مسؤول أميركي ... أصدقاؤنا قمامة !!..

في لقاء مع إدوارد ووكر، الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط في إدارة كلينتون، أجرته صحيفة «جيروزالم بوست» الصهيونية، سُئل المذكور عن رأيه في سياسة إدارة جورج بوش تجاه الفلسطينيين فأكد بوقاحة الأمريكان المعتادة: «الإدارة تتفق مع رئيس وزراء إسرائيل (شارون) وأتفق شخصياً معه فيما يتعلق بالتفاوض بعد وقف إطلاق النار».

ووكر لم يَعد يشغل منصباً رسمياً وكلامه لا يحمل إلا إثبات المثبت أساساً، أي الانحياز الأمريكي المطلق للحكومة الإسرائيلية في صراعها مع العرب. ولكن إذا لم تكن الولايات المتحدة مضطرة لتبرير انحيازها هذا، فهو معروف بمعرفة مصالحها وأطماعها في المنطقة العربية، ومرفوض، فإن الذين بحاجة إلى تبرير مواقفهم أمام شعوبهم هم القادة من العرب أصدقاء الولايات المتحدة التي لا صديق لها في المنطقة سوى إسرائيلها. فهؤلاء يطالبونها بدور أكبر في عملية السلام مما يعزّز انحيازها أكثر ضدنا من جهة، ومن جهة أخرى يعزز ازدراء أمريكا وإسرائيل لأصدقائها من «القادة» العرب. هذا ما يظهر في سؤال آخر للصحيفة عن رأيه في تهجّم العرب على أمريكا بينما يطالبونها بالدخول فعلياً في عملية السلام، ويظهر في إجابة ووكر الصريحة: «اعتاد العرب مهاجمتنا في العلن لأنهم يعتقدون أن شعوبهم بحاجة إلى سماع ذلك، ولكنهم في الوقت نفسه يقولون لنا دائماً: لم لا تتدخلون أكثر فتدخلون أكثر في عملية السلام؟ إنهم مصابون بانفصام الشخصية».

ولأن الصهاينة يعرفون أن أمريكا تمتلك حق محاسبة «أصدقائها» من العرب ومعاقبتهم سُئل إدوارد ووكر في نفس اللقاء: «لماذا لا تحاسبون القيادات العربية على هذه الازدواجية»؟ فأجاب «أوافق، أعتقد أن ذلك خطأ كبير»! ولإظهار مزيد من الاحتقار للقادة العرب أضاف المذكور متعمداً الإهانة: «لاشيء يؤذي عملية السلام أكثر من القمامة التي تقرأها في الصحافة العربية والتصريحات التي يدلي بها بعض الزعماء العرب».

طبعاً.. لا أحد من هؤلاء الزعماء يعتبر نفسه معنياً بهذه الإهانات، فكلهم يعتقدون أنهم قد أقنعوا شعوبهم بعدائهم لأمريكا بأقوالهم وتصريحاتهم، بينما هم أقنعوا الأمريكان أنهم أصدقاء صدوقون بأفعالهم وممارساتهم ضد شعوبهم على الأقل!. أسابيع مرت على هذا اللقاء ولم يحتجّ القادة العرب المعنيون على تصريحات صاحبهم. ربما ينتظرون المزيد، لأن ووكر لم يَقُلْ كل الحقيقة!.

 

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
153