المياه العذبة والفقراء مياه الشرب تسابق أسعار الوقود

قد يكون ما نقرأه ضرباً من الخيال العلمي أو مقطعاً من فيلم سينمائي:

«أن العالم ينظر بشغف إلى تحركات الأمم المتحدة من اجل توصيل المياه العذبة لحوالي أكثر من مليار شخص يعيشون في الدول النامية ، ممن يعانون حاليا من نقص المياه العذبة وذلك بحلول عام 2015 حيث أن الدول قد وافقت خلال انعقاد قمة جوهانسبرج على وضع خطط لتخفيض نسبة السكان الذين لا يصلون إلى مياه عذبة إلى النصف بحلول عام 2015 ».

ليس هذا الحديث إلاّ جزءاً من تصريح رئيس مفوضية الأمم المتحدة في تقرير عن المياه، وبمراجعة بسيطة للأرقام سنقرأ التالي: 

1- نصف مليار شخص في الدول النامية سيعانون من نقص في المياه العذبة في العام2015 .

2- أخيراً وافقت الدول على إعطاء الشعوب حقها في حصص مائية متساوية.

إلا أن هذه المسحة الإنسانية لن تتحقق بسهولة فيتابع Boerge Brende  رئيس مجلس لجنة الأمم المتحدة المعنية بخطط التنمية المستدامة والتي يقع جزء من مهامها في متابعة  الأهداف التي تمت الموافقة عليها خلال قمة جوهانسبرج  صرح « بان هذه الخطط لن تكون موضع التنفيذ في جميع الدول بحلول 2005» .

وانه من الواضح أن هناك بعض الدول التي لم تفكر حتى الآن في هذا الأمر وعادة ما تكون هذه الدول من الدول التي تعاني من نقص الموارد المائية « لذلك » فنحن يجب أن نضع خططاً تكون موضع التنفيذ وإلا لن تكون لدينا فرصة للوصول إلى أهداف 2015 » 

بالإضافة إلى ذلك، فقد صرح Brende  الذي يتولي أيضا منصب وزير البيئة في النرويج بان حوالي 100 وزير للبيئة سيلتقون في نيويورك في الفترة من ( 14 - 30 أبريل) لمناقشة الخطط والسياسات المائية الموضوعة والأهداف التي يجب بلوغها ، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تحسين الأحوال الصحية البيئية لنحو 2.4 مليار فرد.

مفارقة 2.4 مليار فرد بحاجة لأن تحسن أحوالهم الصحية، في الوقت الذي يزداد فيه العالم فقراً في كل ثانية، وفي إحصائيات أخرى يتضخم الرقم في أجزاء من الثانية.  تمثل المياه تحدياً كبيراً أمام مناطق أفريقيا جنوب الصحراء على وجه الخصوص نظرا لما تواجهه هذه المناطق من مشاكل في نقص المياه في حين أن دولاً مثل الهند والصين تبدو معدة لمواجهة الأزمات المائية على الرغم من إنها دول ذات كثافات سكانية عالية.

وجدير بالذكر أن توفير المياه العذبة سيكون له منافع عديدة مثل الحد من الفقر، تحسين الأحوال الصحية وتجنب الصراعات المحتملة في المناطق المشتركة في مياه النهر.

وقد أضاف Brende أن حوالي 70% من المرضي في الهند قد أصابتهم الأمراض بسبب قلة المياه أو تلوثها.

ويعتبر انشغال الفتيات بنقل المياه وبجمع الأخشاب من الأسباب الرئيسية وراء عدم ذهاب الفتيات للمدارس ومن ثم فليس هناك وقت للتعليم.

ويقول Brende   أن تحقيق الهدف الذي أقرته قمة جوهانسبرج يعني أن هناك 300000 فرد في حاجة إلى الوصول إلى موارد للمياه العذبة كل يوم.

في عام 1980 والمعروف باسم عقد المياه - نجحنا في تزويد 250000 فرد بالمياه يوميا وذلك على مدار 10 سنوات ، إلا أن هذا الأمر لم يتم التخطيط له بصورة جيدة 

وقد ذكر أن العديد من مضخات المياه التي تم إنشاؤها في أفريقيا في عام 1980 لم تستغل بسبب نقص قطع الغيار، كما أن العديد من الموارد المائية قد تلوثت بسبب مخلفات الصرف الصحي 

 

في نيروبي، يضطر سكان الأحياء الفقيرة إلى استخدام المياه المعبأة مما يكلفهم اكثر من التكلفة التي يتحملونها للحصول على الوقود، بينما الناس الأقل فقرا يتوافر لديهم مياه ارخص من المحطات ألأم خاصة وانهم يحصلون على إعانات.