تحديات الولاية الرئاسية الثانية لدا سيلفا

بانتظار تسلمه مهمات منصبه رسميا لولايته الرئاسية الثانية في الأول من كانون الثاني 2007 تبرز جملة من الأسئلة حول قدرة الرئيس البرازيلي ايناسيو لولا دا سيلفا على العمل باتجاهات عدة أولها الوفاء بوعوده لقاعدته الانتخابية من الفقراء الذين جددوا ثقتهم به،

، وثانيهما كسب المعارضة اليمينية لصالح ما أعلنه بعد فوزه من برنامج عمل للتنمية الاقتصادية وتوزيع الدخل الوطني والإصلاح الضريبي ومكافحة الفساد وتحسين التعليم ودعم المؤسسات الصغيرة، وثالثهما الاحتفاظ بسياسة خارجية تبتعد أكثر فأكثر عن واشنطن وتعزز المحور المناهض لها الذي يجمع البرازيل وفنزويلا وكوبا لتتسع إمكانية عضويته لتضم كل دول اليسار الناهض تمرداً على سيطرة الاحتكارات الأمريكية في أمريكا اللاتينية.
وفشل دا سيلفا بالفوز بجولة أولى قبل أربعة أسابيع، وحصل على أقل من الـ50% اللازمة لتجنب دورة ثانية، لكنه عزز موقعه لاحقا مستغلا مخاوف شعبية من خطط منافسه لخصخصة شركة بيتروبراس للطاقة، فاستحق فوزه للبرازيليين العاديين، على حد قول ناخبين من الطبقة المتوسطة بالعاصمة ساو باولو، وهو الذي استطاعت البرازيل خلال ولايته الأولى وقف التضخم وإعادة التوازن الجزئي إلى ميزانيتها، إلا أن نسبة النمو البالغة 2.3% في العام الماضي كانت متأخرة مقارنة مع الدول الناشئة.
وعلى الرغم من فضائح الفساد التي لاحقت حزبه حزب العمال على مدى العامين الماضيين، تمكن دا سيلفا من أن يحافظ على شعبيته بفضل سياسة اقتصادية خفضت الضرائب وأسعار المواد الرئيسية، إضافة إلى توزيع المساعدات المالية على 11 مليون عائلة دون زيادة الضرائب وتعليم الفقراء ووقف الجريمة.
ويرى العديد من المراقبين أن فوز دا سيلفا الساحق سيمكنه من تشكيل تحالف يسمح له بالمضي قدما بإصلاحاته التي توخى فيها حتى الآن ألا يصطدم برجال الأعمال والطبقة المتوسطة.
داسيلفا قال عند إدلائه بصوته في الانتخابات متوقعاً فوزه فيها: «كانت لحظة سحرية وقف فيها الشعب وقال أنا هنا وأريد أن أشارك»، وينتظر ملايين الفقراء في البرازيل من حكومته سياسات أكثر جذرية وثورية.                                 

معلومات إضافية

العدد رقم:
285