الموت يهدد الناجين من زلزال باكستان... والتساؤلات تحيط بمستوى جهود الإغاثة والتمويل!!؟

حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان من أن ثلاثة ملايين شخص سيكونون معرضين للموت مع قدوم فصل الشتاء في المناطق المنكوبة بالزلزال في باكستان في حال عدم توفير المساعدة لهم، طالباً بذل جهود وتقديم مساعدات إنسانية دولية لمساعدة المنكوبين.

ووجه أنان نداءً عاجلاً إلى الأسرة الدولية من أجل أن توفر على وجه السرعة "مزيدا من الأموال والتجهيزات والمأوى والخدمات الصحية" وإلا فسوف تقع كارثة ثانية.

وأوقع الزلزال الذي ضرب باكستان في الثامن من تشرين الأول، مدمراً جميع البنى التحتية الأساسية في المناطق التي طالها، 47700 قتيل و67 ألف جريح على الأقل حسب رئيس عمليات الإغاثة الجنرال فاروق أحمد خان علما بأن هذه الحصيلة لاتزال مؤقتة في انتظار صدور أرقام جديدة تشمل الحصيلة في المناطق الجبلية النائية شمال البلاد التي لم تتمكن فرق الإغاثة من الوصول إليها.

واقر أنان إن "قرابة ثلاثة ملايين رجل وامرأة وطفل دون مأوى وأن الكثيرين منهم لا يملكون غطاءً أو خيمة تحميهم من شتاء الهملايا القارس وهذا يعني أن موجة جديدة كبرى من القتلى ستقع إذا لم نضاعف جهودنا الآن، مضيفاً أن المطلوب توفير مروحيات وشاحنات وآليات ثقيلة و450 ألف خيمة للشتاء وملاجئ مؤقتة ونحو مليوني غطاء وكيس للنوم وبساط عازل للحرارة ومدفأة، إضافة لمياه صالحة للشرب وتجهيزات صحية ومواد غذائية.

اللافت في تصريحات أنان هو «إعرابه عن أسفه» لعدم تلبية النداء العاجل الذي أطلقته الأمم المتحدة غداة الزلزال لجمع 312 مليون دولار مشيرا إلى انه لم يتم جمع أكثر من 12% من المبلغ المطلوب حتى الآن (37 مليون دولار) فقط!!؟

وبينما عد أنان من جهة أخرى أن هذه الكارثة الطبيعية الجديدة تؤكد مرة جديدة على ضرورة إنشاء صندوق دائم للأمم المتحدة يمكن اللجوء إليه فور وقوع أمثالها في العالم بهدف تمويل عمليات الإغاثة العاجلة، ذهب مراقبون آخرون في الاتجاه ذاته مؤكدين أن كوارث هذا العام أظهرت بما لا يدع مجالا للشك أن العالم يحتاج إلى تحسين وضعه في توزيع وتسليم المساعدات الإنسانية والقيام بإعادة الإعمار وأن صندوق النقد الدولي يمتلك افتراضاً هيئة مساعدة طوارئ للتعامل مع المشاكل المالية التي تلي الكوارث، يدفع ويقدم القليل في الوقت الذي تكون الحاجة فيه كبيرة. 

وبشكل موازٍ يوفر البنك الدولي سلسلة من الخدمات، ولكن الحقيقة هي أنه بينما يمكنه هو وبنوك التنمية الإقليمية إعادة استخدام ونشر التمويل، فإن لديهم تمويلاً محدوداً مكرساً للاستجابة للكوارث الطبيعية. وهناك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كما هناك صندوق دولي قائم للاستجابة للطوارئ. ولكن الصندوق لديه 50 مليون دولار فقط ويمكن استخدامها لإقراض الأموال للوكالات الدولية التي لديها بالفعل تعهدات من المانحين. ولذا فإنه يواجه الفجوة الزمنية بين المانحين الذين يتعهدون بمشروع ما ويسلمون المال فعلياً.

 

ويضيف بعض المراقبين إن هناك مجالاً واسعاً آخر للتعاون الدولي يجري تجاهله في وقت تتكاثف فيه الأخطار على البشرية إذ أن هناك ملايين الأشخاص لم يتلقوا تطعيماً ضد الأمراض الأساسية المعروفة. ولا يتطلب ذلك أكثر من توفير 4 مليارات دولار من الإنفاق الإضافي في مرحلة مبكرة بما يمكن من إنقاذ خمسة ملايين إنسان منذ الآن وحتى عام 2015.