بعد التضحية بتينيت الاستخبارات الأميركية تطور أساليب الإرهاب

قال مسؤولون سابقون في الاستخبارات الأميركية أن رحيل جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.ايه) عن الوكالة يشير إلى  تحول الاستخبارات من عقلية الحرب الباردة وأساليبها، إلى  التركيز على العالمين العربي والاسلامي، والتحديات الجديدة التي تواجهها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط، كما توقعوا أن يخوض المحافظون الجدد الذين يلعبون دورا هاما في الإدارة الأميركية الحالية، معركة من اجل الدفع بأحد انصارهم ليحتل المنصب الأول في هذه الوكالة للإسراع بتحقيق خططهم الهادفة إلى  إعادة صياغة الشرق الأوسط والعالم على نحو يضمن إدامة الهيمنة الأميركية.

وعبر خبير الاستخبارات الأميركي المخضرم وليم كريستسون «عن اعتقاده بأنه من المنطقي جدا أن الاستخبارات المركزية سترى بعض التغييرات الكبيرة، ويكفي إلقاء نظرة على إستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة التي وضعها بوش في أيلول عام 2002 لترى بشكل جلي أن احد دوافع تلك الوثيقة هو تعزيز الهيمنة الأميركية على العالم وإدامتها، وان أهم منطقة في نظر إدارة بوش حاليا، وبشكل واضح، هي الشرق الأوسط».

  ولذا فإن الضغط في السنوات القادمة سيكون مكثفا ليس على الاستخبارات المركزية وحدها، بل أيضاً على باقي الـ15 هيئة استخباراتية الأخرى التي تمثل مجتمعةً جسد الاستخبارات الأميركية من اجل تكريس تركيزها عليها، لذلك ومن هنا ندرك انصباب الاهتمام بهذه المنطقة. 

  إن «المحافظين الجدد» في الإدارة الأميركية وخارجها، أرادوا عندما عينوا تينيت في هذا المنصب أن يكون أكثر موالاة للإدارة على الرغم من انتقادات بعض الخبراء الاستخباراتيين واعتراضاتهم والذين يعملون تحت إمرته. 

  لقد أرادوا أن يكون تينيت أكثر ولاء للإدارة، لقد كان قريبا جدا من الإدارة، وكان من المفترض به أن يقدم بالدرجة الأولى أفضل المعلومات الأمنية. 

  أما تينيت فقد كان يعلم أن هناك عددا من الموظفين ممن يعملون تحت أمرته غير موافقين على ما كان هو مستعدا لإخبار الإدارة. 

  ومن الواضح أن المشكلة لم تكن حقا تتعلق بالفشل الاستخباراتي، فقرار الحرب كان قد تم اتخاذه قبل تقديرات الاستخبارات حول أسلحة الدمار الشامل العراقية. وما حدث هو أن المعلومات الاستخباراتية قدمت بشكل يتناسب مع ما تريده الإدارة.

 

  إن الاستخبارات المركزية ما زالت تنظر للعالم من وجهة نظر قديمة تعود لفترة «الحرب الباردة»، وهي بحاجة الآن إلى أساليب جديدة للتعامل مع الجماعات الإسلامية.