غوستافو كابديفيلا  غوستافو كابديفيلا 

الأمم المتحدة تتجاهل تصريحات التفاؤل وتحذّر: المضاربات المالية تتربص من جديد بالاقتصاد العالمي 

قلل مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية من شأن ما كان يتردد مؤخراً عن ظهور مؤشرات على بداية الخروج من الأزمة المالية العالمية، وحذر من أن المضاربات المالية تعود الآن لتتربص من جديد بالاقتصاد العالمي.

فقد نبه هاينر فلاسبيك، مدير إدارة العولمة وإستراتيجيات التنمية بهذا المؤتمر الدائم «لا يزال الاقتصاد العالمي هشاً جداً، وكل ما نطلبه هو إتباع سياسات حذرة للغاية في مختلف أنحاء العالم».

كما أوصى مدير المنظمة سوباتشاي بانيتباكي، بمراعاة الحيطة والحذر لدي تقييم الأخبار التي تتردد عن ظهور علامات على انتعاش الاقتصاد العالمي. وشرح المسئول الأممي الرفيع أن «البراعم الخضراء» التي يجري الحديث عنها قد تكون عابرة ومؤقتة، كرد فعل على تدني الأسعار في الشهور الأربعة الأخيرة. وقال إن هذا التدني مضافاً إليه انخفاض الإنتاج، يساهمان في تعميق الركود الاقتصادي، ما لا يحول دون ظهور بعض البراعم.

ومع ذلك، لابد من مقارنة مثل هذا الانتعاش الجاري الحديث عنه، بمدى حدة تدني أسعار السندات المالية، والسلع الأساسية وكذلك الإنتاج، وفقا لمدير المنظمة العالمية، الذي أكد أن العالم يشهد ارتفاع معدلات البطالة، وبالتالي لا يجوز التحدث عن انتعاش حقيقي، ذلك أن المستهلكين لا يزالوا يئنون تحت ضغط الديون، فيما تتناقص مواردهم وقدرتهم على الشراء.

وفي هذا الشأن، أكد المدير بالمنظمة هاينر فلاسبيك التوجه الراهن نحو زيادة البطالة في كافة أنحاء العالم، باستثناء بعض الدول الكبرى في آسيا كالصين والهند. تضاف إلى ذلك الضغوط الضخمة على الأجور، التي تنخفض حالياً في الولايات المتحدة فيما توشك على التقلص في دول أخرى.

وشرح مدير إدارة العولمة وإستراتيجيات التنمية بالمنظمة العالمية أن الاستثمارات، التي يمكنها أن تساعد على الانتعاش إلى جانب الاستهلاك، ليس بحال أفضل، وبأن قدرتها الفعلية تعادل الآن ما كانت عليها منذ 30 عاماً.

هذا وتوجه المنظمة الأممية الأنظار والانتباه نحو ظاهرة المضاربات، وهي التي ركزت عليها بالبحث والتحليل المكثفين في الأعوام الأخيرة السابقة للأزمة، على ضوء هيمنة القطاع المالي على قطاع الإنتاج.

وقال مدير المنظمة إن المضاربات تغذت على عمليات تحييد رؤوس أموال مستثمرة في سندات مالية، تجاه السلع والمنتجات الأساسية وأسواق أخرى.

ويلفت تقرير المنظمة عن التجارة والتنمية لعام 2009 الانتباه إلى أن الأسعار الرئيسية قد سارت في اتجاه مماثل في العديد من المنتجات والقطاعات كالسكن، الأسهم، السلع الأساسية، السندات، وأسعار صرف بعض العملات ذات الأهمية الحاسمة.

أما الآن وفي ظل الحديث عن ظهور مؤشرات إيجابية في الاقتصاد العالمي، تعود المضاربات المالية لتطل مجدداً. فقد أبدت أسواق منتجات، مختلفة تماماً فيما بينها، كالسندات المالية والسكر والنفط على سبيل المثال، أبدت منحنيات متماثلة ومتناسقة فيما بينها في الأشهر الستة الأخيرة.

 

• نشرة «آي بي إس»