عاملين وعاملات في الشأن الثقافي العام في لبنان عاملين وعاملات في الشأن الثقافي العام في لبنان

بيان من عاملين وعاملات في الشأن الثقافي العام في لبنان المقاومة عمل ثقافي بامتياز

نحن، الموقعين أدناه، نعلن:

- تأييدنا الواعي للمقاومة الوطنية اللبنانية وهي تخوض حرب الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا، وحرب استرداد أسرانا، وصون كرامة الشعب اللبناني والعربي.

- رفضنا الواضح لاتهام المقاومة بتقديم الذريعة للغزو الإسرائيلي، فإسرائيل لم تغز لبنان، وتدمر بناه التحتية، وتقتل أهله وتهجرهم، بسبب العملية البطولية التي نفذها حزب الله. وإنما أعمالها العدوانية تلك جزء من مسلسل قديم يعود إلى بداية إنشاء الكيان الصهيوني، وهي أعمال ترتكز إلى أطماع تاريخية بأراضي لبنان ومياهه، وتستند إلى عقيدة عرقية تفوقية تحتقر السكان الأصليين وثقافتهم ووجودهم نفسه. كما أن الغزو الإسرائيلي الأخير، تحديداً، هو تنفيذ لرغبة معلنة في الانتقام من المقاومة اللبنانية التي طردت الجيش الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية بدءا من أيلول (سبتمبر) 1982 وانتهاء بالنصر في 25/5/.2000 وما جهر إسرائيل بنيتها تنفيذ القرار 1559 بنفسها إلا دليل على أن غزوها للبنان اليوم يتعدى الرد على العملية المذكورة، ويصب في سياسة أميركية تهدف إلى إلغاء كل ممانعة حقيقية في العالم والى السيطرة المباشرة على الوطن العربي وثرواته بشكل خاص. ومن عجب أن إسرائيل التي تريد أن تكون الشرطي المنفذ للقرار 1559 في لبنان لم تنفذ أي قرار دولي سابق صدر بحقها، اللهم إلا جزءا من القرار 425 وبسبب ضربات المقاومة اللبنانية بشكل أساسي.

- إدانتنا الشديدة للدعم الرسمي الأميركي للعدوان الإسرائيلي والمشاركة فيه. إن الإجرام الإسرائيلي الحالي، والسابق، وربما اللاحق، لم يكن ليتم، ولا يتم، لولا الدعم السياسي العسكري الأميركي لإسرائيل، رغم أن الولايات المتحدة لم تكف لحظة من عزمها تأييد حرية لبنان وسيادته واستقلاله

- استنكارنا البالغ لموقف الحكومة اللبنانية التي لم تتبن عملية المقاومة اللبنانية، تاركة هذه المقاومة مكشوفة سياسياً زمام القوى العالمية المعادية، في حين كان يجدر بالحكومة أن تعتبر العملية المذكورة منسجمة مع البيان الوزاري المؤيد لتحرير الأسرى، وتحرير شبعا وكفرشوبا اللبنانيتين.

إن الموقعين أدناه، إذ يعلنون ذلك، فإنهم أيضاً يطالبون الحكومة اللبنانية التي يريدونها على رأس دولة سيدة ديمقراطية لكل اللبنانيين بأن تتحمل مسؤولياتها كاملة، ولا سيما في دعم المقاومة اللبنانية بمختلف الوسائل، وبخاصة بعد اتضاح مخطط إسرائيل في تدمير لبنان كيانا وبنى تحتية ومؤسسات بعيداً عن أي ذريعة لم تحتجها إسرائيل يوماً في حياتها من أجل انتهاك سيادة لبنان وفلسطين والعراق وأقطار أخرى، يناشدون المثقفين العرب الوقوف إلى جانب المقاومة اللبنانية، وفضح نزعة التفوق الصهيونية العنصرية، وتوثيق جرائم إسرائيل ضد العرب منذ إنشاء الكيان الصهيوني. كما يتمنون على زملائهم العرب التصدي المستمر لدعاة الاستسلام المتجلبب برداء الواقعية، وفضح الانحياز الأميركي لإسرائيل، وتواطؤ غالبية الأنظمة العربية العاقلة ضد المقاومة اللبنانية. ويطالبونهم أيضا بالوقوف ضد كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وبالدعوة إلى إغلاق سفاراتها ومكاتبها التمثيلية في البلاد العربية، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية ومختلف الشركات الداعمة لإسرائيل، أياً كانت جنسيتها، يناشدون الزملاء المثقفين اللبنانيين، بشكل خاص، ألا ينجرفوا إلى اتهام المقاومة بتدمير الاقتصاد اللبناني، وتحميلها وزر الجرائم الإسرائيلية. فالتدمير والجرائم، كما قلنا، سياسة إسرائيلية، وكل ما تسعى إليه المقاومة هو ردع إسرائيل عن مواصلة تلك السياسة دون عواقب.

يناشدون المثقفين الأحرار في العالم، وأنصار العدل والسلام، فضح العدوانية الإسرائيلية التاريخية، والضغط على الحكومات الأوروبية وحكومة الولايات المتحدة من أجل وقف الدعم المادي والعسكري المستمر لآلة القتل الصهيونية. كما يدعون المثقفين في العالم إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، والمؤسسات الأكاديمية والعلمية الإسرائيلية التي لا تندد بالاعتداء الإسرائيلي على لبنان. ويدعونهم أيضا إلى زيارة لبنان للوقوف إلى جانب زملائهم اللبنانيين، والاطلاع المباشر على الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين والمدارس والبنى التحتية والمؤسسات الإنسانية (وعلى رأسها الصليب الأحمر اللبناني) ووسائل الإعلام (وآخر تلك الجرائم قتل الزميل الإعلامي سليمان شدياق والإعلامية الزميلة ليال نجيب والاعتداء على مواكب محطات العربية والجزيرة والجديد وقصف تلفزيون المنار وجهاز تقوية المؤسسة اللبنانية للإرسال ومحطات اخرى). إن تضامن المثقفين في العالم مع الشعب اللبناني ومع إعلامييه ومثقفيه تضامناً مباشراً سيكون إعلاناً عالمياً برفض السماح لإسرائيل بأن تعتبر لبنان مجرد هدف عسكري لطائراتها وبوارجها ودباباتها وقنابلها الذكية.

إن المقاومة عمل ثقافي بامتياز. ذلك أن غاية الثقافة، كما المقاومة، هي الدفاع عن قيم العدالة والمساواة بين الناس. ومن هنا يعتبر الموقعون على هذا البيان أنهم على اختلاف مشاربهم الفكرية جزء لا يتجزأ من المقاومة الوطنية اللبنانية، بل ومن كل مقاومة ضد الظلم في العالم..

ومن أبرز الموقعين على هذا البيان

سماح إدريس (كاتب)، محمد علي شمس الدين (شاعر)، طلال سلمان (صحافي وناشر)، جوزيف سماحة (صحافي)، أمين قمورية (صحافي)، أسعد أبو خليل (باحث جامعي)، مي مصري (مخرجة سينمائية)، سعد الله مزرعاني (صحافي وإعلامي)، كميل داغر (باحث)، عماد مرمل (صحافي وإعلامي)، نبيل هيثم (صحافي)، نصر الصايغ (كاتب)، أدونيس العكرة (أستاذ جامعي)، وآخرين....