إقامة الموساد الإسرائيلي في المطار لن تكون أبداً على حساب الخزينة الأردنية. وأنها لن تقدّم الشاي أو القهوة أو البيتيفور إلى الإسرائيليين كما حصل في ثكنة مرجعيون على الإطلاق، وذلك مهما اشتدّت واستعرت الضغوط.
* وأنه بعد الملاحم البطولية التي سطرها مقاتلو حزب الله، فإن ملف الجولان والأسرى السوريين لن يبقى مغيباً ومهملاً عن الأجندة الرسمية السورية.. ولن تبقى الجبهة مريحة لإسرائيل..؟
* وبالتالي، فإن الحكومة السورية بعد أن اقتنعت بأن الشعب المتمتع والحاصل على حقوقه، وغير المحكوم بقانون طوارئ.. قادر على فعل ما فعله حزب الله. فإنها ستتجه (عن جدّ) هذه المرة إلى الداخل، وذلك استعداداً لمواجهة العدوان القادم لا محالة. فتقوم بتنفيذ حزمة من المطالب الهامة والملحّة؛ كأن تعمل على إشاعة الديمقراطية، وتشنّ حملة لا هوادة فيها ضد كبار الفاسدين، وتجعل التهرّب الضريبي من ذكريات الماضي، مما يؤدّي تلقائياً إلى زيادة الرواتب والأجور، وسوف تحلّ مشكلة المواطنين الأكراد السوريين المحرومين من الجنسية، وتسعى لبناء الملاجئ وإعادة تأهيل المنسي منها منذ عقود.. وستقوم بتحديث وسائل الدفاع المدني والإسعاف والإطفاء.. وتدعم بقوة جبهة المقاومة الشعبية لتحرير الجولان. والتي لم يتجرّأ أي حزب في سورية وخلال تاريخه الحديث على الدعوة الجدّية لفتح جبهة الجولان عسكرياً، سواء كان بواسطة الجيش أو بواسطة المقاومة. بل إنه لم يتجرّأ حتى إلى مجرّد فتح نقاش حول هذه القضية الوطنية؟

فهل نحن فاعلون فعلاً؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
281