بعد مظاهرات السويد: السلطات الإيطالية تحاول التضييق على ماركس ولينين!

استعدادا منها لاستضافة قمة الدول الثماني على أراضيها أوائل الشهر القادم بدأت السلطات الإيطالية باتخاذ إجراءاتها الأمنية الكفيلة بحماية الوفود الزائرة وتعزيزها وذلك تحسبا لموجة اضطرابات ومظاهرات احتجاجية عنيفة يتوقع لها أن تواكب القمة وتصبح فصلا جديدا من فصول الاحتجاجات العالمية منذ سياتل 1999 فيما تخشى حكومة يمين الوسط البيرلسكونية العائدة من جديد إلى إيطاليا من أن تعطل هذه المظاهرات صفو أول اجتماع تستضيفه بعد تشكلها مؤخرا مما دعاها إلى تقييد الحركة إلى داخل البلاد وفيما بين المدن الإيطالية ولاسيما أمام الناشطين السياسيين من قوى اليسار والقوى الاجتماعية الأوربية المناهضة للعولمة وسياساتها.

قضايا عالقة

ولا يتوقع أن يختلف جدول أعمال القمة كثيرا في مضمونه وهوامشه عن جملة القضايا العالقة ضمن دول المجموعة التي تضم الدول الصناعية السبع وروسيا، وخاصة تلك المتعلقة بالدرع الصاروخي الأمريكي والحرب التجارية بين أوربا والولايات المتحدة ولاسيما في مجال الأغذية المعدلة وراثيا، وبين الولايات المتحدة واليابان، وكذلك موضوع الانسحاب الأمريكي من اتفاق كيوتو البيئي الخاص بمعالجة ظاهرة الانحباس الحراري، رغم أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن ربع التلوث الجاري في العالم بفعل انطلاق غازات الكربون السامة. ويضاف إلى ذلك قضايا التعاون الاقتصادي والمشروع الأمني الأوربي المستقل. كما يتوقع، على هامش الاجتماع المرتقب، أن تجري متابعة الجدل الأمريكي الروسي حول توسيع حلف الأطلسي شرقا.

خلافات... وابتسامات بروتوكولية!!

وعلى الرغم من ازدياد عدد الاجتماعات بين قادة دول الشمال وهياكلها مع تباين التمثيل فيها بين دولة وأخرى إلا أن عناوين الخلافات بين الدول الرئيسية المتكرر تمثيلها في مختلف الهيئات والمنظمات لا تزال ذاتها وهي تدور في حلقة مفرغة جذرها تباين المصالح الإمبريالية فيما بين تلك الأطراف رغم الابتسامات البروتوكولية والتطمينات المتبادلة وصور العائلة التي تلتقط قبل القمم والاجتماعات أو بعدها وبما يبعد العالم عن حلول جدية لمشاكله العميقة..

تنامي حركات الاحتجاج الشعبي

واللافت في الأمر على امتداد السنوات الأخيرة أن ما يساهم بشكل فعال في دفع هذه الاجتماعات نحو العقم هو تنامي حركات الاحتجاج الشعبي الرافضة للسياسات الإمبريالية ومفرزاتها وأدواتها تحت لافتة العولمة واقتصاد السوق والانفتاح والقرية الواحدة وما إلى ذلك..

والجدير ذكره أن أحدث محطة في المواجهات العنيفة بين المتظاهرين المناهضين للعولمة وشرطة حماية الرأسمال المدججة بأحدث العتاد كانت في غوتنبرغ السويدية حيث التأم قادة الاتحاد الأوربي في اجتماع حضره الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي استقبلته كما في مدريد وبروكسل - محطتيه السابقتين - المظاهرات والاحتجاجات، ولكن أيضا مع بعض المؤخرات العارية، بما يليق برئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

ماركس ولينين وغيفارا... في السويد

وتحولت شوارع المدينة إلى ساحات حرب حقيقية فقدت فيها الشرطة زمام السيطرة على الموقف عدة مرات مع هجمات المحتجين التي طالت واجهات المحال التجارية ومطاعم مكدونالد الأمريكية فيما حمل آلاف المتظاهرين يافطاتهم المنددة ورفعوا صور ماركس ولينين وغيفارا ورفضوا محاولات الاحتواء من قبل الحكومة السويدية.

 

ومع اقتراب موعدي اجتماع قمة الثماني في إيطاليا واجتماع المفوضية الأوربية في بون الألمانية لمتابعة الخلاف الأوربي الأمريكي حول الاحتباس الحراري باتت أنظار العالم تترقب مجريات المواجهات بين حركة احتجاجية آخذة في النمو والتوسع والتنظيم، ويخشى من وقوعها في مطب الشكلانية، وبين حكومات رأسمالية، تعجز أمام قبح أطماعها كل مساحيق الديمقراطية الخادعة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
153