مظاهرات احتجاجية.. تعم العالم

المظاهرات الشعبية المنددة بقرع الإدارة الأمريكية وحلفائها طبول حربها العالمية الجديدة اعتباطيا ودون أدلة واضحة ولغايات ثمنها دم أبرياء جدد تتصاعد في غير مكان من العالم بدءاً من واشنطن بالذات:

* مظاهرات مدينة سيدني الأسترالية طالبت الولايات المتحدة وحلفاءها بالابتعاد عن ردود الفعل الانتقامية، فيما عكست لا فتات المتظاهرين الذين أحاطت بهم الشرطة فهماً لأبعاد هذه الحرب وغاياتها مطالبة الحكومة الاتحادية في أدنبرة تقليص دورها العسكري في الحرب المنشودة أمريكياً.. وورد في متن اللافتات: /الخير للأغنياء والشر للفقراء/ لا نريد هذه الحرب العنصرية/ الأموال مخصصة لتوفير الأعمال لا لشن الحروب/...

* مظاهرات جاكرتا ذات الغالبية المسلمة حذرت واشنطن من مغبة شن أي حرب على أي بلد دون دليل واضح وهددت بتطويق الأمريكيين وطردهم من إندونيسيا وبمقاطعة حكومة ميغاواتي سوكارنو بوتري إذا ما سمحت للقوات الأمريكية بدخول أراضي البلاد. أما السفير الأمريكي روبرت غيلبارد في جاكرتا وبنبرة تنم عن تدخل سافر في الشؤون الداخلية الإندونيسية فقد انتقد حسب وصفه عجز جهاز الشرطة عن اتخاذ ما يلزم لاعتقال من يخرق القانون ويهدد حياة الأمريكيين. وبالمثل طالب السفير البريطاني الشرطة الإندونيسية باحترام وعودها فيما اعتبر السفير الألماني أن تهديد الأمريكيين هو تهديد للأوربيين..

* في باكستان وبينما دعا زعماء القبائل إلى إعلان «الجهاد» ضد الولايات المتحدة إذا ما هاجمت أفغانستان قام المتظاهرون بإحراق أعلام الولايات المتحدة الأمريكية ودمى تجسد عَلم الأمم المتحدة احتجاجاً على قبول المنظمة الدولية تجاوز القوى الكبرى لدورها والوظائف المناطة بها أساساً وذلك في الوقت الذي تتصاعد فيه الحركة الاحتجاجية ضد دخول باكستان إلى جانب واشنطن منذرة بشرخ كبير داخل البلاد..

* أنصار الأحزاب اليسارية والشيوعية يواصلون خروجهم في مظاهرات احتجاجية تطوف المدن الهندية داعية الحكومة إلى عدم الانجرار إلى الحرب الأمريكية ضد أفغانستان كي لا تشتعل المنطقة برمتها كونها بؤرة توتر كامنة بالأساس... وشهدت بعض المدن والبلدات الهندية إغلاقاً للمحال التجارية فيما أسفر تدخل شرطة مكافحة الشغب إلى سقوط عدة قتلى في صفوف المتظاهرين..

* وكما في برلين خرج في روما أكثر من 40 ألفاً في تظاهرة دعا إليها الحزب الشيوعي لإعادة التأسيس، وألقى فيها الأمين العام للحزب بيرتونوتي كلمة أدان فيها الإرهاب الأمريكي وطالب بوقف التهديدات الأمريكية بحربها المعلنة على الشعوب... وقد طاف المتظاهرون في الشوارع الرئيسية منددين بالحرب الرأسمالية الجديدة تحت القيادة الأمريكية. وطالبت المظاهرات حكومة رجل الأعمال بيرلسكوني صاحب التصريحات المتعصبة التي أحرجت قادة الاتحاد الأوربي طالبته بعدم جر الطليان وأبنائهم الجنود في حرب لا طائل منها سوى المكاسب التي ستجنيها الولايات المتحدة، كما طالبت الأمريكيين بضبط النفس والحؤول دون وقوع ضحايا أبرياء جدد تحت ذريعة مكافحة إرهاب الأبرياء..

* أما مظاهرات واشنطن الحاشدة فقد دعت الإدارة الأمريكية إلى التعقل وعدم اللجوء إلى ردود الفعل الانتقامية وطافت أبرز شوارع المدينة وساحاتها رافعة لافتات تقول: /لا تسلبونا حرياتنا المدنية/ ضرائبنا تذهب لتمويل نظام الفصل العنصري في إسرائيل/ الحرب ليست الجواب/... وتباينت أصداء المظاهرات التي قادها مناهضو العولمة لدى سكان واشنطن.. فالبعض وجد فيها فكرة جيدة وتعبيراً عن بدائل أخرى عن الحقد، واختباراً لقوة إيمان الشعب وعزمه على الإسهام في حفظ السلم العالمي فيما أعرب قسم آخر عن رفضه تجاهل ستة آلاف ضحية سقطت دون سبب واضح ولكنه امتعض أيضاً من فكرة سقوط ضحايا جدد في أفغانستان...