فرانسين فيشتراتن فرانسين فيشتراتن

هل بدأ العد العكسي لحرب نووية؟

تمّ الجزء الأول من إحياء ذكرى هيروشيما في الثامن من آب في حديقة إيباكوشا التابعة لجامعة مون، وتضمّن قراءة نصّ بيير بيرار «رسالة إلى أوباما» وقصيدةٍ موجهة لضحايا القصف النووي الأمريكي على هيروشيما وناغازاكي، وكذلك مداخلات من مختلف المنظمات المشاركة.

ترجمة قاسيون

تبع هذا الجزء محاضرة تمّ تنظيمها في الموندانيوم. تجدون أدناه موجزاً للمداخلات وللنقاش.
استجاب كلٌ من غي سبيتايلز وهنري فيركيت وجورج سبيرييت لدعوة «لجنة مراقبة حلف شمال الأطلسي». بعد مقدّمةٍ لكلودين بوليه، عرض الخطباء أفكارهم حول الموضوع.
غي سبيتايلز: ما هي سياسة باراك أوباما بصدد السلام؟
بالنسبة إليه، هنالك ثلاث أفكار:

1. دعونا لا نسرف في التفاؤل فيما يخصّ مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛
2. ما هي التوجهات الواجب اتباعها إذاً؟
3. ما هي اللعبة التي يلعبها أوباما؟

1. معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية: في الحقيقة، إنها نفاقٌ لأنّ القوى الخمس الكبرى المتورطة لم تتخذ إجراءاتٍ فعالة. ضمان «توازن» بتفضيل النووي المدني لم يتّبع. لم يناضل «الكبار» ضد المعدات الخطيرة. إذن، المعاهدة مكبوحة.
لكن هنالك إيران وكوريا الشمالية.
لن تتزود إيران بالسلاح النووي إذا ما صدّقنا أقوال المرشد. لكن مع الحرب الإيرانية العراقية، تمّ استخدام أسلحة دمارٍ شامل. وجدت إيران نفسها محاطةً بثلاثة بلدانٍ تمتلك السلاح النووي (الولايات المتحدة وإسرائيل وباكستان)، إذن... تظهر إيران كمصدر تهديدٍ، ما سيدفع الولايات المتحدة إلى معاقبة إيران عبر... مقاطعةٍ لتسليم النفط. للتذكير، تصدّر إيران الغالبية العظمى من نفطها الخام وتضطر لاستيراده مكرراً لحاجاتها الخاصة. رداً على هذه المقاطعة، ربما تغلق إيران مضيق هرمز.
في كوريا الشمالية نظامٌ سياسيٌ فريدٌ في العالم لأنّه غير قابلٍ للسبر! تقدّر الصين انقسام خريطة كوريا إلى جزأين، لكنّها تخشى من كوريا الشمالية النووية لأنّ اليابان ستتزود حينذاك بالسلاح النووي.

2. ما هي التوجهات الواجب اتباعها إذن؟
لم يتم تطبيق اتفاق ستارت 2. يريد أوباما توقيع معاهدة مع ميدفيديف للتوصل إلى تخفيض عدد الرؤوس النووية، لكنّ روسيا تتمسك بوضعها كبلدٍ نووي للتمكن من مضاهاة واشنطن.
لاحظوا الخدعة الكبيرة التي تقوم بها الولايات المتحدة التي تعامل تركيا وأذربيجان باحتقار.
ما الذي سيفعله أوباما؟ التمايز عن بوش؟ لنأمل أن يعاد العمل بمعاهدة ABM.
صادق أوباما على معاهدة CTBT (الخاصة بالمنع الكامل للتجارب النووية)، وقد صادقت عليها 35 من أصل 36 دولة.
ينبغي سحب الرؤوس النووية من بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وتركيا. غي سبيتايلز يحيي مبادرة فيليب ماهو.
وفي ألمانيا؟ تجري أمورٌ عديدةٌ وقد دافعت شخصياتٌ يمينيةٌ عن سحب الرؤوس النووية. هذا يدفع إذن غي سبيتايلز إلى القول إنّ اليمين الألماني أكثر «تقدّميةً» من بعض اليسار الأوربي!...

