الدرع الأمريكية في رومانيا رغم اعتراض موسكو

استقبل الرئيس باراك أوباما نظيره الروماني ترايان باسيسكو ورحب بتوقيع اتفاق جديد الثلاثاء حول نشر الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ في رومانيا التي باتت عضواً في الحلف الأطلسي. وكان البرنامج الرسمي للبيت الابيض يلحظ اجتماعاً بين باسيسكو ونائب الرئيس جو بايدن. لكن أوباما انضم إلى اللقاء ودعا نظيره إلى المكتب البيضاوي.

وخلال اللقاء، «هنأ» أوباما «باسيسكو على الاتفاق الأمريكي الروماني حول الدفاع المضاد للصواريخ والذي يظهر التزام الرئيس (أوباما) بتعزيز الحلف الأطلسي ومنح الحلفاء القدرة على الرد على تهديدات القرن الحادي والعشرين»، وفق الرئاسة الأمريكية.

وتم توقيع الاتفاق المذكور إضافة إلى «شراكة إستراتيجية» في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن بين الوزيرة هيلاري كلينتون ونظيرها الروماني تيودور باكونشي. وفي الخامس من أيار أنهت بوخارست وواشنطن مفاوضاتهما في شأن نشر عناصر من الدرع الأمريكية الصاروخية في رومانيا.

وسيتم نشر 25 صاروخ اعتراض من طراز «اس ام 3» في قاعدة عسكرية سابقة بجنوب رومانيا، حيث يمكن أن يتمركز 500 جندي أمريكي. وأعلنت بوخارست منذ تشرين الأول 2009 نيتها المشاركة في المشروع الجديد للدرع المضادة للصواريخ والذي «طورته» إدارة أوباما في إطار مشروع إقامة المنظومة المتكاملة للدرع الصاروخية الأمريكية في أوربا..

وقد أثارت الاتفاقية التي وقعتها الولايات المتحدة مع رومانيا، بشأن «الدرع الصاروخية»، في الأراضي الرومانية، ردود أفعال سلبية في روسيا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها الأربعاء «إن الاتفاقية الموقعة بين الولايات المتحدة ورومانيا كحال الإعلان السابق عن خطة نشر رادار أمريكي للدفاع الصاروخي على الأراضي التركية من طراز AN/TPY-2، تدل على أن تنفيذ خطط نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في أوربا تسير بشكل سريع وممنهج، ويجري هذا على خلفية انعدام التقدم في حوار روسيا مع حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة حول مسألة الدرع الصاروخية».

وأضاف البيان: «يجب اتخاذ قرارات فعالة وجدية في مجلس «روسيا- الأطلسي» تجاه قضية الدرع الصاروخية التي تنشر في المنطقة».

وينص مشروع منظومة الدفاع الأوربية المضادة للصواريخ، الذي تتولى تنفيذه الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفائها في حلف الأطلسي على نشر سلسلة من رادارات الإنذار المبكر، ومنصات صواريخ اعتراضية أمريكية على أراضي عدد من دول شرق أوربا وجنوبها وكذلك في مياهها الإقليمية.

ودُعيت روسيا للتنسيق بين نظامها الدفاعي الصاروخي ومنظومة الدرع الصاروخية الأوربية، غير أن موسكو تشترط توقيع الأطلسي وثيقة مُلزمة، بشأن عدم توجيه الدرع الصاروخية ضد ترسانة روسيا البالستية الإستراتيجية، وتصر على ضرورة إنشاء منظومة الدرع الصاروخية الأوربية على أسس متكافئة.

وكانت روسيا اتفقت مع حلف شمال الأطلسي في قمة مشتركة في لشبونة في العام 2010 على التعاون في إنشاء المنظومة الأوربية للدرع الصاروخية.

وتطالب روسيا حلف الأطلسي بضمانات ملموسة تؤكد عدم توجيه منظومة الدرع الصاروخية الأميركية ضد قواتها النووية.

 

لكن، ورغم رفض موسكو لهذه الصيغة المتطورة للدرع، كرر باسيسكو أن الأمر يتصل بـ«نظام دفاعي» لا يستهدف روسيا. وأضاف البيت الأبيض أن أوباما شكر أيضاً لباسيسكو مبادراته داخل الحلف الأطلسي و«التضحيات» التي يقدمها الجنود الرومانيون في أفغانستان. وناقش الرئيسان أيضاً الوضع في الشرق الأوسط، وفق مصدر أمريكي رفيع.