كتاب «التحول الكبير: بغداد.. بيروت».. حقائق وأسرار التآمر الفرنسي – الأمريكي

جاء كتاب «التحول الكبير: بغداد.. بيروت» للكاتب والصحافي الفرنسي ريتشارد لابيفيير، ليس ليكشف حقائق غائبة عن تحليل المحللين وحسابات المتابعين والمهتمين، وإنما ليرتب هذه الحقائق ويسلسلها بصورة علمية ومنهجية، ويربط جميع خيوط ما يجري في المنطقة وما يتعلق فيه من قرارات اتخذها مجلس الأمن الدولي المهيمن عليه أمريكياً برابط واحد..

الكاتب رأى أن القرار 1559 هو أحد النتائج الطبيعية للانعطافة الفرنسية في علاقاتها العربية عموماً وسورية خصوصاً والعلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يؤكد أن العام 2003 هو عام الانتقال الفرنسي إلى الحظيرة والتبعية الأمريكية، الأمر الذي كان غير متوقع (لم يصدق الأمريكيون حجم التحول الفرنسي، ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليسا رايس لم تكد تصدق ما تسمع لشدة مفاجأتها)، وكيف حصل هذا لـ(طي صفحة التنافر التي تلت رفض فرنسا الحرب على العراق)، وبحث الكتاب على هذا الأساس في خفايا الاجتماعات الأمريكية الفرنسية وما كانت تثمره من خطط مشتركة وسياسات موحدة اهتمت بأدنى وأدق التفاصيل، ولكنها لم تصل واقعياً إلا إلى بعض النتائج المرجوة..
الكتاب تابع أصغر التفاصيل المتعلقة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ثم ينتقل ليبحث في تحقيق القاضي الألماني ديتليف ميليس وتقاريره الزائفة، معتبرا أن سير التحقيق وحيثياته بما تضمنته من الأخطاء التي لا تحصى أفقدته مصداقيته وموضوعيته.
ويؤكد الكتاب أن الحصار على سورية كان ممنهجاً ومعداً له مسبقاً بدقة ولم يتوقف أبداً، وهدفه إضعاف وتمزيق سورية وحليفتها إيران، وما أول إطلالة لنائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام على شاشة «العربية» إلا حصيلة لجهود الاستخبارات الأمريكية والفرنسية اللاهثتين لإسقاط النظام السوري.
ويقوم الكتاب بنوع من المحاكمة لسياسة الرئيس الفرنسي جاك شيراك في عهد حكمه الطويل، وخاصة في السنوات الثلاث الأخيرة التي أفقدت فرنسا (وفق وجهة نظر الكاتب) وجهها المستقل وأظهرتها كتابع ضعيف للسياسة والساسة الأمريكيين الذين يتخبطون في سياساتهم الدولية، ولا يسعون في النهاية إلا للسيطرة على مقدرات الشعوب، وخاصة في الشرق العربي المليء بالتناقضات والخلافات والحكومات المعزولة عن شعوبها..

معلومات إضافية

العدد رقم:
284