3. لعبة أوباما ودوره:
إنّه منفتحٌ جداً على الصين من كلّ الأوجه. وهو قلقٌ على الشرق الأوسط ولا يظهر أية علامة ضغطٍ على نتنياهو، وفي العراق وأفغانستان وباكستان. أوباما ليس «ملاك سلام». لا يمكن سبره بصدد روسيا سواءٌ بالنسبة للدرع المضادة للصواريخ أم بالنسبة لأوكرانيا وتحريضها وجورجيا وتحريضها.
هنري فيركيه: هل تمثّل كوريا الشمالية وإيران تهديداً حقاً؟
الناس جميعاً يعرفون أنّ أسلحة الدمار الشامل توجد في روسيا والولايات المتحدة.
إيران- العراق: الشرق الأوسط أكثر تعقيداً. تمتلك إسرائيل 150 رأساً نووياً ولا أحد يتحدث عنها في وسائل الإعلام كما لو أنّها لا تمثّل أي خطر. إيران بلدٌ غني. عدد السكان كبير وحضارتها بالغة القدم وكانت لامعة. أمّا نفطها، فالشركات السعودية والأمريكية هي التي تستثمره، تكرّر النفط الخام.
لدى باكستان أيضاً أسلحة نووية. وهي تميل نحو تطرّفٍ إسلامي...
يدافع جنرالات الناتو عن وجهة النظر القائلة إنّه ليست لديهم أسلحة، إنّهم عاجزون عن الدفاع عن الولايات المتحدة! إذن لدى الولايات المتحدة تجار مدافع وصناعات، الخ... تسمح كذلك بالاحتفاظ بمستوى اقتصادي وهي إذن عناصر لا غنى عنها.
وقّعت بلجيكا على معاهدة عدم الانتشار وينبغي المطالبة بتطبيقها! فيليب ماهو كسر الصمت، لكن لاحظوا رد الفعل المباشر لرئيس مجلس الشيوخ الذي لا يزال يستخدم منطق التهديد القادم من روسيا، «المستعدة لغزو الغرب». فلنرَ ما الذي سيفعله السيد لوتيرم...
جورج سبرييه: الاستراتيجية العسكرية لحلف الناتو
درس 60 عاماً من وجود الناتو وظهر له عنصران:
في الولايات المتحدة، تدفع الكينيزية العسكرية إلى أن يبدو وجود الإعانات العامة في التسلح العسكري عنصراً من عناصر النمو الاقتصادي.
تريد الولايات المتحدة أن تبقى البلد المسيطر، تريد أن تبقى الأقوى وأن تحتفظ بالتفوق في مجال تجارة الأسلحة بفضل ليبرالية متسلطة... تمضي حتى إلى حدّ دفع البلدان إلى طلب عونها وكأنها تضمن السلام عبر التحكم بأوربا أيضاً. لتقديم حمايةٍ للحلفاء، تنوي الولايات المتحدة جعل السلاح النووي الذي يحلّ محلّ القوات ويحشد بنفس المقدار قابلاً للحصول عليه بسرعة! إذن توجد هذه الأسلحة منذ العام 1954 في إنكلترا و1957 في ألمانيا و1962 في أوروبا و1980 في كلاين بروغل.
ينبغي أن تمضي مراجعة معاهدة منع الانتشار في اتجاه عدم انتقال! وبالفعل، بالنسبة للناتو، تدخل أسلحة الناتو في عملية تضامن... وتسمح بضربةٍ كبيرةٍ في حال كان ذلك ضرورياً! ينبغي إذن أن توجد الدرع المضادة للصواريخ... للهجوم لا للدفاع! ينبغي إذن المطالبة باختفاء جميع الأسلحة وإلغاء حلف الناتو. لكن ما السبيل للعثور على إجماعٍ في كل بلدان الناتو التي تمتلك أو لا تمتلك أسلحة نووية؟
هنالك حدثٌ جديدٌ وهام: الاتحاد الدولي للنقابات دعا الأمم المتحدة للعمل على نجاح معاهدة منع الانتشار، وطالب بتوقيف التجارب والإنتاج وبإعلان مناطق خالية من السلاح النووي.
بدأ نقاشٌ وربط المداخلون بين الاقتصاد والحرب، وتساءلوا كيف يمكن حشد الشباب؟ كيف يمكن إعادة توعية الشعب؟ كيف يمكن البناء من أجل العمل؟ من المهم حثّ الناس والنضال ضد السياسة النووية للناتو.
تم تقديم رأيٍ عن الشباب الذين فقدوا الحماس لأنّهم مستبعدون من الثقافة السياسية. لكن من جانبٍ آخر، جرى التذكير بأنّه تواجد في ستراسبورغ 40 ألف شاب، تظاهروا ضد الناتو في شهر نيسان.
 
النشرة الدورية رقم 35 للجنة مراقبة الأطلسي