لبنان تحت القصف.. وأكاديميون صهاينة في قلب القاهرة!!

بينما تواصل قوات الاحتلال الصهيوني هجومها اليومي ضد أهداف مدنية لبنانية وفلسطينية وسط صمت عربي مخجل وتواطؤ دولي، فإن القاهرة استضافت في الفترة من23 وحتى 28 يوليو مؤتمراً بعنوان «مجتمع المعرفة للجميع» شارك فيه 7 باحثين «إسرائيليين» على الأقل ودعت له «الجمعية الدولية لبحوث الاتصال و الإعلام» وذلك بمقر الجامعة الأمريكية، وحسب مصادر صحفية، فقد نوقشت بالمؤتمر أبحاث مشتركة لباحثين من مصر والعدو الصهيوني، منها بحث يقارن بين المدونين (البلوجرز) في البلدين قام به مصري يدعى محمد مسعد وإسرائيلي يدعى مايكل دهان.

والمدهش أن محاولات عدة من الجمعية المذكورة لإقامة المؤتمر في دوراته الثلاثة الماضية بالقاهرة حيث يعقد كل عامين كانت قد باءت بالفشل بسبب رفض الأكاديميين المصريين باستماتة للتطبيع مع الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، ففي عام 2000 حاول القائمون على المنظمة المذكورة التوجه مباشرة للجامعات المصرية لإقناعها باستضافة المؤتمر لكن موقف مثقفين مصريين ووزير الخارجية المصري وقتها عمرو موسى منعا هذا الالتفاف، لكن تم الاتفاق مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة على استضافة دورة هذا العام، وأحيط الحضور الصهيوني بتكتيم شديد، وكنوع من التمويه وضع أمام بعضهم أسماء جامعات أخرى خارج دولة العدو يحاضرون بها، وإن احتفظ كتيب المؤتمر بتعريفاتهم الحقيقية ومسمياتهم الوظيفية وبريدهم الالكتروني بجامعات إسرائيلية، وقد رفضت الدكتور عواطف عبد الرحمن الخبيرة الإعلامية المخضرمة الحضور، كما قام الدكتور شريف درويش الأستاذ بإعلام القاهرة بتسجيل اعتراض مكتوب كما مرر بياناً الثلاثاء 18/7 وقع عليه العشرات، يحمل إدانة صريحة للعدوان الإسرائيلي على لبنان قبل أن تطلب منه إدارة المؤتمر ألا يواصل تمرير البيان خارج إطار الجلسة التي يشارك فيها بالمؤتمر، كما رفض الدكتور محمود خليل الأستاذ بقسم الصحافة -كلية إعلام القاهرة وآخرون بنفس الكلية الاشتراك بالمؤتمر.

وقد قامت إدارة المؤتمر بفصل الجلسات التي يشارك فيها باحثو الإعلام المصريون من دون درجة الماجستير أو الدكتوراة في جلسات مستقلة، في حين كان حضور البقية بمن فيهم «الإسرائيليون» في جلسات أخرى، ولم تنشر الجرائد المصرية- حتى تلك المشاركة فيه تمويلاً- أخباراً ذات شأن عن المؤتمر.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر وزير الإعلام المصري د.أنس الفقي ود. مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، ومسئولون من هيئة الاستعلامات المصرية، المدهش أن عارض أزياء وممثلاً مغموراً كان من بين 5 مسئولين عن المؤتمر الذي سيكرم في يومه الأخير العميدة الأسبق لكلية الإعلام د. جيهان رشتي.

والمؤتمر ترعاه جزئياً؛ بالإضافة للجهة المنظمة والجامعة الأمريكية بالقاهرة،عدة منظمات مصرية أعلن عنها منذ مايو الماضي، ومنها فيديو كايرو واتحاد الإذاعة والتلفزيون ووزارة الإعلام ومؤسسات صحفية هي: المصري اليوم وأخبار اليوم والأهرام والجماهير، وقناة المحور ومصر للطيران والديلي ستار-ملحق هيرالد تيبيون بمصر والأكاديمية الدولية لدراسات الإعلام بمدينة الإنتاج الإعلامي وشركة لتصميمات الجرافيك مقرها لندن وأخرى مصرية للسياحة وجامعة مصرية خاصة مقرها مدينة السادس من أكتوبر.

إننا ندعو الجامعيين المصريين والمهتمين لتسجيل موقفهم والاعتراض على الطريقة الملتوية التي جرى بها إشراك إسرائيليين في هذا المؤتمر كخطوة في طريق التطبيع، ونطالب بالتفكر في الموقف المشرف للجامعات البريطانية في 19أبريل من العام الماضي والذي نشر بكبريات الجرائد اللندنية عندما رفضوا إقامة علاقات مع نظرائهم الإسرائيليين رداً على موقف حكومة بلادهم العنصري ضد الشعب الفلسطيني.